أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - آزاد أحمد علي - في هذا البيت














المزيد.....

في هذا البيت


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 7323 - 2022 / 7 / 28 - 22:59
المحور: المجتمع المدني
    


في هذا البيت نبتت رموشي وتفتحت عيناي. صاغ هذا البيت كياني وأسس لذاكرتي. لم يكن بيتاً جميلا، مجرد منزل طيني واسع، ميزته تلخصت في أنه كان بيتاً للجميع، ديوانخانة صغيرة، وأباريق شاي كبيرة. لم يكن في محيطنا قبل خمسين سنة صالات للأعراس، فكان هذا البيت مكاناً لأعراس أهل القرية، فيه جلس العشرات من شباب القرية وتوجوا ملوكاً يوم زفافهم، بل أمراءاً وحكاماً على الجوار ليوم واحد فقط، ذلك حسب تقاليد منطقة بوتان العريقة... في اليوم الذي يتويج العرسان ملوكاً كانت يحدث في هذا البيت الكثير من الهرج والمرج والمحاكمات وفرض الأتوات على أهل العريس وأصدقائه... جلوس العريس (زافا) في هذا البيت أصبحت عادة، أولا لضيق مساحات بيوتات القرية عهدئذ.
شهد هذا البيت أيضاً العديد من حفلات الطهور... هذا البيت ودع واستقبل الكثيرين: رعاة وأغوات، حزبيون ومتعلمون من أوائل معلمي المدارس القادمين من أصقاع سوريا البعيدة، مغنيين يحملون قيثاراتهم القديمة، رجال حالمين بكردستان الكبرى، عمال وفلاحون يبحثون عن لقمة العيش، سائقي شاحنات تائهين... كان أجملهم جميعاً وأكثرهم استقراراً في قاع ذاكرتي (صوفي محو) بلحيته البيضاء، بأساطيره وحكاياته التي لا تنتهي...
ظل هذا البيت مكاناً للفرح وللحياة، أغلب الذين بدأوا يومهم الأول عرساناً فيه، قد رحلوا... وأكثرية الباكين في حفلات الطهور باتوا كهولاً يجرجرون شيخوختهم وخيباتهم...
هذا البيت يتنفس روح أبي، ويسترجع ظل خيمة جدي... يعيدني الى طفولتي، الى مجتمع البساطة الأول، مجتمع الكوجر، مجتمع التكاتف وتقاسم الخبز مع الحليب... هذا البيت يسكنني ويرحل معي إلى المدن الزاهية العالية البعيدة الباردة الجامدة، المدن التي لا تعني لي في المحصلة سوى فندق وتذكرة سفر...
هذا البيت يهمس: لا تغلقوا أبوابنا ولا ترحلوا... لا تتركوا أراوح الآباء والأجداد وظل الأمهات تنتظر عودتكم طويلاً. هذه البيوت ليست أطلالاً ولا جدراناً فقط! هذه البيوت قوالب الروح وحطب النور... هذه البيوت تصرخ لا تبتعدوا... لا تبتعدوا
صورة: بيتنا في عام 1982



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 99 سنة على معاهدة الغدر
- أوربا الحائرة في ذكرى ولادة القيصر الأكبر
- مئة مليون لاجئ: المجتمع الدولي في مواجهة كارثة الهجرة
- من سيكتسح العالم بوتين أم بتكوين؟!
- معركة عفرين مستمرة
- الليبرالية والبيروقراطية وزجاجة الويسكي اليابانية
- حكومة ألمانيا اليسارية الى أين؟
- كهوف هايدراهوداهوس: مفرقات سليم بركات اللغوية
- تخليص الجامعات من هيمنة الأحزاب
- تعهد أو اتفاقية الميتان (Methane Pledge) كمدخل لنجاح قمة غلا ...
- اليسار يتقدم أوربيا: أخلاقيات مواجهة الرأسمالية تنتعش
- خطوات ماكرون المتعثرة من لبنان إلى كوردستان
- مؤتمر بغداد خطوة نحو التضامن العربي
- معضلة الهجرات التاريخية لدى النخب السياسية العربية
- وزارة الحب او رواية -ألف وتسعمائة واربع وثمانون-
- هل نستطيع النجاة من دون النساء؟
- الألقاب مؤشرات مهن أم أوسمة: الأكاديمي نموذجا؟
- في حضرة الكناس
- رسائل معدنية متبادلة: العراق وكوردستان هما الضحية
- أصل نظام التفاهة


المزيد.....




- بردعة مسامير وإيهام بالغرق.. أفظع وسائل تعذيب محاكم التفتيش! ...
- حرية الصحافة في مصر: التصنيف المتراجع هل يعكس الواقع؟
- “لن نترك لهم شيئًا”: تقرير جديد للمركز يؤكد أن التدمير الإسر ...
- الأمم المتحدة تدعو زعماء العالم لإيصال الغذاء إلى المدنيين د ...
- 66 شهيداً في صفوف الأسرى وإهمال طبي متعمد لأسرى -عوفر-
- عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومة نتنياهو تجاهلتهم واختارت ا ...
- الاحتلال يفرج عن 10 معتقلين من قطاع غزة
- الأونروا تحذر من النقص الحاد لموارد خدماتها الطبية في قطاع غ ...
- نيكاراغوا تنسحب من اليونسكو احتجاجًا على منح جائزة حرية الص ...
- أمينة العفو الدولية: أطالب بالاعتراف الدولي بأن ما يحدث في غ ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - آزاد أحمد علي - في هذا البيت