أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - على سبيل الفرض والأفتراض















المزيد.....

على سبيل الفرض والأفتراض


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7322 - 2022 / 7 / 27 - 04:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سؤال في غاية الغرابة أن يطرح الآن بعد مرور أكثر من أربعة عشر قرنا من هجرة نبي الإسلام من مكة نحو المدينة، والأغرب منه أن نرسم للتاريخ سيناريوهات لم تحدث أصلا ولكنها غير بعيدة عن الإمكان لو صح الأفتراض أصلا، الفكر الديني في هذا المجال قد يجزم أن الله خطط وأراد ومضت الأشياء بما يريد لأنه يعرف عاقبة الأمور، وبالتالي الأفتراض ووضع المخيال العقلي لا قيمة له في معرض الحادث والمحدوث وصاحب الحدث، إذا ليس من المهم أن نتأمل ونفترض أشياء لا يمكن الرجوع بها تأريخيا لمرحلة التأسيس، وعلينا أن نجد اليوم بدلا عن ذلك الأهم الذي يعزز ما مضت عليه الأمور لعلنا نصل للخواتيم التي أرادها الله بحكمته تلك.
وهناك الكثير من الأشياء التي بحاجة لأن نعيد فيها النظر والتدبر والبحث عن إصلاحات قبل أن نذهب أبعد من ذلك، هذا مجمل ما يقوله العقل الديني وهو محق لأنه يرى في متبنياته ما هو فعلا بحاجة ليد إصلاحي ماهر، لكنه من نفس فئة الذين أفسدوا الدين أي من نفس الطبقة المدانة على قاعدة خيركم في الجاهلية خيركم في الإسلام، فالأصل ليس الإسلام في معيارية الخير ولا دور له بقدر ما في الطيع البشري من قدرة على الأمتثال للخير أو الشر، وبما أن كهنة الدين أعرف بمكة ودروبها فهم الأعرف بالخراب ودروبه، ولا يمكن لمن خارج هذه المؤسسة المهيمنة أن يتصدى للإصلاح ولو أجتمعت الأنس والجن على ذلك ما أستطاعوا.... على كل حال سنبحث في أفكار تأملية متعددة لنرى منها حقيقة أن الإسلام دين ممكن أن يجعل الإنسان على طريق سالم لو وأقول لو نزعنا عنه الذاتية البشرية، وأنتزعناه من قبضة الكهنوت المتاجر بكل شيء إلا أن يرسم طريق السلام للإنسان.
الأن من السؤال إلى التصور الأول من عدة تصورات لا يجمع بينها سوى الإمكان والخيال فقط، وبعيدا عما حدث وكأن الزمن يعود للبدايات الأولى للدعوة ومحمد بين أهله وعشيرته ومن تحالف وأمن به من القبائل ومن بيوتات مكة وقراها، كلهم يدوي صوتهم بنبرة واحدة لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويصعد أبو الحكم فوق جدران الكعبة يلعن للجميع حيا على الصلاة حيا على الفلاح، فتتوشح مكة بلباسها الأبيض فردانا وجماعات قلبها على قلب رجل ورجل قلبه مع الله، السيد النبي "معلم كريم" بين تلاميذ نجباء يعطي الحكمة مما أتاه الله منها بدون أن يكل ويمل والتلاميذ ينهلون كأنهم عطشى بعد نهار ملتهب، والناهلون من علم الله وحكمته ينتشرون بين الناس كأنهم خلايا نحل نشيطة>
فمن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا، حتى أن إعرابيا زار مكة من بعد هجر وقلة حيلة لم يعرفها ولم يعرف أهلها، فلا جياد مسرجة ولا مجالس منتشرة فيها يكثر التفاخر والتعاظم وكؤوس الخمر مترعة، شيب وشباب لا تلهيهم تجارة عن ذكر الله ولا تمنعهم عن معروف ولا تعصمهم من مساعدة المحتاج والفقير وابن السبيل، فذهب كعادته يبحث عن جلاسه فلم يجد أحدا، فقد ذهب أبو قتادة سائحا في أرض الله يدع لله يا عباد الله أتقوا الله، أما عمير بن أبي طلحة فقد أضنته العبادة قائما في الليل عاملا في النهار وقد اخشوشنت يده التي كانت كيد فتاة رومية مترفة من كثرة العمل حتى صارت كأنها قطعة من جذع نخله... بكى الإعرابي بدل الدمع دما على ما فرط من أيامه دون أن يلقى السلم وهو مؤمن بما جاء به دين قريش، فأغمي عليه في طرقات مكة ليصحوا وقد أنار الله بصيرته بنور الإسلام وقال الحمد لله الذي جعلني مسلما ولم يجعلني من المشركين.
الصورة الثانية التي من الممكن تصورها بعد أن حسم محمد نبي الدين الجديد قراره التاريخي بقوله " والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما فعلت" عندها أغلق السادة قادة مكة كل الأبواب في وجهه وسدوا الطرقات بالرجالة، وصعد ابو الحكم عريشته مخاطبا أهله وعشيرته " يا قوم قد تناهى لكم ما قال محمد وما أراد وقد ملكناه أنفسنا وصيرناه كسرى العرب وهرقلهم لكنه أبى، وأنكم معذورون بعد اليوم من خذلان المستجير بكم من محمد وأنصاره ودمه مباح لكم والأقربون أولى به ثم الأبعدون، ونحن عصبته وقد نزعها توا وخذل زعيم قريش وعمه وأباه الذي أواه، فهل بعد الإعذار عذر وبعد الإنذار قول... لقد أبى وأستكبر وإنا له لمغاضبون، فأما أن ينزل على حكم بني أبيه وقومه أو يبقى مع ربه الذي في الكهف يطرقه، هلموا يا بني عدنان وأنتم يا بني قحطان سدوا كل منفذ والله لتضحكن عليكم قبائل العرب ما دامت الشمس تشرق والسماء تبرق وحينئذ لا مناص ولا مناة... تفرق القوم بعد الخطبة وحمل كل ذي يد سيفا أو رمح وتوهدوا محمدا من أين الفرار.... ففر من فر وأختفى من أختفى ومحمد بين الجدران ينتظر مدد الله وقوة جبريل ونفخة إسرافيل حتى نسي القوم حكاية الدين الجديد وعادوا لأفراحهم فلم يعد يسمع لداع دعوة.
يختلف البعض معي في الصورة الثانية ويقولون أن رب محمد لم ولن يتركه وحيدا لقمة سائغة لعتاة قريش بل سيفعل بهم ما فعل بفرعون موسى أو على الأقل سيفعل بهم ما فعل بجيرانهم قوم صالح وليس ذلك ببعيد، أما أن يرسل عليهم دباب الأرض تأكل أموالهم المخزونة أو تعطب سيوفهم المشرعة أو يزلزل الأرض بهم فيخرج من كتب عليه النجاة من بين أنقاض الحجارة وستسقط ألهه قريش كتساقط الجمان من جيد الحسان، ويرسل عليهم الريح والقمل والدم وووو حتى تضيق الأرض عليهم بما وسعن فيعودون لمحمد... با رسول الرب أدع لنا الرب وإنا إن شاء لمهتدون، فيهرع الرجل لبيت ربه يتذرع ... يا رب إن قومي قد ظلموني وعصوا واستهزئوا بأمري وأمرك وها هم على حائط مبكاهم يبكون يجأرون فعافهم بعفوك وتجاوز عليهم بمنك وأنت أرحم الراحمين، فينزل جبريل بصف من الملائكة يا محمد لا تغرنك لحاهم الصفراء ولا عمائمهم المتهدلة إنهم وعزتي وجلالي لأمكر من الثعلب وأدهى من الأفعى فأتركني أمحو ذكرهم وأطفئ نار وجدهم وأنا أعلم وأنت لا تعلم عاقبة الأمور...
أسري بليلك أنت وأهلك ومن أمن منهم وما أمن منهم إلا قليل فموعدهم الصبح ... أليس الصبح بقريب... فيخرج عليهم محمد وقد أضناه التوسل للرب مخيرا الناس بين البقاء أو الرحيل والله يفعل ما يريد.... وما هي إلا سويعات حتى أصبحت ديارهم أثر بعد عين وذهبت أحلام الطغاة ومرابع عز قريش كهشيم تذروه الرياح... وواصل محمد رسالته بعد أن مسخ ربك المشركين حجارة أو كسر حجارة، وقبائل العرب تتوافد على محمد يطلبون الأمان والإيمان وقد قدم ربك المثال، فما مر عام حتى تحولت جزيرة العرب إلى جنة المتقين الأخيار.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 21
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 20
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 19
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 18
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 17
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 16
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 15
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 14
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 13
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 12
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 11
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 10
- مذكرات ما قبل الرحيل ج9
- مذكرات ما قبل الرحيل ج8
- مذكرات ما قبل الرحيل ج7
- مذكرات ما قبل الرحيل ج6
- مذكرات ما قبل الرحيل ج5
- مذكرات ما قبل الرحيل ج4
- مذكرات ما قبل الرحيل ج3
- مذكرات ما قبل الرحيل ج2


المزيد.....




- سيناريوهات حاسمة تنتظر -الإخوان- بالأردن بعد كشف خلية الفوضى ...
- محمود عباس: نؤكد دعمنا للجهود المبذولة للحفاظ على الوجود الف ...
- كيشيناو تمنع رئيس الأساقفة من السفر إلى القدس مجددا
- استجواب جماعي لرجال الدين الأرثوذكس في مولدوفا
- رئيس البعثة الكنسية الروسية في القدس: سلطات كيشيناو تتدخل بش ...
- الكنيسة الروسية تعلق على تعطيل كيشيناو رحلة أسقف المطرانية ا ...
- إصابات إثر اعتداء للمستعمرين في سلفيت
- المسيحيون في القدس يحيون يوم الجمعة العظيمة وسط أجواء مثقلة ...
- البابا فرانسيس يزور سجنا في روما ويغيب عن قداس عيد الفصح
- فرح الصغار وضحكهم: تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - على سبيل الفرض والأفتراض