صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7326 - 2022 / 7 / 31 - 01:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتكرر المشهد المسرحي ذاته في كل مرة؛ يتصاعد حينا، ويخبو حينا آخر؛ لغة وحركات ابطاله معروفة للمشاهد، ونهاية المسرحية معلومة للجميع؛ قد يضيف المؤلفين بعض المشاهد التي يرونها ضرورية، وبعضا من "الاكشن" هنا وهناك، وحتى تزداد جاذبية ومتعة المسرحية أكثر، فأن مخرجيها يجعلون ابطالها كثيري الظهور والحديث.
احداث 2015 لا تزال حاضرة في الاذهان، كانت "فلسفة الكتلة التاريخية" التي اقتنع بها الكثيرين هي السائدة، وقد راح ضحيتها من انتجها وسلم بها، فلم يعد لهم وجود على ارض الواقع، كانوا "ينظرون للسيد" ولبعض المثقفين الذين انجروا ورائهم، انه من الممكن ان يتحالف "الإسلاميون مع المدنيين"، لقد وافق الإسلاميون على هذا الطرح، فهم أرادوا الخلاص من الحركة الاحتجاجية المتصاعدة، فكانت "الكتلة التاريخية" هي المخرج الحقيقي لازمة النظام، واعتصم "المدنيون مع الإسلاميين" تحت راية واحدة، وأيضا دخلوا البرلمان، بحراسة "القوات الأمنية"، في مشهد مسرحي فج، وبعد ذلك انتهى العرض المسرحي.
اليوم يعاد المشهد ذاته، "نريد الإصلاح" "القضاء على الفاسدين"، مع بعض الإضافات، فسابقا كان الدور محصور بدخول البرلمان فقط، اليوم اضيف له الدخول الى مجلس القضاء، مع إقامة "لطميه" في المبنى؛ الجميع وافق على ذلك، والمسرحية مستمرة، ويزداد مشاهديها يوما بعد آخر، بل ان اجادة تمثيل ابطالها خيل للبعض التفاعل معها بشكل لافت، وارادوا ان يمثلوا معهم.
يذكر الفنان رفعت كامل الچادرچي في مذكراته "صورة اب" انه كان في بغداد ثلاث "عفاطين" مشهورين هم "جعفر العسكري، شيخان العربنچي، زكي قنبور"، وبعض المصادر تضيف أيضا "نوري السعيد"، والظاهر ان الحياة في بغداد تحديدا لا تطاق، فأوضاعها دائما مأساوية، ولا يستطيع أحد ان يتقبل ما يجري، فيحولون معاناتهم الى سخرية، او لنقل ان السياسة في العراق لا تحتاج فكر سياسي بقدر ما تحتاج الى الابتذال، ومع هذه المشاهد المسرحية المملة، وهذه العملية السياسية السخيفة والقذرة، قد يظهر مثل شيخان او زكي، او قد يظهر رئيس وزراء مثل جعفر العسكري او نوري السعيد، ويبدأ بعزف مقاطع موسيقية "زيجية"، فالوضع اكثر من ساخر.
#طارق_فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟