|
بلا السيد المسيح .. بلا السيد المريخ
يوسف تيلجي
الحوار المتمدن-العدد: 7328 - 2022 / 8 / 2 - 10:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أستهلال : تنمر الشيخ الأزهري د . مبروك عطية ، على الأعلامي أبراهيم عيسى ، لأنه أشاد بالموعظة على الجبل للسيد المسيح ، حيث جاء في موقع القاهرة “رأي اليوم”- محمود القيعي : ( كل كلمة في موعظة الجبل لسيدنا عيسى - بلا السيد المسيح بلا السيد المريخ ، كلهم أسيادنا .. ، بتلك الكلمات أثار الداعية الإسلامي مبروك عطية غضبا عارما على مواقع التواصل الاجتماعي ، بعد أن اعتبر البعض ما قاله سخرية من السيد المسيح عليه السلام ) وسوف أعرض تعليقي على الموضوع . من هو د . مبروك عطية : مبروك عطية (- 1958 ) داعية ، وأكاديمي مصري ، ولد في المنوفية ، التحق مبكرًا بالأزهر ، وحصل على الدكتوراه مع مرتبة الشرف من جامعة القاهرة عام1989 ، يعمل حاليًا رئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر ، وكان قبل ذلك دكتور في جامعة الإمام محمد بن سعود - جامعة الملك خالد - في مدينة أبها بالمملكة العربية السعودية ..
الموعظة على الجبل : ولكي أعرض قراءتي للموضوع ، أسرد في التالي مقطعا من الموعظة على الجبل / من أنجيل متى - الأصحاح الخامس : ( وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ فتحَ فاهُ وعَلَّمَهُمْ قَائِلاً : طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ . طُوبَى لِلْحَزَانَى ، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ . طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ . طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ . طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ . طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ . طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ . طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ . طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ ، مِنْ أَجْلِي ، كَاذِبِينَ . اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا ، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ . أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ . أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ . لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل .. ) . تعليق : 1 . الدكتور مبروك عطية ، ليس شيخا كباقي الشيوخ ، أي أنه ليس من خلفية " الكتابيب " ، بل أنه " رئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر " ، ويحمل دكتوراه في أختصاصه ، ومن المؤكد أنه قد تفقه قرآنيا وأطلع عل السنن والأحاديث النبوية لرسول الأسلام ، أي يجب أن تكون تصريحاته مستندة على وقائع وحجج ، لأنه أكاديمي المرجع . ولكن تصريحاته الأخيرة ، بل كل تعليقاته في معظم برامجه ، وبالمجمل " شوارعية " ، لا تنم على خلفيته الأكاديمية ! .
2 . لم هذا الحجر على أراء الأخرين ! ، وهل أي تصريح أو رأي ، بأي موضوع أو حدث أو واقعة أو نص ، خارج نطاق المفهوم أو المتداول ، من الموروث الأسلامي ، يعتبر مسا بقدسية ونهج الأسلام ، وبأركانه معا ! ، وهل الأعجاب بأي نص أنجيلي يعتبر نقطة سلبية على نهج المفهوم العام للموروث الأسلامي ، المعبأ دما وتكفيرا وسبيا وألغاءا للأخر ..
3 . رجوعا للماضي ، الشيخ الدكتور أحمد الطيب ، ذاته قد أبدى أعجابه بالموعظة على الجبل / للسيد المسيح – وحديثه متداول و منشور على اليوتيوب ، والشيخ الطيب هو مرجع ورئيس للشيخ مبروك ! ، فكيف للشيخ مبروك أن يشذ عن رئيسه ، وهل الشيخ الطيب نبه أو عنف الشيخ مبروك عطية على فعلته المشينة مباشرة . أو كلف من بهيئة الأزهر بذلك .
4 . رجوعا للنص القرآني ( وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ .. / 29 سورة الكهف ) ، حيث أن القرآن بنصه يمنح مساحة حتى للذي يكفر ، ألم يدري الشيخ مبروك بذلك ، وهو الشيخ الأزهري الأكاديمي ، ولماذا لا يتقبل ، مجرد رأي من الأعلامي أبراهيم عيسى ، بنص من الأنجيل ، والقرآن تقبل حتى الكفر بنص صريح ، كما ورد في الآية أنفا ! . من جانب أخر ، أن القرآن يعترف بالأنجيل ( نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَىٰةَ وَٱلْإِنجِيلَ / 3 سورة آل عمران ) ، فكيف بنص من الأنجيل ذاته ، الذي يعترف به القرآن صراحة ، يضيق به صدر الشيخ مبروك ! ، فيتنمر به على الأعلامي أبراهيم عيسى - لأنه أبدى أعجابه بنص أنجيلي .
5 . هل الآيات القرآنية التي تعترف بالكتب المقدسة / التوراة والأنجيل .. - التي سبقت القرآن بقرون ، أصبحت ليست ذات مقبولية في مجتمع أسلام اليوم ! . وأذا كانت كذلك لم لا يصرح علنا من قبل المؤسسات الأسلامية بذلك ! ، وهل أن آيات الأعتراف بالكتب المقدسة ، كانت عبئا على الأسلام ذاته ! ، وسوف يحين الوقت ، أجلا أو عاجلا ، لقول الكلام الفصل بشأنها ! ، على أعتبار ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ .. / 19 سورة آل عمران ) ، وهل سيفتي شيوخ الأسلام يوما ، برفض مقبولية هذه الآيات مستقبلا ! ، بفتاوى وتفسيرات مرقعة ! .
كلمة : لو تركنا كل ما قيل ويقال ، من قبل من أدلوا بدلوهم بهذا الشأن ، ولو تجنبنا أيضا من دعى الى محاكمة الشيخ مبروك ، أو نحو ذلك ، وأغفلنا قضية أزدراء الأديان / التي يجب أن ترفع ضده ، وصمت الأقباط على ذلك ! . فأني أدعوا الشيخ مبروك ، أن يقرأ الموعظة على الجبل للسيد المسيح ، وأن يبين لنا المثالب التي تخالف القيم الأنسانية والأخلاقية بنصوصها ، وأن يبين لنا ، أي دعوة للذبح أو للكراهية أو البغضاء بها ، شرط أن يحمل بيديه / كعادته الزهور - التي تدل على الفكاهة . من جانب ثان ، أيجهل الشيخ مبروك ، أن السيد المسيح هو الحي بأعتراف القرآن ( وَٱلسَّلَٰمُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا / 33 سورة مريم ) ، و أيجهل أيضا أن المسيح هو كلمة الله وروحه ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ .. / سورة النساء ) ، فكيف لمن وصف بالقرآن بهذه الأوصاف ، أن يستهزأ به ! . أخيرا : أني كمتابع متواضع ، أدعوا الشيخ مبروك ، أن يعيد النظر بكل تصريحاته الغير مقبولة ، عسى أن تستقيم سريرته ، وأن ينضج نهجه ، وأن يحترم معتقدات الأخرين ، كي الأخرين يحترمون معتقده ، حتى وأن كان ما يعتقد به من المريخ .
#يوسف_تيلجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الشخصية المحمدية – الجزء 4 / الأخير ( محمد .. الشخصية الل
...
-
في الشخصية المحمدية (3) / من الرعي الى الحكم
-
في الشخصية المحمدية (2)
-
في الشخصية المحمدية (1)
-
الجهاد بين الأرهاب وبين القتل المشرعن
-
نبوة محمد قبل البعث بين الواقع والوهم
-
كيف يجب أن نكون في خضم الأفكار الظلامية
-
قراءة .. في سورة الأنفال / آية 17
-
دور رجال الدين والمذهب في خراب و دمار العراق
-
أضاءة .. حول توظيف الرواية الجنسية في التراث الأسلامي
-
الفتوحات الأسلامية بين مفهومي الغزو و نشر الأسلام
-
الأسلام المبكر حقبة بلا تاريخ
-
شيرين أبو عاقلة بين الترحم وبين التكفير
-
لمحات عن توظيف العهد القديم في القرآن
-
الأمام علي دور مشهود وحق مفقود
-
أزمة المصاحف في العقيدة الأسلامية
-
الموروث الأسلامي بين الواقع و الوهم / واقعة الطف كأنموذج
المزيد.....
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
-
تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
-
بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
-
الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي
...
-
القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي
...
-
الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين
...
-
وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|