أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سعيد الكحل - رجال سياسة دون مستوى رجال الدولة.














المزيد.....


رجال سياسة دون مستوى رجال الدولة.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 7332 - 2022 / 8 / 6 - 04:39
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


يعرّف قاموس «أكسفورد» الحديث رجل الدولة «statesman» بأنه «السياسي المحنك، المهم والخبير، الذي يحظى باحترام الشعب». ومعنى هذا أن رجل الدولة يمثل هذه الأخيرة، بكل مؤسساتها الدستورية، في كل تصرفاته ومواقفه. فهو، ومنذ أن يتحمل أي مسؤولية سياسية مهمة في أجهزة الدولة ومؤسساتها، يصير بالضرورة، مرآة تعكس تاريخ الدولة وحضارة الشعب. شاغله الرئيسي خدمة المصالح العامة والدفاع عن هموم ومشاكل المجتمع. وهو بهذا لا يكون مِلكا لنفسه ولا لحزبه، ولكن مِلكا للدولة وللشعب. ولا يمكن لرجل الدولة المنتمي حزبيا أن يخدم مصلحة الدولة والشعب إلا إذا جعل الحزب في خدمتهما. الأمر الذي يجعله يحظى بالاحترام والتقدير من طرف كل مكونات المجتمع. ذلك أن رجل الدولة السياسي/المتحزب يدرك جيدا أن الدولة والشعب باقيان بينما الأشخاص والأحزاب عابرون. من هنا يمكن القول بأن كل رجل دولة هو رجل سياسية، بينما ليس كل رجل سياسة رجل دولة. فالسياسيون الذين يجعلون مصلحة الحزب فوق مصلحة الدولة والشعب يفقدون بالضرورة صفة "رجال الدولة"؛ ومن ثم يصيرون عرضة للنقد الجارح وحتى السخرية بعدما فقدوا احترام الشعب لهم. مناسبة هذا الحديث، التصريحات الصادرة عن بعض رجال السياسة الذين تتحمل أحزابهم مسؤولية تدبير الشأن العام، في حق فئات من المواطنين على خلفية الاحتجاجات بسبب غلاء الأسعار وعجز الحكومة أو تواطئها مع شركات توزيع المحروقات. فالتواطؤ واقع أكده والي بنك المغرب سنة 2017 دون أن تتخذ الحكومة السابقة أو الحالية أي إجراء فعلي لتقليص هامش الربح المتغول لفائدة الشركات إياها. ولعل نعت المواطنين المنخرطين في حملة "أخنوش ارحل" "بالمرضى" من رئيس البرلمان فيه إساء إلى المؤسسة التشريعية أولا، وإلى الشعب ثانيا والدولة ثالثا. فالسيد رئيس البرلمان مفروض فيه أن يستحضر حقيقتين أساسيتين:
الأولى: أن البرلمان يمثل الشعب بكل فئاته من خلال عملية الاقتراع. ومن ضمن فئات الشعب تلك التي انخرطت في حملة "ارحل" تعبيرا عن غضبها. وبغَض النظر عن الموقف من الحملة ومدى انسجامها مع بنود الدستور في تنصيب الحكومة أو تغييرها، فإن المفروض في رئيس البرلمان أن يحترم المؤسسة التي يمثل والناخبين الذين انتدبوه وحزبه. وحتى تكون الصورة واضحة، فإن المنخرطين في حملة "ارحل" يبدو أنهم أكثر عددا من الأصوات التي أهلت حزب التجمع الوطني للأحرار لرئاسة الحكومة والبرلمان. والسخرية منهم هي سخرية من البرلمان نفسه الذي، تبعا للنعت إياه، صوت "المرضى" كلهم أو جلهم، على أعضائه. فهذا البرلمان، في الولاية السباقة، أصدر تقريرا يكشف فيه عن مدى النهب الذي يتعرض له المواطنون من طرف شركات توزيع المحروقات التي راكمت بشكل غير مشروع، إلى حين صدور التقرير، 17 مليار درهم. ومن حق المواطنين أن يحتجوا ويطالبوا بالتدخل العاجل والفعال لردع الشركات إياها ومطالبتها بإرجاع المبالغ المتراكمة من الأرباح المتغولة واللامشروعة. بل كان من المفروض في البرلمان الحالي أن يتصدى لجشع الشركات وتغولها عبر إلزام الحكومة باتخاذ سلسة من التدابير والإجراءات، في مقدمتها تجريم الاحتكار والتواطؤ بين الموزعين على إثقال كاهل المواطنين بالزيادات في الأسعار في وقت تتطلب فيه المسؤولية الوطنية التضحية حفاظا على السلم الاجتماعي الذي بات مهددا بشكل لم يسبق له مثيل.
الثانية: أن رئيس البرلمان عضو منتخب من طرف الناخبين للحصول على العضوية داخل قبة المؤسسة التشريعية، ثم من طرف غالبية أعضاء التحالف الحكومي الذين تم انتخابهم بدورهم. إذن لا أحد من كل هؤلاء يمثل نفسه أو تَسَوّر جُدران المؤسسة التشريعية ضدا على القوانين والتشريعات ليحتل مقعدا داخل القبة. وما دام الأمر كذلك، فإن العضوية بالبرلمان تطوقها مسؤوليات دستورية وسياسية وأخلاقية. هذا بالنسبة لعضو برلماني عادي؛ أما حين يتعلق الأمر برئيس المؤسسة التشريعية، فالمسؤوليات تكون أعظم. وأولاها حماية المال العام من النهب والتبذير، ثم الدفاع عن مصالح الشعب من خلال مراقبة أداء الحكومة.
لا شك أن الذين يغترون بالمناصب ويضعون أنفسهم خارج كل محاسبة أو مراقبة، ستلقى أحزابهم نفس مصير تلك التي طغت قيادتها فجعلت الشعب في خدمة الدولة، والدولة في خدمة الحزب، ففقدتهما معا. إن الوضعية الاجتماعية الحالية لا تتحمل صب الزيت على النار من طرف أي مسؤول حكومي مهما كانت تعبيرات المواطنين عن غضبهم. لقد غابت الحكمة عن رئيس البرلمان التي عادة يتحلى بها رجال الدولة وتحكم تصريحاتهم في مختلف المواقف. فالمغاربة لا يطلبون من الحكومة غير تطبيق القانون وتقديم المعطيات، بكل شفافية، احتراما لذكائهم. ذلك أن الغموض يثير الشكوك ويغذي الشبهات. لقد غدا العالم قرية صغيرة، يعلم أفرادها ما يجري في كل مكان من أحداث. وكل الأجوبة أو التبريرات التي تقدمها الحكومة بخصوص أسعار المحروقات في المغرب لا يمكن للمواطنين تصديقها طالما يتوفرون على معطيات دقيقة حول أسعار المحروقات في كل دول العالم، خاصة الدول غير المنتجة للبترول، ثم تراجع سعر البترول في السوق الدولية. فليتذكر السيد الرئيس أن جلالة الملك، في خطاب العرش، تفاعل بكل إيجابية مع احتجاجات المواطنين ضد ارتفاع الأسعار ومطالبهم بالتصدي للمتلاعبين بها "ندعو لتعزيز آليات التضامن الوطني، والتصدي بكل حزم ومسؤولية، للمضاربات والتلاعب بالأسعار".



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الملكي ينتصر للمطالب النسائية.
- البيجيدي و-الحب المستحيل-.
- هل جزاء الإنجاز الكروي إلا الإقرار الحقوقي؟
- علماء في الفتنة سقطوا.
- مأسسة مكونات الهوية المغربية بعد دسترتها.
- معوقات مواجهة الإرهاب في إفريقيا 3/3.
- معوقات مواجهة الإرهاب في إفريقيا 2/3 .
- معوقات مواجهة الإرهاب في إفريقيا 1/3.
- المساواة في الإرث والوصية الواجبة مدْخل لإنصاف النساء .
- تمدد الإرهاب في ظل مؤتمرات دولية لمحاربته .
- بنكيران يطلب أدوارا عفَا عنها الزمن والدولة .
- التطليق للشقاق عامل تحرر الزوجات من عنف الأزواج.
- معاداة المغرب من ثوابت عقيدة حكام الجزائر.
- إنهم يطمسون الهوية المغربية ويُلهونكم -بالتطبيع-.
- بنكيران ووهم الولاية على الدولة.
- احذروا التطرف الزاحف على المجتمع .
- آفاق مؤتمر حظر الاستغلال السياسي للدين .
- تمدد الإرهاب إفريقيا يفرض التعامل معه بجدية .
- الخبرة الجينية والحديث النبوي-الولد للفراش-.
- المشاركة السياسة لا تقتضي -الجهاد والشهادة- آسي بنكيران .


المزيد.....




- مصر: جدل بسبب تصريحات قديمة لوزير الأوقاف عن فتاوى الشيخ الس ...
- ماذا بقى من القواعد العسكرية الفرنسية في أفريقيا بعد انسحابه ...
- محكمة روسية تدين مواطناً هولندياً بتهمة الاعتداء على ضابط شر ...
- كله إلا سارة.. نتنياهو ينتقد وسائل الإعلام دفاعًا عن زوجته: ...
- يورونيوز نقلا عن مصادر حكومية أذرية: صاروخ أرض جو روسي وراء ...
- إطلاق نار في مطار فينيكس خلال عيد الميلاد يسفر عن إصابة ثلاث ...
- إعادة فتح القنصلية التركية في حلب بعد 12 عاماً من الإغلاق
- بوتين: روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
- ماذا تنتظر عمّان من الشرع و ترامب؟
- -يديعوت أحرونوت-: إسرائيل تهاجم اليمن بـ 25 طائرة مقاتلة


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سعيد الكحل - رجال سياسة دون مستوى رجال الدولة.