|
كل شيء ممكن إلا الإيثار ونكران الذات فهو ممنوع من الصرف إلا ما رحم ربي ؟..
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 7326 - 2022 / 7 / 31 - 20:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كل شيء ممكن إلا الإيثار ونكران الذات فهو ممنوع من الصرف .. إلا ما رحم ربي ؟.. الجميع اليوم متوتر وربما غاضب نتيجة لما يجري في عاصمة الرافدين !.. كل منا لديه ما يضمره في داخله ، وقد تكون له الرغبة في البوح ولكن !... لكن ماذا يا أخ العرب .. والكرد والتركمان والمسيحيين والأيزيديين والشبك والصابئة .. المؤمنين والملحدين والمشركين والذين لا يؤمنون بإله بعينه !.. الجميع خلق بشر وجميعهم من تراب أو من أي شيء أخر .. فلا يهم هذا الاختلاف ولن يغير من مغزى ما نريد قوله . عودونا ولات الأمر ، من أصحابي الجلالة والفخامة والمعالي والسمو !.. والعلماء الأعلام من المشاخ والسماحة والفضيلة والقساوسة والأحبار وأربابنا المبجلين !.. على نصحهم الرعية وبلغة الضاد والصاد والمعية !.. يدعون للبلاد والعباد بالتقية وتجنب الزلل والمحارم والموبقات والمحرمات والرذيلة ما ظهر منها وما بطن ، بخطاب منهجي .. مبرمج يكاد يبكي من يسمعها لشدة الوعظ والإرشاد والخشوع !.. اختير هذا الوعظ من بحور الشعر وقوافيه ولغته الفصيحة الصحيحة .. بمفردات مختارة وبلاغة رصينة صريحة عربية فصيحة ، لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، معصومة مصونة منظومة، ولا تخرج عن قواعد ما جاء به الفراهيدي وسيبوي !.. فهؤلاء من كبار القوم وعجابها وأسيادها ، من المفروغ منه بأن يكونوا معصومين من الخطأ والزلل !.. ولكننا نلاحظ وخلال العشرين سنة الماضية !... لا وجود لأي شيء ذكرناه !.. فأصبح الحرام في زمنهم حلال بين ؟.. وأصبح الحلال حرام بين ؟.. وأكل السحت الحرام حلال مباح ؟.. والنهب والسلب والتخميش والتحريش والرذيلة وأخذ ما ليس لهم حق فيه مباح ، والفتاوى في هذه وغيرها ميسورة ومدعومة متاحة !.. بيع الوطن كما تباع السبية في سوق النخاسة عند داعش ونحن في القرن الحادي والعشرين ولسنا في زمن الجاهلية !.. نكاح القاصرات والدعارة والقمار وسرقة أموال العامة والخاصة رجولة وشهامة وإباء وكرامة ؟.. وأصبح المعقول منبوذ والجهل سيد الأخلاق وشرط الوجود ، وكل قاعدة أمست شاذة ولا مكان لها من الإعراب !.. وكما قال الشاعر ( الوعي بغي والتعلم سبة .. ومدافع عما يدين هدام ! ) .. في أي زمن نعيش اليوم ؟.. عندما جاء ( المتدينين الأتقياء الأنقياء الورعين المتعففين المتصوفين المخشوشنين ( واخشوشنوا فإن الترف تزيل النعم ) !... فتراهم اليوم يلبسون التيجان والياقوت والحرير ، وأصبح الملايين من الناس حفات عراة ما اغتذوا خبز ملة كما قال الحطيئة العظيم . اليوم يبدوا لي بأن من تولى أمرنا !.. هم الجهال والسراق واللصوص والمنحرفين الدجالين ، المتاجرين بالدم وبالدين والشرف والأخلاق وبالضمير وبقيم الإنسان النبيلة ، هؤلاء ليس لهم علاقة بتلك المفردات وليس لهم معرفة بأصولها وفروعها ، وليس لهم علاقة بوطننا وأعرافه وتقاليده السامية النبيلة . شعبنا منذ سنوات يتضور جوعا ، ويعيش البؤس والحرمان بل الموت البطيء ، نتيجة هيمنة المرابين اللصوص وتجار الدين من المغول والتتر والنازيون الجدد . أزمات العراق متعددة متجددة ومتحورة كما هي الأميبية ووباء كورونا ، ملايين الناس قضت على أيديهم ونتيجة سياساتهم الفاجرة ، وجشع وفساد وظلم وجور وعنصرية وطائفية هؤلاء المتسلطين على رقابنا والجاثمين على صدور شعبنا ووطننا !.. رغم كل هذا وغيره ما زالوا مصرين وبعناد كبير على البقاء على رأس السلطة ، ليزيدوا من معاناة شعبنا وليساهموا في التدخلات الإقليمية والدولية ، لضمان بقائهم على رأس الهرم العراقي ، كثمن لتواطئ وموالاة المعادين لشعبنا ووطننا . يدعون اليوم إلى الحوار !.. يبدوا لي بأنه حوار طرشان وعميان وخرسان ، ويخلو من أي مشروع حقيقي للتحاور وخلوه من أي أساس ، ولا قاعدة وهدف بعينه ، حوار من أجل الحوار ، لكسب الوقت واللعب في المكان الخطأ والزمن الخطأ ، ولإيهام الناس بأن عندهم مشروع بناء دولة مواطنة وقبول الأخر ، وهذا محض افتراء وكذب وتضليل ودجل ، ونهج مارسته هذه القوى الفاسدة الظالمة من 2006 م وما زالوا كذلك ، وبالحقيقة أن هؤلاء لا يملكون غير هذه الوسائل أبدا ، وكل ما يقولوه فهو يجافي الحقيقة . المشكلة الأخرى التي يمر بها العراق ، غياب مشروع إعادة بناء دولة المواطنة ، والكثير من قوى شعبنا ما زالوا غير معنيين بهذا الهدف الأسمى والأساس لعودة الاستقرار والأمن والسلام والتعايش لبلادنا ، والقسم الأخر يوهم نفسه والأخرين ، بأن لنا في العراق دولة وقانون وبأن الدستور هو الخيمة التي تجمع العراقيين تحت ظلها ، وهذا يجافي الحقيقة ، فلا وجود للدولة ولا للدستور ولا قانون ، فجميعها مركونة على الرفوف المهملة ، ويتحكم بمصير العراقيين شلة من الميليشيات والإمارات والعصابات والأحزاب الممسكة بالسلطة بقوة السلاح والمال السياسي الذي تم نهبه على أيديهم من خزينة الدولة ، والقاصي والداني يعلم بهذه الحقيقة ، وحتى الأمم المتحدة ومكتبها في بغداد على علم بكل تلك التفاصيل ، ولكن مصالح دول مجلس الأمن والتقاطعات بينهم تحول دون محاسبة النظام الفاسد في العراق . ما هو الحل للخروج من كل الذي يعيشه العراق من أزمات ، وخاصة من الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 م وحتى الساعة ، وبالتأكيد الولايات المتحدة والغرب يتحملون المسؤولية المطلقة لما حصل ويحصل على الساحة العراقية . جرب شعبنا خمس دورات انتخابية ، وشاهد حجم التزوير والخروقات التي مارسها المتنفذين حتى يدوم بقائهم على رأس السلطة ، ونتيجة ما شاب تلك الانتخابات من خروقات ، وما تعرض إليه المتظاهرين من قتل وإرهاب وتصفيات واعتقال ، لمجرد مطالباتهم في التغيير والإصلاح وبشكل سلمي شاهد تلك التظاهرات عبر وسائل إعلام مرئية ومسموعة لإعادة قيام دولة مواطنة عادلة ونزيهة ، والجميع يعلم بكل تلك التفاصيل . نتيجة هذا النهج المشين والارهابي الذي مارسته القوى المتسلطة ، بدأ العزوف عن المشاركة في الانتخابات . الانتخابات الأخيرة كان المشاركين فيها أقل من 18% من الذين يحق لهم الاقتراع وكان عددهم أكثر من 25 مليون نسمة . الحل يكمن في إحداث تغيير في بنية النظام السياسي المتحكم بمصير البلاد والعباد ، وبنهجه وفلسفته ، وبأدوات تختلف عن أدوات الدورات الانتخابية السابقة . أما المعالجات المراد لها أن تمرر ، فهي غير حقيقية ولا تحدث أي تغيير ، والغاية منها تأجيل الصراع والدفع به إلى مسارات مضللة كاذبة وغير حقيقية ، محاولين في ذلك البقاء أطول فترة ممكنة على رأس السلطة . هذه بالحقيقة تصب في مصلحة جميع المشاركين بتقاسم كعكة مغانم السلطة بالمحاصصة ، ليس فقط القوى الشيعية ولكن حتى السنة والاكراد لهم نصيب من هذه الكعكة ، وحسب ثقله وقوته وتأثيره في المشاركة وتحمل مسؤولية صنع القرار ، وجميع هؤلاء راضون بالذي يجنونه من وراء مساوماتهم ويعتبرون ذلك استحقاق انتخابي مشروع ، وكل ما يقال عكس ذلك فهو غير حقيقي وكذب وتسويف . المتضرر الوحيد هم جيش الفقراء والطبقات الدنيا والعاطلين عن العمل والأرامل والثكالى والأيتام والمشردين وأصحابي الدخل المحدود وأصحابي الاحتياجات الخاصة . من وجهة نظري .. أرى تحويل حكومة مصطفى الكاظمي إلى حكومة إنقاذ وطني وبصلاحيات مطلقة وإيقاف العمل بالدستور وحل مجلس النواب أسلم الحلول وأقصر الطرق لخلق عملية إصلاحية حقيقية . تأخذ هذه الحكومة على عاتقها القيام بإصلاحات شاملة وإعادة كتابة دستور وبرؤيا دولة المواطنة ، وإصلاح مؤسسات الدولة وإصلاح الاقتصاد وتحسين أداء الوزارات الخدمية ومعالجة أزمة البطالة ، والاعداد لانتخابات عامة بعد الانتهاء من هذه المهمات في فترة انتقالية مدتها بين سنتين إلى ثلاث سنوات ، وبذلك نكون قد سلكنا أقصر الطرق لعملية إصلاح شامل واستتباب الأمن والسلام . ولابد لي أن أبين للجميع .. بأني لست بالضد من الانتخابات المبكرة ، بالرغم من قناعتي بأنها سوف لن تأدي إلى الإصلاح المنشود ولا إلى الاستقرار السياسي والتناحر والصراع على السلطة ، ولن تتمكن الحكومة التي ستنتجها الانتخابات المبكرة القادمة بالنهوض بأعباء المرحلة ووضع المعالجات المرتجى منها ، لأسباب لا مجال لتناولها في هذه العجالة ، فتحتاج إلى التعليل والتأويل وإلى دلالات واستنتاجات تبرر ما ذهبنا إليه . أكرر القول بأني مع الانتخابات المبكرة بشرطها وشروطها ، وضمان نزاهتها وقانون انتخابي يمثل إرادة شعبنا وقواه الخيرة ، ومفوضية مستقلة قولا وفعلا ، وتطبيق قانون الأحزاب ومنع مشاركة أي حزب أو فصيل أو مجموعة بشكل مباشر أو غير مباشر في أي انتخابات قادمة ، لحيازته السلاح أو ميليشيات مسلحة . ضرورة التصدي للمال السياسي والكشف عن الفاسدين والسراق ، كونها مهمة أساسية من مهام المفوضية والقضاء والسلطة التنفيذية ، لتعقب المال السياسي والمال المنهوب وإعادة هذا المال إلى خزينة الدولة . الأخذ بنظر الاعتبار قانون من أين لك هذا ، وتطبيقه على كل من يشغل وظيفة في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص . يا بنات وأبناء شعبنا الشجعان ، ندعوكم إلى ممارسة حقكم الطبيعي في التظاهر السلمي ، والمطالبة بحقوقكم واسترجاعها من المغتصبين الفاسدين . شاركوا بقوة في أي نشاط جماهيري يسعى لتحقيق طموحاتكم ويرفع الحيف والظلم والبؤس عنكم وعن شعبكم ، وقِفوا بثبات وبقوة مع كل من ينتصر لشعبكم في الحرية والكرامة والتحرر والاستقلال الوطني ، وكل من يطالب بالخبز والكرامة ومحاربة الفقر والظلم . لا تتخلفوا عن أداء واجبكم المقدس ولا تتراجعوا ، واصبروا وصابروا فالنصر خليفكم ورهن إرادتكم . أنتم أصحابي المصلحة الحقيقية في التغيير ، وبيدكم مفاتيح الحل لتحقيق النصر المؤزر . النصر حليفكم دائما وأبدا وفي كل الأيام والأزمان ، وما خاب شعب ينتصر لحريته وكرامته وسعادته ، ولكن بوحدته وتصميمه وثباته وعزيمته التي لا تقهر . 31/7/2022 م كل شيء ممكن إلا الإيثار
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حدث وتعليق ..
-
دولة مكونات وطوائف وإمارات وميليشيات !..
-
أزمات النظام السياسي العراقي إلى متى ؟..
-
وطني أضحى بلا وطن ولا هوية ؟.. معدل
-
وطني أضحى بلا وطن ولا هوية ؟..
-
ليلة القبض على العلماء الثلاثة بالجرم المشهود ؟..
-
قبل ما يجن الليل وتذهب شهريار !..
-
تغريد وتسبيح وتهجد ودعاء !...
-
طَوِقُ السفينة .. كما هي بيروت ؟..
-
مساءكم أيه العراقيون سعيد ، تم تعديله !..
-
مسائكم أيه العراقيون سعيد ...
-
الاستعصاء في نظامنا السياسي والحلوب !..
-
دعاء الأربعاء !...
-
الانسداد ... البروسترويكه العراقية !..
-
حاورتهاعند لقائنا الأخير !..
-
تهجدي وتعبدي في زمن الزندقة !...
-
من خاطري وتغريدي والهذيان أكتب !...
-
كيف نعبر إلى الضفة الأخرى في أمواج عاتية وسفينة يقودها الكتب
...
-
مشهد راقص مهدات لمهرجان بابل !..
-
الذكرى الثانية لثورة تشرين .. رسالة إلى نور ...
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|