أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبهان خريشه - ماذا يعني ان يكون طالب اللجوء إلى أوروبا ليس أبيض البشره ؟!!














المزيد.....

ماذا يعني ان يكون طالب اللجوء إلى أوروبا ليس أبيض البشره ؟!!


نبهان خريشه

الحوار المتمدن-العدد: 7329 - 2022 / 8 / 3 - 16:55
المحور: حقوق الانسان
    


في مقارنه بين مشهدين على شاشات التلفزيون لنفس القضية، مع إختلاف لون البشرات بين بيضاء وملونه، وإختلاف ألوان العيون، يتجلى التعامل "العدائي" الى حد كبير، تجاه طالبي اللجوء إلى دول أوروبية، من السوريين وغيرهم من الشرق أوسطيين والأفارقه، وترحيب نفس الدول "الحار جدا" باللاجئين الأوكرانيين ..

في المشهد الاول نرى، حرس حدود اليونان مثلا، يمطرون مئات اللاجئين السوريين وغيرهم، بقنابل الغاز لمنعهم من عبور الحدود اليونانية – التركية، كما شاهدنا المعاملة اللاانسانية لمئات الآلاف منهم، لدى محاولتهم الدخول لسلوفينيا، قادمين من كرواتيا بعد ان أغلقت المجر حدودها أمامهم .. وفي المشهد الثاني، نرى مئات آلاف اللاجئين الاوكرانيين، الذين مزقت الحرب بلادهم، يعبرون الحدود مع بولندا، وغيرها بترحيب وكرم ضيافة بلا حدود، يشمل توزيع الغذاء والمياه والسكريات للاطفال، ناهيك عن تسهيل دخولهم بسرعة قياسية..

ومن المفارقات العجيبة، أن النقابات ومنظمات مجتمع مدني في في بولندا وهنغاريا وسلوفاكيا والتشيك، هي الاكثر مقاومة لإستقبال اللاجئين "ملوني البشرة"، بادعاء منافستهم لعمال تلك الدول في سوق العمل، في حين كانت هي الاكثر ترحيبا باللاجئين من ذوي البشرة البيضاء. وفي معاملة تفضيلية عنصرية لافته، تقوم على اساس العرق، اعاقت (واحيانا منعت) سلطات حدود دول أوروبية، دخول اسيويين وافارقة يدرسون أو يعملون في اوكرانيا..

إقصاء

بحسب بيانات مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين، فإن الدول الأوروبية تستضيف نحو مليون من طالبي اللجوء السوريين، من أصل اكثر من 6 ملايين لاجئ، معظمهم يتركزون في المانيا ( 59%)، و في السويد (11%)، وتستضيف كل من النمسا واليونان وهولندا وفرنسا، بين 2% الى 5% ، ويتوزع نحو 2% منهم على دول اوروبية أخرى.

وكان الاتحاد الاوروبي قد عقد اتفاقا مع تركيا في العام 2016 ، إثر تعرض الاخيرة لضغوطات كبيرة نتيجة لتدفق اللاجئين اليها، نص على دعم تركيا ماليا، للتقليل من تدفق اللاجئين غير الشرعيين، عبر حدودها مع اليونان، وإغلاقها لممرات اللجوء غير القانونية، وفي اطار هذا الاتفاق الذي يهدف لإبطاء الهجرة لاوروبا، وافق الاتحاد الاوروبي على إعادة توطين لاجئين سوريين قادمين عبر تركيا، على أساس " فردي " ووفقا لسياسة "المركز الاوروبي لسياسات الهجرة"، رافق ذلك تردد الاتحاد الاوروبي، بشأن تحمله جزءً من عبء تداعيات اللاجئين الإقتصاديه والإجتماعية، في حين رفضت دول في أوروبا الشرقية، كبولندا وهنغاريا وسلوفيكيا والتشيك (وهي اعضاء في الاتحاد الاووربي)، دخول لاجئين سوريين الى اراضيها، في تجل لموقف عنصري مرحب بالاوروبي الابيض، ورافض للملونين من الافارقة والشرق أوسطيين والآسويويين، وذلك بالرغم من قرار لمحكمة الاتحاد الاوروبي العليا الصادر في العام 2020، قضى بان دول شرق أوروبا تلك، خرقت قانون الاتحاد، برفضها استقبال طالبي لجوء لتخفيف العبء عن دول اوروبية أخرى.

بولندا كانت قد إستنفرت قواتها على الحدود مع بيليروسا في العام 2021، لمنع نحو 2000 من طالبي اللجوء من الافارقة والشرق اوسطيين، من دخول الاراضي البولنديه، ما ادى لوفاة 15 منهم تحت وطأة البرد القارص، كما شرعت ببناء سور حديدي على حدودها مع بيلورسيا، لمنع دخول اللاجئين، ولكن الموقف يختلف تماما عندما يتعلق الامر باللاجئين من اوكرانيا، الذين استقبلتهم بولندا، مبررة ذلك بسبب الروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية بين البولنديين والاوكرانيين.

إسلامافوبيا

المواقف العنصرية بالتمييز بين اللاجئين، ذوي البشرة البيضاء وذوي البشرات الملونه، ظهرت بجلاء في تصريحات عدد من القادة الاوروبيين، وإعلاميين، على شاشات التلفزيون، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصف احد الصحفيين الأوكرانيين "بالمتحضرين" ، للتفرقة بينهم وبين اللاجئين من الاعراق الاخرى، فيما نقلت وكالة أنباء الأسوشييتد برس عن رئيس وزراء بلغاريا "كيريل بيتكوف" قوله، "إنه من الصعب مشاهدة بلاء الأوكرانيين، لأنهم مثلنا " اذكياء ومتعلمين، وهم ليسوا كاللاجئين الذين اعتدنا على رؤيتهم من الذين نحن غير متأكدين من هوياتهم، ومن تاريخهم الغير واضح .. من الممكن ان يكونوا ارهابيين" !!

تصريحات رئيس الوزراء الهنغاري "فيكتور اوربان"، في إطار حملته لاعادة إنتخابه، كانت الأكثر جلاء بعنصريتها، إذ قال "إن بلاده تسمح للاجئين الاوركرانيين بدخول اراضيها، الا أنها لن تسمح بذلك للاجئين غير المسيحيين، لأن هذا يهدد الثقافة الهنغارية ، ولا نريد لهنغاريا ان يكون بلدا من اللاجئين". وفي ذروة ازمة اللاجئين في العام 2015 ،وصف الرئيس التشيكي "ميلوس زيمان" ظاهرة تدفق اللاجئين من سوريا والعراق الى اوروبا "بالغزو المنظم"، في الوقت الذي نشهد فيه اليوم، فتح جمهورية التشيك معابرها الحدودية لعشرات ألاف اللاجئين الاوكرانيين .

"كرم الضيافة" الاوروبي للاجئين الاوكرانيين (المرحب به طبعا)، تجلى بتصويت الاتحاد الأوروبي على قرار بمنحهم وضع "حماية مؤقت"، يسمح لهم بالعيش والعمل في دول الاتحاد، ومنحهم حقوق الرعاية الصحيه والخدمات الاجتماعية الاخرى، التي يتمتع بها مواطنوها، الا أن العديد من اللاجئين الشرق اوسطيين والافارقه في دول الاتحاد الاوروبي، لا يزالون عالقيين في طي النسيان، ربما باستثناء المانيا والسويد، اللتان توفران الحماية المحدودة لهم، لكن دون حصولهم على عمل او تعليم أو خدمات إجتماعية أخرى فيهما.

وعلى ضوء ما سمي بالحرب العالمية على الارهاب، في اعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، في نيويورك بالولايات المتحدة، ظهر المصطلح اللغوي "إسلامافوبيا"، الذي يربط بين الارهاب والاسلام، وأصبح هذا المصطلح ومدلولاته، شائعا في الخطاب السياسي بشأن اللاجئين من الشرق الأوسط بالتحديد، وشُحِذت به المشاعر المعادية للمهاجرين، من قبل قادة اليمين المتطرف في أوروبا، الذين لعبوا دورا رئيسيا في هذا النهج الإقصائي للهجرة.



#نبهان_خريشه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غربلة التراث


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبهان خريشه - ماذا يعني ان يكون طالب اللجوء إلى أوروبا ليس أبيض البشره ؟!!