|
٢٦ يوليو … تفويضُ الكرامة
فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 7326 - 2022 / 7 / 31 - 13:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
النسيانُ نعمةٌ إلهيةٌ لبني الإنسان حتى يقاومَ الحَزَنَ ويواصلَ حياتَه. لكن النسيانَ ذاتَه قد يكون نقمةً على الإنسان، إن تناسى مثلا أن النارَ تلسعُ وأن الأفعى تلدغُ؛ فيُسْلمُ لهما يدَه مرّةً بعد مرة، ولا يتعلم من التجربة. هنا تتحول نعمةُ النسيان إلى لونٍ من الحماقة والغفلة. والتاريخُ لا يحمي الغافلين. في عقول المصريين الراهنين تواريخُ أيقونيةٌ محفورةٌ في ذواكرنا، لا تخفُت. ثورة ٣٠ يونيو، بيان ٣ يوليو، وتفويض ٢٦ يوليو ٢٠١٣. ذوو الألباب لا ينسون ما مرّ بنا في ذلك العام الحالك الذي حكمنا فيه الإخوان الإرهابيون قبل عشر سنوات، حين سرقوا عرشَ مصرَ ذات غفلة من التاريخ ومنّا، نحن المصريين. ولا بأس أن نُذكِّرَ من نسى. قُبيل تفويض الشعب المصري يوم ٢٦ يوليو ٢٠١٣، للقوات المسلحة بقيادة الفريق أول/ “عبد الفتاح السيسي" وزير الدفاع آنذاك، بمكافحة الإرهاب، ذكرت صحيفةُ الجارديان البريطانية: (أن سعي الجيش المصري للحصول على تفويض شعبي، جاء بعد تطور خطير على الأرض وتصعيد جماعة الإخوان من عملياتها التخريبية بعد عزل مرسي وفق سياسة “حرق الأرض” وتزايد سقوط ضحايا الإرهاب كل يوم. وأصبح من المؤكد لدى الجيش المصري أن أنصار المعزول، قرروا تحويل مصر إلى ميدان ملتهب بالأعمال الإرهابية. فبعد أن كانت المواجهات تعتمد على أسلحة بيضاء وعُصيّ وقنابلَ مولوتوف وأسلحة خرطوش، استخدمت الجماعةُ قنابل محلية الصنع أدّت لاستشهاد أفراد أمن ومدنيين، فقرر الجيش التحرك لإحباط هجمات الإخوان التي غدت أكثر دموية، فكان لابد من دعم شعبي للتأكيد على رغبة الشعب في القضاء على الإرهاب؛ فكان اللجوء إلى الشعب باعتباره مصدر السلطة الوحيد في مصر وقتئذ.) وقتها، أوضحت المصادر: (أن خطة الجماعة تشمل إحراق مبنى جامعة الدول العربية بميدان التحرير، ومبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والمحكمة الدستورية العليا، وعدد من المنشآت الحيوية بمنطقة وسط البلد، في أوقات متزامنة، لمفاجأة الجهاز الأمني بوزارة الداخلية، وقوات الدفاع المدني حتى لا تتمكن من إخماد تلك الحرائق الهائلة، التى سيتم إشعالها في أماكن متفرقة في وقت واحد. والحرائق كانت ستتم من داخل البنايات ذاتها، لا من خارجها، عن طريق إحداث خلل عمدي في دوائر الكهرباء، لإحداث ماس كهربائي مع إلقاء مواد سريعة الاشتعال، لتحقيق أكبر قدرة تدميرية في أقل وقت ممكن. بالإضافة إلى تنفيذ مخطط لاغتيال عدد من الشخصيات العامة المرموقة من مفكرين وساسة وعسكريين لزيادة حجم البلبلة في مصر، وإطلاق اليد السوداء للجماعات الجهادية المسلحة، التى تحتل سيناء لإحداث تفجيرات عشوائية بهدف ترويع المواطنين، وإثارة الفزع.
وكشفت المصادر آنذاك أن الخطة الإخوانية لإحراق القاهرة الكبرى، سوف يشترك فيها عددٌ ضخم من شباب جماعة الإخوان من العناصر المدربة على أساليب العنف، ولديها مهارات بارزة في اللياقة البدنية واستخدام الأسلحة المختلفة، مؤكدين أنه من المقرر الاستعانة بألفين من "الجناح العسكري" للجماعة لتنفيذ المخطط الدموي، بمعاونة نحو ١٠٠ عنصر جهادي يجيدون استخدام الأسلحة الثقيلة، والقنابل اليدوية محلية الصنع.
وأشارت المصادر إلى أن جماعة الإخوان ستقوم بتصوير مشاهد حريق القاهرة والمنشآت السيادية، وإرسال الفيديوهات إلى عدد من القنوات الخاصة الموالية لها، وعلى رأسها قناة الجزيرة مباشر مصر، وبعض القنوات الأجنبية التي تبث من القاهرة باللغة العربية، في إطار خطة لتصدير مشهد الرعب والفزع في نفوس المصريين، وإظهار أن الجماعة قادرةٌ على مواجهة أجهزة الدولة بكاملها بعد عزل مرسى من الحكم، إلى جانب تحفيز العناصر المتعاطفة مع الإخوان للنزول للشارع، من أجل نصرة مخطط الجماعة في العودة للحكم.
وبيّنت المصادر أن خطة الإخوان في تظاهراتهم أيام الجُمع سوف تشمل الاعتداء على عدد من المحلات الشهيرة في منطقة عباس العقاد ومكرم عبيد، بمدينة نصر، إلى جانب الاعتداء على معسكر "أحمد شوقى للأمن المركزى" من أجل كسر هيبة جهاز الشرطة، واستهداف الأمن المركزى، باعتباره القوة الضاربة لوزارة الداخلية والكيان القادر على مواجهة أي أعمال شغب أو بلطجة في البلاد.
وأشارت المصادر إلى أنه سيتم ارتداء بعض شباب جماعة الإخوان للزي العسكري المصري وإطلاق النار على المواطنين عشوائيًّا، لبث كراهية الشعب المصرى للقوات المسلحة، وإظهارها على أنها تقتل الشعب المصري، إلى جانب تنفيذ العناصر الإخوانية التي ترتدي الزي العسكري هجمات مسلحة على تجمعات الجاليات السورية والعراقية بمصر، لإثارة كراهية تلك الجاليات للجيش المصرى، ودفعهم للوقوف إلى جانب المعزول وأنصاره.) هذا ما خططه لمصر صنّاعُ الهلاك، فهل ننسى؟! شكرًا للرحمن الرحيم الذي قدّر لنا السلامة من كيدهم، وشكرا لجيشنا العظيم الباسل. ***
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطاباتُ جدّي وجدّتي … تعليم زمان
-
أولادُكم ليسوا لكم … شكرًا للنائب العام
-
في الطريق إلى الثمانين … السعادةُ اختيارٌ
-
أيّها الوحيدون … اصنعوا زحامَكم!
-
العيد … العائلة … الجنّةُ التي على الأرض
-
الضمير… القطّةُ التي كسرت عنقي!
-
دقّوا الشماسي
-
شمس ٣٠ يونيو
-
مَن يُسَلِّعُ المرأةَ ويُشيّؤها … على هامش مقتل نيّرة
-
شمعةٌ جديدة في بلاط المصري اليوم
-
عيد الأب … العيد المنسيّ!
-
فرج فودة … عِشْ ألفَ عام!
-
أنت على حق يا نهرو!!!… والدليل: قالولوا!
-
نغم راجح … عصا ناير… وقلبُ الفقي
-
ذكريات -اعتصام المثقفين- … حقل الألغام
-
عقولٌ نقيّة … قلوبٌ نظيفة
-
الرحلةُ المقدّسةُ في أرضِ مصرَ
-
هنا السُّليْمانية … الكُردية ... البهيّة1
-
صلاح منتصر … هل قلتُ لكَ: أحبُّك؟!
-
-ملك سيام- … عهدٌ من -صبحي- ... واجبُ النفاذ!
المزيد.....
-
وزير الدفاع الأسبق: يكشف العقيدة الدفاعية للجمهورية الاسلامي
...
-
-ترامب سينقذ العالم من الإسلام المتطرف- – جيروزاليم بوست
-
قائد الثورة الاسلامية في تغريدة: كل فلسطين من النهر الى البح
...
-
الآغا خان الرابع زعيم قاد الطائفة الإسماعيلية النزارية 68 عا
...
-
إيهود باراك: خطة ترامب بشأن غزة -خيال-
-
كلمة الرئيس الايراني بزشكيان امام سفراء الدول الاسلامية في ط
...
-
الاحتلال يحتجز مركبة ويستولي على كاميرات مراقبة في جنين وسلف
...
-
اللواء سلامي يشدد على قوة إيران الإسلامية في مواجهة الضغوط
-
اللواء سلامي: هذه الانجازات هي للرد على اي تهديد ضد ايران وا
...
-
بالودان يواصل استفزاز المسلمين ويحرق نسخة أخرى من المصحف أما
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|