كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7324 - 2022 / 7 / 29 - 11:30
المحور:
حقوق الانسان
قمة الخذلان أن تخطط لمغادرة بلدك إلى غير رجعة وانت بعمر السبعين. وقمة الخذلان أن تستفيق من غفلتك بعد سبعين عاما لتتحسس الطعنات الغائرة في صدرك، وتكتشف ان سنوات عمرك ذهبت مع الريح. وقمة الألم ان يخذلك وطنك وأنت حي، ويتركك هائماً على وجهك تبحث عن وطن بديل تلوذ به في الغربة وانت في سن الشيخوخة، وأي خذلانٍ هذا الذي تشعر به الآن في بلد صار مسرحاً للسيرك السياسي ؟. .
فقد طال خريفنا الذي تساقطت كل أوراقه تاركاً اشجارنا عارية تلسعُها رياح الفقر والجوع والمرض في وطن أصبح طارداً لابنائه، وصار قبراً كبيراً ووكراً للعابثين والمرتزقة. .
هناك في المنافي البعيدة يرحبون بالشباب، ويحتضنون أصحاب المواهب والمهارات، اما أنت، فمن يا ترى يرحب بك، ويحتضنك مع ما تحمله معك من أمراض وعلل وعاهات وآلام وهموم ؟. .
في اليابان عندهم عادة موروثة، عندما تتحطم مزهرية أو طبق مزجج بالبورسلين، أو ما شابة من الأواني الخزفية، يلملمون أجزاءه المهشمة، ويلصقونها ببعضها مرة أخرى، ويرممونها بعناية فائقة لتكتسب شكلا مقبولاً. ثم يملئون الشقوق بين الأجزاء المكسورة بالذهب أو الفضة. في اليابان لديهم مقتنيات لا يمكن التفريط بها، وتبدأ حياتها يوم كسرها، فتزداد قيمة وجمالاً بعد إصلاحها، ليس كل كسر ينهي حياة الإنسان هناك، لذلك نراهم يعالجون النفوس المحطمة، حتى تعود لاكتساب ثقتها بنفسها، فتتمسك بتربة الوطن، ويرتبط مصيرها بأرضها، وهذا ما نلمسه في معظم دول الجوار، اما في العراق فالرعاية الإنسانية مفقودة تماماً، ويتعين عليك ان تبحث عن محطتك الأخيرة قبل فوات الأوان، لكي تقضي فيها ما تبقى من عمرك خارج أسوار البلد الذي أفنيت عمرك في خدمته. .
فحين تغرق الدولة بالفوضى، وتغيبُ العدالة الاجتماعية، يتحول البلد إلى إقطاعيات تتحكم بها العصابات. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟