أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - لقاء في : Place Vertu














المزيد.....

لقاء في : Place Vertu


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 7326 - 2022 / 7 / 31 - 10:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من مدونتي :21-9-2020
منذ 7 سنوات تقريباً - في مونتريال - كنت أتجول أنا وصديقة من أصل لبناني - في " Place Vertu " وهو مجمع كبير لعدد من المحلات الكبري , والمطاعم والمشارب والكافيتريات , والبوتيكات , ومكاتب شركات الانترنت والتليفونات.. وغيرها

وفي إحدي طرقات المُجمّع كان شاب وفتاة في أوائل العشرينيات من العمر . يعرضان في بوتيك مفتوح , أشياء نسائية - تجميل , وغير ذلك . وبغريزة المرأة , اندفعت صديقتي نحوهما , وقفتُ معها وهي تقلب وتسأل عن الأسعار - الحديث دار بالانجليزية - ثم تحول مشروع الشراء الي رغبة من الشاب والشابة في التعرف علينا , بعدما جعلت صديقتي الحديث نوعاً من السمر ,, فسألانا عن أصل بلدنا ..
عندما قلت : وأنا من مصر .. شهقت الفتاة بفرح :
Oh .. from Egypt ? you are our neighbors
من مصر ؟ أنتم جيراننا .. ( قالتها بمودة وحب انساني , وببراءة وصفاء شديد , وابتسامة عريضة فرحة..) !
ولأن الدول المجاورة لمصر الناطقة بالعربية لا نستخدم واياهم الا تعبير : نحن أشقاء .. نحن أخوة .. وليس تعبير الصادق الصريح " نحن جيران " ( لكوننا نعتقد ان الهويّة لغة ودين ! بينما الهويّة جغرافيا وتاريخ قديم )
لذا سألتها وأنا متلهف علي الاجابة : من أين أنتم ؟
وكان الرد مفاجأة لم أتوقعها اطلاقاً : من اسرائيل ..
حاولت بكل الطرق .. من باب المجاملة .. من باب اللياقة الانسانية .. من باب الكذب ! .. من باب النفاق ! من باب الذوق والأدب .. من أي باب , من أي شِبّاك .. ! حاولت أن أبادلها شعورها التلقائي البريء بالسعادة والمودة , وأبتسم في وجهها بمثل ذاك الصفاء
ولكن أبداً .. !
لأنني نشأت ووعيت كطفل وتلميذ بالمدرسة الابتدائية , وحتي معاهدة السادات للسلام والتطبيع مع اسرائبل وما بعدها .. .مع دروس ونصوص الدين والتاريخ والسياسة . والعُرف الاجتماعي والثقافي . وخطباء المساجد , وأحاديث شيوخ الاسلام بالاعلام , وما نسمعه من القرآن في كل مكان من تلاوات في اذاعة متخصصة , و تلاوات في سرادقات العزاء بالميكرفونات , وما يتم تحفيظه بدور تحفيظ القرآن للصغار , طوال عمري و منذ الصغر . تحيط بي وترافقني ولا تتركني نصوص العداء والبغضاء الديني : الواضحة والصريحة .. التي لقنونا بأنها يجب أن تكون أبدية !! حتي تركَت بداخلي ترسبات وتكلسات من الكراهية , ليس من السهل أن تختفي - ولو مؤقتاً - أمام ابتسامة صفاء انساني بريئة وعفويّة ! .

( الرئيس السادات , عندما وقع اتفاقيات الصلح والسلام وتطبيع العلاقات .. كان يحل مشكلتة ومأزقه السياسي والعسكري .. لتستتب له أمور الحكم والسلطة مدي الحياة . وحسب . ولم يهتم بمعالجة الترسبات الموجودة بنفوس وقلوب أبناء الشعب .. لكي تكون حقاً - كما قال - " حرب أكتوبر 1973 , هي آخر الحروب " وآخر سيول الدماء والقتلي والدماروالخراب .... لم يقتلع الثأر بجذوره - كما فعل اليابانيون والأمريكان . والنظر لمستقبل يسوده السلام والتنمية والازدهار والرخاء . )

لا أدري لماذا , كلما تذكرت ذلك الموقف , أتألم , وأشعر بالحزن . لأنني أحرجت شابة وشاب , هما بمثابة أبناء لي .. بالاحجام والجمود عن الرد ولو ببعض كلمات طيبة , علي ابتسامة مودة وصفاء انساني .. ولو كمجاملة عابرة.. !

شاب وشابة صغيران , الأغلب أنهما لم يشاركان من قبل في أية حروب ..
ولا أنا شاركت في أيٍ من حروب عبد الناصر أو من جاء بعده , لأسباب طبية - - اعفاء من التجنيد لضعف قوة العين اليمني - ..

فما ذنبهما وما ذنبي في التاريخ الدموي . بين اسرائيل والدول المجاورة لها .. بين اليهود والعرب منذ أيام مذبحة محمد ليهود بني قريظة - ذبح 700 رجل - غزوة الخندق - ثم طرد وصادر أراضي آخرين غيرهم , في أوائل التاريخ الهجري ( تلك الأشياء التي تعلمها محمد من أنبياء سبقوه , وفظائهم مدونة في كُتُب مقدسة - كما فظائعه المدونة في كتابِهِ وسنّته - المُشرّفة ! - ) ..

منذ مذبحة غزوة الخندق , وحتي مذبحة دير ياسين ضد الفلسطينيين ... ومذابح أخري متواصلة بين اليهود والفلسطينيين ! , و 4 حروب مع الدول المجاورة , من 1948 , 1956 , 1967 , 1973 .. ؟؟ ما ذنب شاب وشابة في أوائل العشرينيات من العمر .. في كل ذلك !؟

وما ذنبي ؟ وما حيلتي ؟ في عدم القدرة علي التخلص مرة واحدة وفي لحظة صفاء و مودّة انسانية .. والتحرر من أكداس الكراهية الدينية والسياسية - و التي صارت شعبية عُرفِيّة وثقافية ! - التي تم صبّها صبّاً بداخل قلوب أبناء جيلي والأجيال التي جاءت بعد جيلي . وحتي اليوم ؟؟
----
من مدونتي :
https://salah48freedom.blogspot.com/2020/09/blog-post_2.html



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل توجد حياة بعد الموت / بعيداً عن الأديان - ؟
- لا جديد بعد 12 سنة من النفخ في البوق
- وداعاً .. محمد البدري : الكاتب الليبرالي المصري
- الذكري الأليمة لنكبة 23 يوليو 1952 / كلاكيت بمناسبة الذكري ا ...
- الله باشا - ومشاكل الناس معه / ج ٣
- ما البديل ؟؟
- الي أين ؟؟؟ وما البديل ؟؟
- الله باشا .. ومشاكل الناس معه - الحلقة 2
- مصحف علمانيل بن ليبرائيل
- خلف الأبواب
- الفرعونية - بين التطرف في كراهيتها , والتطرف في حبها
- العالم الي أين ؟؟؟ يا شعوب كوكب الأرض انتبهوا
- ارتياد مجاهل كهوف النفس
- بين بوتين وصدام حسين , عوامل مشتركة وكارثية
- عندما تكون أسماء الحكام أو زوجاتهم تعويذة لحماية المشاريع ال ...
- شخصيات بين الأسطورة والحقيقة
- الغول والبديل - السَلاعَوُّة
- ما ذكرنا به الفيسبوك اليوم . وكنا دوناه منذ 10 سنوات
- الله باشا .. ومشاكل الناس معه - 1
- الصلاة بالشوارع بعد بناء المساجد


المزيد.....




- سيناريوهات حاسمة تنتظر -الإخوان- بالأردن بعد كشف خلية الفوضى ...
- محمود عباس: نؤكد دعمنا للجهود المبذولة للحفاظ على الوجود الف ...
- كيشيناو تمنع رئيس الأساقفة من السفر إلى القدس مجددا
- استجواب جماعي لرجال الدين الأرثوذكس في مولدوفا
- رئيس البعثة الكنسية الروسية في القدس: سلطات كيشيناو تتدخل بش ...
- الكنيسة الروسية تعلق على تعطيل كيشيناو رحلة أسقف المطرانية ا ...
- إصابات إثر اعتداء للمستعمرين في سلفيت
- المسيحيون في القدس يحيون يوم الجمعة العظيمة وسط أجواء مثقلة ...
- البابا فرانسيس يزور سجنا في روما ويغيب عن قداس عيد الفصح
- فرح الصغار وضحكهم: تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - لقاء في : Place Vertu