أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رضي السماك - حصاد ثلث قرن من التحول للرأسمالية














المزيد.....

حصاد ثلث قرن من التحول للرأسمالية


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 7327 - 2022 / 8 / 1 - 17:20
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في مقاله المنشور في صحيفة " الشرق الأوسط" بتاريخ 15 تموز / يوليو الماضي، أعترف الكاتب اللبناني البارز سمير عطا الله بأن كل ما كتبه من مقالات ذات أنتقادات شديدة عن رومانيا الاشتراكية السابقة "لم يكن موضوعياً ولا مهنياً، بل بناءً على مواقف مسبقة مستندة إلى مصادر غربية غير محايدة"، مضيفاً بأنه لم يفتح إذنه لا إلى المحايدين ولا إلى مؤيدي الرئيس الروماني الأسبق نيكولاي تشاوشيسكو، وأنه أكتشف بعد سنوات طويلة من أنهيار النظام الاشتراكي في رومانيا وتحولها إلى النظام الرأسمالي - من خلال لقاءاته بعدة بشخصيات رومانية- نقول أكتشف ندم كثرة من الرومانيين ممن كانوا متحمسين للحريه على النمط الرأسمالي الغربي ، وأنهم أسفوا على رحيل زعيمهم تشاوسكو وزوال نظامه؛ مقارنة بما تشهده بلادهم الآن، ومنذ تحولها الراسمالي،من فساد كبير وأزمات اقتصادية واجتماعية خانقة متعددة غير مسبوقة، ونضيف من جانبنا: بل وحتى غياب الممارسة الديمقراطية الحقة!
والحال ليست رومانيا وحدها من الدول الاشتراكية السابقة التي تعاني من أوجاع التحول للرأسمالية،إذ تشاركها في ذلك معظم شعوب الدول الاشتراكية السابقة، إن لم تكن كلها. فعلى الرغم من مضي نحو ثلث القرن على الإطاحة بتلك الأنظمة، وهي فترة ليست بالقصيرة، لم تبرز من بينها ولو دولة ديمقراطية واحدة ذات نظام رأسمالي متطور -ديمقراطيا وصناعياً- على نحو ما بشٌر به الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، والتي كان لها دور كبير محوري في دعم قوى الثورة المضادة التي أسقطت الأنظمة الاشتراكية السابقة . وإذا ما أسثنينا الاتحاد السوفييتي السابق، فإنه لما تصل بعد أي دولة من تلك الدول المتحولة حتى الآن إلى نظام " ديمقراطي" تصنيعي متطور، لنقل يضاهي على الأقل مثلاً دولة آسيوية ككوريا الجنوبية، دع عنك اليابان .
على أن هذه النتائج الكارثية لم نخلص إليها جزافاً أو أنطلاقاً من تحيز أيديولوجي مسبق، بل بإمكان القاريء أن يرجع إلى استطلاعات الرأي والتحقيقات الصحفية والتلفزيونية التي دأبت وسائل الإعلام الغربية على أجرائها منذ إسقاط تلك الأنظمة الاشتراكية السابقة وحتى وقت قريب عن خيبة الأمل العميقة التي أنتابت بمرارة مشاعر أوسع القطاعات الشعبية في دولها . وحتى إذا ما أخذنا- على سبيل المثال لا الحصر- دولة اشتراكية سابقة مثل " ألمانيا الديمقراطية"، التي تشكل الآن الشطر الشرقي لألمانيا الموحدة حالياً، فإن تلك الاستطلاعات والتحقيقات الإعلامية بمختلف وسائلها ما أنفكت تخلص إلى أن الغالبية العظمى من سكان هذا الشطر يشكون من التمييز الوظيفي والمعيشي، وكذلك في شتى الخدمات العامة التي توفرها الدولة، ويحنون إلى النظام الاشتراكي السابق حتى مع مساوئه أرحم لهم من الأزمات والتمييز في ظل النظام الحالي، على تعبير الكثيرين منهم .
وبطبيعة الحل لاتعني هذه الخلاصات أن الحل للتخلص من تلك الأزمات يكمن في الرجوع إلى تلك الأنظمة الاشتراكية الشمولية بحذافيرها وبما شابها في التطبيق من أخطاء قاتلة، بل ثمة حاجة ملحة تدعو في هذه المرحلة -على الأقل- إلى تبني برامج إصلاحية جذرية في هياكل المؤسسات الرأسمالية المقامة بعد التحول -بما فيها المؤسسات العامة التي تمت رسملتها على عجل، وبحيث تأخذ الدولة ،في تطبيق مجمل الإصلاحات المأمولة، بعين الاعتبار إيجابيات برامج الحماية الاجتماعية للأنظمة الاشتراكية السابقة، أو لنقل: الاستفادة على الأقل من تجارب الحكومات الاشتراكية السابقة المنتخبة في الغرب ، سواء من خلال وصولها إلى السلطة انتخابيا لوحدها، أو بالمشاركة الجبهوية مع أحزاب يسارية اخرى، ولاسيما في فرنسا وأيطاليا وأسبانيا ، وغيرها أيضاً من دول العالم الرأسمالي. كما تفرض الحاجة الآنية إلى توسيع وتعميق هوامش الديمقراطية الشكلية المقامة، ومن بينها مؤسسات السلطتين التشريعية والقضائية، وضمان تحقيق الحريات الصحفية بجدية، وكذلك كفالة تطبيق سائر الحريات العامة، بنزاهة وتجرد وتحقيق الإصلاحات الدستورية المسبقة التي تكفل كل ذلك، وبدون ذلك ستتفاقم أزمات هذه الدول في شتى القطاعات إلى ما لا يُحمد عقباه.



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة صناعة السينما في إيران
- بي بي سي بين اليوم وأيام زمان
- من تاريخ العلاقة بين اللغتين العربية والروسية
- تطور العلاقة التاريخية بين اللغتين العربية والروسية
- العبقري المبدع نجيب سرور
- ظاهرة العزوف عن التصويت في الانتخابات الغربية .. ما دلالاتها ...
- كيسنجر آفاق حل القضية الأوكرانية
- هل كان للانقلاب على خروشوف تأثير في هزيمة يونيو 1967
- العراق -لا يستطيع التنفس-
- القضية الفلسطينية وأخطاء السوفييت القاتلة ( 2-2)
- القضية الفلسطينية وأخطاء السوفييت القاتلة ( 1-2)
- العرب واليسار والحرب الروسية الأوكرانية
- - كلمة ونص - وتفاهة المسلسلات الخليجية
- شخصية بوتين المخابراتية وأعباء الحرب المنظورة على شعبه
- ثغرات القوة الروسية في الحرب
- هل تنجح المفاوضات الروسية الأوكرانية ؟
- قرن على ميلاد محمود أمين العالم
- من يقف وراء تصعيد الأزمة الأكرانية ولماذا؟
- من يقف وراء تخريب تمثال الأمير عبد القادر؟
- حزب الله ودروس الحرب الأهلية اللبنانية


المزيد.....




- المغرب.. محكمة تبرئ -طبيب الفقراء- من التهمة الثقيلة
- بوتين معجب بجهود ماسك في استكشاف كوكب المريخ ويقارنه برائد ا ...
- مساواة “السما?” (SMAG) و”السمي?” (SMIG) لا تزال حبراً على ور ...
- الدعارة [في معجم النسوية النقدي [*]
- نضال مستمر من أجل تحقيق التغيير المنشود
- مسيرة احتجاجية باتجاه منزل نتنياهو للمطالبة بوقف الحرب وعودة ...
- اعادة الاسلاميين الى جحورهم هو الرد على اغتيال الشيوعيين وال ...
- نصب تذكاري في كاراكاس تخليدا لانتصار الجيش الأحمر السوفييتي ...
- رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يسائل ...
- إضراب عاملات وعمال شركة “سينماتيكس” (SINMATEX) للخياطة في بر ...


المزيد.....

- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رضي السماك - حصاد ثلث قرن من التحول للرأسمالية