أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عطا درغام - حرية الفكر في الإسلام














المزيد.....


حرية الفكر في الإسلام


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 7326 - 2022 / 7 / 31 - 10:04
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يُعد كتاب "حرية الفكر في الإسلام" للكاتب عبد المتعال الصعيدي ، هو نموذج للفكر الإسلامي الصحيح الذي يستهدف الحرية بمعناها الحقيقي؛ لأن التضييق علي الناس في باب الحرية لا يتفق وصحيح الدين،لأن التعسف في باب الحرية هو صناعة بشرية خالصة لا علاقة لها بالدين،والإسلام لم يغلق قط باب الاجتهاد علي الناس،والمجتهد لا إثم عليه، فيما اجتهد فيه ولو أخطأ طريق الصواب.
وليس في الإسلام ما يجوز قتل أي فرد أو جماعة اجتهدت، حتي لو أخطأ في اجتهادها. والمؤلف هو واحد من علماء الإسلام، ويري أن المجتهد لا يعذر في خطئه حتي إذا مضي إلي آخر ما يتصوره العقل في حدود اجتهاده.
وقد ذهب الشيخ محمود شلتوت في كتابه الشهير:" الإسلام عقيدة وشريعة" إلي التأكيد علي أن الحرية الدينية مطفولة للجميع لدرجة أن من لا يؤمن بالله ولا برسله ولا بنحو ذلك،لا تجري عليه أحكام المسلمين فيما بينهم وبين الله،وفيما بينهم بعضهم وبعض، وليس معني ذلك أنه بكون كافرًا عند الله ويخلد في النار، بل معناه أن لا تجري عليه في الدنيا أحكام الإسلام، فلا يطالب بما فرضه الله علي المسلمين ولا يصلي عليه إذا مات،ولا يرثه قريبه المسلم،كما لا يرث هوقريبه المسلم إذا مات.
أما الحكم بكفره فهو يتوقف علي أن يكون قد أنكر العقائد، بعد أن بلغته علي وجهها الصحيح؛ فإذا لم تبلغه تلك العقائد أو بلغته بصورة منفرة فإنه لا يكون كافرًا، ولا يعيب الإنسان وهو يبحث عن الحقيقة أن يضل طريقه، ولم يخول الله سبحانه وتعالي فردًا أو جماعة لكي تتلمس عورات الناس ، أو تفتش في ضمائرهم فالأمر كله متروك إلي الله.
رقد راح المؤلف ،وقد تملك كل مصادر التشريع يطرق قضايا رآها بديهية ؛فاستقر ضميره إليها بينما رأيناها في مجتمعاتنا المعاصرة خلافًا وصراعًا استبحنا من أجلها رقاب البشر،ورحنا نفتش في ضمائرهم اعتقادًا منه بأننا ندافع عن الإسلام، لذا انفردنا عن كل شعوب الدنيا المعاصرة بأن استبحنا دم المخالفين ونصبنا أنفسنا نوابًا لله في الأرض.
واختزلنا الإسلام في نماذج منفرة أصابت الإسلام ونالت من قيمة الإنسانية السمحة،حتي وسائل العلم الحديث أخلت مفاهيمنا الضيقة وأضفينا علي الإسلام رؤيتنا الضيقة بينما العلوم المعاصرة لا سلطان فيها إلا للعقل.
لقد ذهب المؤلف في اجتهاده لدرجة قوله بأن العلم يطلب علي إطلاقه دون تحديد الغاية منه، فلا يقتصر طلبه علي أن يكون لأجل الوصول إلي الإيمان بالله فقط، بل يطلب لكل الغايات بما يحقق سعادة الناس في الدنيا والآخرة إعمالًا لقاعدة فقهية شهيرة:"يكمن شرع الله حيث تكمن مصلحة المسلمين".
وبقدر ما شغل العقل مكانة بارزة في الإسلام عني الشيخ عبد المتعال الصعيدي بحرية تفكير الإنسان وحقه الطبيعي في أن يفكر،وليس مقبولًا أن يخشي الإسلام التفكير وهو يدعو إليه ولا أن يخشي العلم وهو يدعو إليه أيضًا. ولا تناقض بين الاثنين،وليكن للعلم سلطانه المطلق أيضًا.
لعل مما أرهق المسلمين وشاعف من ساحة الخلاف بينهم اعتمادهم علي النقل علي حساب العقل،وفي اعتمادهم راحوا يقرءون التراث قراءات متباينة مما ضاعف من حجم خلافاتهم ، بينما أراحو العقل وعطلوا وظيفته بينما الإسلام فتح باب الاجتهاد فأعطي للعقل سلطانه علي النقل يستنبط ما شاء بهدف سعادة الناس وتحقيق مصالحهم، حتي لا يكون علي الناس حرج، لأن الدين يسر لا عسر وتسهيل وسعادة لا شقاء.
لم يترك المؤلف قضية من قضايانا المعاصرة إلا وتطرق إليها بحثًا وتحقيقًا ووعيًا .فالأمة مصدر كل السلطات ،وما يترتب علي ذلك من اتساع في حقوق الأمة ورقابتها وفق القواعد والإجراءات التي يرتضيها المجتمع.
ولم يغفل الإسلام حقوق الأقلية المعترضة الرافضة لسياسات الأغلبية، بل لهم مل الحقوق والتي كفلها الإسلام للأغلبية ،لأن الإسلام يستهدف فالإنسان الفرد والجماعة معًا بصرف النظر عن مواقعهم الاجتماعية والسياسية.
ويذكر الدكتور صابر أبو عرب : " أن الشيخ عبد المتعال الصعيدي واحدًا من مدرسة كبيرة شعارها العقل ووسيلتها التفكير وهدفها المصلحة بالمعني الذي استهدفه الإسلام، لذا سادت روح الإسلام المتسامجة الصافية..ما أحوجنا إلي أن نشيع فيما بيننا ثقافة الإسلام الصحيح من خلال كتابات الشيخ محمد عبده ومحمود شلتوت والشيخ عبد المتعال الصعيدي وغيرهم صونًا لحياتنا الإسلامية ، رسالة وشريعة وحياة"



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور الأصولية الإسلامية في مصرالمعاصرة: رشيد رضا ومجلة المنا ...
- الشعر العراقي الحديث
- مع الباحثة والمؤرخة الأرمنية السورية ..دكتورة هوري عزازيان
- نظرية البنائية في النقد الأدبي
- وحدة تاريخ مصر
- الارتجال للمسرح
- الشعر المسرحي في الأدب المصري المعاصر
- الأزهر في ألف عام
- جماليات فن الإخراج
- قضايا الفلاح في البرلمان المصري-1924-1936
- الجامعة الأهلية بين النشأة والتطور
- فن الدراما عند رشاد رشدي
- عصر الصورة من الفوتوغرافيا إلي الأقمار الصناعية
- قضايا المشرق العربي كما يراها الشعراء الأسبان
- يوسف الشاروني وعالمه القصصي
- حكايات أندرسن
- الغيم والمطر: الرواية الفسطينية ..من النكبة إلي الانتفاضة
- المرأة والتغير الاجتماعي 1919-1945
- القصص الديني في مسرح الحكيم للدكتور إبراهيم درديري
- كتاب الفكر الثوري في مصر قبل ثورة 23 يوليو- الدكتور عبد العظ ...


المزيد.....




- جلس على كرسي الرئيس.. تيكتوكر سوري يثير الجدل بصورة له في ال ...
- السيسي يعقد اجتماعا بشأن عبور قناة السويس والوصول إلى سيناء ...
- ربما كان لشمسنا توأم ذات يوم، ماذا حدث له؟
- أسعار شوكولاتة عيد الميلاد ترتفع بسبب أزمة الكاكاو
- 38 قتيلا جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة
- مسرح الشباب الروسي يقدم عرضا في نيابوليس
- بوتين: ملتزمون بإنهاء الصراع في أوكرانيا
- شاهد عيان يروي فظائع ارتكبتها قوات كييف في مدينة سيليدوفو بج ...
- المدعية العامة الإسرائيلية تأمر الشرطة بالتحقيق مع زوجة نتني ...
- لافروف: الغرب يضغط على الشرع ضد موسكو


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عطا درغام - حرية الفكر في الإسلام