كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7323 - 2022 / 7 / 28 - 02:25
المحور:
المجتمع المدني
ما الذي تغير في العراق منذ عشرات القرون وحتى يومنا هذا، فقد ظل الحال على ما هو عليه منذ العقد الهجري الاول، فتكررت علينا المآسي والويلات، ووقعت فوق رؤوسنا المصائب والنكبات في كل حقبة، ولم يعد هنالك أي فرق بين ماضينا وحاضرنا، حيث لم تتغير سيناريوهات المجازر الطائفية والعرقية والقبلية المتوالية على مر العصور والدهور، فكل الذين حكموا العراق حكموه بالحديد والنار والخوف والترهيب، وكل الذين استباحوا أرضنا نهبوا ثرواتنا، واستباحوا دماءنا، ومارسوا ضدنا أبشع أساليب البطش والاضطهاد والتنكيل والتعذيب، لكن المثير للدهشة ان طباع الناس ظلت كما هي، فلم تتبدل، ولم تتغير، فالذين تمردوا على المبادئ والقيم كانوا من أشد المتظاهرين بالورع والتقوى. وظلوا يتناسلون ويتكاثرون جيل بعد جيل، وفصيل بعد فصيل، حتى وصلنا الى اليوم الذي خرج فيه علينا نفر من الشيعة استصغروا شأن محبي أمير المؤمنين، واختزلوا تعدادهم، فقالوا عنهم: كانوا خمسة فقط. .
لقد سقطت بغداد اكثر من 21 مرة على يد الغزاة، وكان الناس هم الذين يصفقون لهم في كل مرة، وهم الذين ظلوا يتغنون بحب الجبابرة، ويتفاخرون بانتهاكات الطغاة حتى يومنا هذا، فالمظاهر التي نراها منذ أكثر من نصف قرن في الشارع العراقي تكاد تكون طبق الأصل عن كل عقد من الزمان. جموع غفيرة يصفقون ليل نهار لقائدهم الأوحد، وزعيمهم الفذ، وبالروح بالدم نفديك يا زعيم، وعلي وياك علي، والله يخلي الريس - الله يطوّل عمره، وهلا بيك هلا وبجيتك هلا، والانكى من ذلك ان الاحزاب العراقية كانت كلها مسلحة منذ عام 1958، وكانت ولازالت كلها تؤمن بالعنف الثوري، وكلها ترفض الحوار مع الخصوم. ولكل حزب قدراته الخارقة في تحريك الشارع، وتحريض الجماهير الغاضبة باشارة من قادتهم العظام. بما يتمتعون به من هالة القدسية التي يصنعها حولهم البعض. حتى ارتبطت الصنمية في أذهان الكثيرين بصورتها المادية التي تجلت في كل موسم بصور الزعماء الذين تجسدت صورهم كلهم على سطح القمر عند اكتمال البدر. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟