هاشم حميد الخالدي
الحوار المتمدن-العدد: 1682 - 2006 / 9 / 23 - 04:25
المحور:
القضية الكردية
الوطن مقولة مرحليه حديثه في سلم التطورالانساني و وعاء لمواطنيه مجتمعين يحكمهم مفهوم المساوات باطار قوانين وانظمة الدوله ومؤسساتها, وكيان ما فوق الكيان الاجتماعي التضامني القبلي في عيش مشترك, بحكم نشاتهم في واقعه التاريخي والجغرافي,وان تلك الانظمه والقوانين هي ذاتها نتيجة حركة التطور في العيش المشترك وفي علاقتها بمحيطها الانساني والدولي, فالوطن لكل الطبقات والشرائح والفئات المكونه للمجتمع.وان الاشكاليات باستقرار وثبات اواصر الوطنيه في المجتمعات المتخلفه ناجم اماعن سيادة قوة العلاقات القبليه الديموغرافيه في التاثيروعدم نضج علاقات العيش المشترك الوطنيه الارقى في سلم حركة التاريخ الحضاريه, في المصير الواحد والتطلع الواحد , والذي ينعكس على ضعف الدوله وممؤسساته,اوعندما تتشكل الاوطان ودولها نتيجة فعل خارجي, فان عوامل قبليه ديموغرافيه مجتمعه قد تدفع الميل في عيش اخراكثرشراكه تاريخيه وجغرافيه خارج اطار الوطن الراهن, ,ان تلك الافعال الخارجيه لا بد ان تكن من قوى طارئه و غريبه على الطبيعة التاريخيه لتلك المكونات ومصالحها, و ان لها مصالحها الخاصه المختلفه وهي مصالح استعماريه,اما استبداد سلطة الدوله فلا يمكن ان يفصل تلك الاواصر بل ربما سيكون عامل تلاحم للتخلص من تلك السلطه الاستبداديه , الا اذا كان هذا التسلط يعكس طغيان قبلي متفرد وشامل, فهو في هذه الحاله تخلف وعصبيه لا يواكب حالة التطورالذي تعكسه العلاقه الوطنيه بل يصنف في جانب قوة علاقات الاعتزال القبليه وعدم نضج علاقات العيش المشترك الحضريه لديها و في ذهنية رموز السلطه وبالتالي يكون عاملا محفزا لنمو نزوع التشكيلات القبليه مجددا نحو الانفراط , وحتى في هذه الحاله فان بلوغ الاصره الوطنيه وقواها السياسيه من القوه الحقيقيه في المجتمع ما يقيها من هذا الفعل الارتدادي .وقد يلعب وجود قوى خارجيه طامعه لتوسيع نفوذها ومصالحها في اجواء انتهازالفرص لتلعب على وتر التناقضات تحت شعارات وعناوين تعكس مسائل تغري وتشوق للانفراط كوسيله لرفع المظلوميه بدلا من تلاحم قوى المواطنين للتخلص منها, سيكون عامل مهم ومساعد جدا في تدمير الاوطان ايضا , وقد تستخدم لهذا الغرض كلمات حق يراد بها باطل. بالامكان ان تكون الديموقراطيه والعداله داعمه للوحده الوطنيه اذا جاءت من الوسط الوطني وفي سياقه ولن تكون كذلك ان جاءت من قوى خارجيه طامعه, لذلك تبرز اهمية التمييز في الدعوات ذاتها . ان تشكيل الاوطان في منطقتنا جاء وفق رغبات ومصالح سايكس بيكو ووفق موازناتها مع كل من تركيا وايران ولم تراعى نضوج الظروف الموضوعيه وعواملها التاريخيه والجغرافيه لذلك جاءت الاوطان ودولها نتيجه سلطويه وليس نتيجة تطور ونضوج, وبقدر تعلق الامر بالعراق فقد نال قبائل الكورد من الاجحاف اكثر مما نال قبائل العرب والاقوام الاخرى اذ نشات اوطان ودول عربيه للشعوب العربيه بما فيها المشرقيه, وهي وان كانت تحمل بذوراشكالات الشعوب الكورديه في تلك الكيانات او غيرهم من الاقليات الرئيسه الا ان ذلك ما كان يسبب عائق في بناء الدوله والوطن لو ان مشكلة الكورد حلت بطريقه اكثر واقعيه بعيدا عن الاتفاقات بين الدول الاستعماريه ومع كل من ايران وتركيا والتي كان من نتائجها التراجع عن معاهدة سيفر1920 واقرار معاهدة لوزان 1923 ,لقد بقيت المشكله الكورديه موزعه بين ايران وتركيا والعراق وامتدت الى سوريا ولا زالت ايران باطماعها ودفعها منذ الحاق السليمانيه للعراق... لان يكون العراق هو ساحة الصراع ومشاكله رافعا لها في تحقيق اطماعها في جنوبه منذ ضمها الاحواز...وحتى اتفاقية الجزائر 1975 وانتزاع نصف شط العرب,في وقت كفت تركيا واوقفت عن اطماعها الامبراطوريه في العراق الى منحى اخر لحفظ مصالح حلفها مع الغرب بشكل مختلف انعكس على موقفها من انظمة الحكم العراقيه لقاء مساومات تتعلق في جملة مسائل اقتصاديه وسياسيه داخليه بضمنها الموقف من اكراد تركيا. لقد وجدت القوى السياسيه والقبليه للشعب الكوردي لها منفذ ومتنفسا في العراق على الارجح لكون بلد الرافدين العراق اضعف الحلقات بسب تعرضه دائما لصراعات القوى الدوليه والاقليميه الطامعه بثرواته واهمية موقعه الاستراتيجي مما جعله ساحة في الصراع بين الامبراطوريات الغربيه الاستعماريه والشرقيه والايرانيه وتدخلاتها باستثمار الاشكالات التكوينيه والسياسيه لمجتمعه وبالتالي الى حاله من الضعف خصوصا بعد 1958 واندلاع ثورة الكورد 1961 ولجوء الدوله للعوده الى الحل العسكري في ذلك التاريخ مع محاولات للحل السياسي الدستوري والحلول الاخرى في عهد وزارة البزاز1966 وبيان اذار 1970 والاقرار بالحكم الذاتي 1974ولحد الان , فقد تحمل العراق بعربه وكورده و بكافة مكوناته من ذلك ومن الدفاع عن الذات ما لم يتحمله اي بلد اخر,وليست هذه الحال من الصراعات الدمويه بجديده في العراق فهي موجوده منذ القدم ولوانها اتخذت اشكال مختلفه ليس هذا مجالها, لذلك ظهرت ما دعاه البعض بتاريخ العنف الدموي حتى راح يشير بالتركيبه الكيمياويه لتربته عسى ان يجد ضالته في اسباب الصراع( راجع باقر ياسين- تاريخ العنف الدموي في العراق), كما لعبت الايديولوجيات باسقاطاتها الوافده حديثا من خارج دائرة مفاهيمه التاريخيه من تيارات الامميه والقوميه وتحليقاتها في الهواء وسوء تعاملها مع الواقع الملموس بعيدا عن التحليل الملموس وتوافقا او تعارضا مع الموازنات الدوليه وسياسات الكسب الرخيص, دورا سلبيا ,وفي معرض الحديث لا بد ان نلفت الانتباه الى ما وصلته الاشكاليه السياسيه للاحزاب الكورديه الان من استخدام طريق اضعاف اللحمه الوطنيه وسياسة التفتيت للوسط والجنوب رافعا لها في انشاء وطنها ودولتها المغيبه اصلا من قبل القوى الخارجيه وهذا واضحا جدا في السياسات التي تتبعها بعض القوى السيلسيه الكورديه تناغما مع الاطماع الخارجيه المجاوره وخصوصا ايران باسم الدين او المذهب. ان هيكل الاداره للامبراطوريه العثمانيه في ولايات الموصل وبغداد والبصره جاء لينسجم مع اسلوب هيمنتها على المناطق الثلاث فهو لا يعكس نزوع المجتمع القبلي للامه الكورديه او خياراته السياسيه كما انه ليس استجابة و الاواصر المتينه بين القبائل العربيه ونضوج علاقات العيش المشترك في الوسط والجنوب وتداخل اطرها وارتباطاتها القبليه ووحدةعوامل التكوين الاجتماعي على جميع مجالات الحياة الاقتصاديه والثقافيه منذ القدم والبرغم من تعرضها الى محاولات التفتيت طيلة فترة اكثر من سبعمائة عام من التتريك وهيمنة الصراعات السلطانيه للاقوام الاخرى بعد سقوط الحضاره العربيه الاسلاميه والارتداد الى القبليه مجددا وترجيح وتغليب علاقاتها وقيمها في رد فعل تراجعي وتعبيرعن رفضها للهيمنه السلطانيه دون ان تقطع اواصر التقارب الاسلاميه مع شعوبها وان تقلبت واختلفت اعتناقاتها المذهبيه, فقد نمت عناصر التضامن الوطني الماديه والمعنويه وامتدت ميولها العربيه خارج اطارها المرسوم لها استعماريا في الحقبه الاستعماريه الاوربيه وتقسيماتها الحديثه, نحووحدة الوطن الاكبر المتصله مع واقع تكوين الامه العربيه الاسلاميه التاريخي وجذوره عبر مراحل التاريخ القديم, ان ذلك كله يدعوا الى المراجعه والاقرار بحقائق تاريخيه بدلا من اجهاد واستنفاذ الطاقات الوطنيه بما لا يخدم الامن والسلام والاستقرار.ان المراجعه والتحلبل والدراسه الجاده بعيدا عن اجندات الاحتلال الراهن ستكون مقياسا للوفاء كقيمة انسانيه مطلوبه من الجميع, وفي كل الاحوال فان التسلط والاستبداد والتخلف والارتداد القبلي للسلطه وضعف الاندماج الوطني والقفز فوق المراحل واختلاط المفاهيم القوميه والامميه وتناقضها مع مفهوم الامه التاريخي وسياسلت السلطه السابقه والسلطات الاسبق منذ عهد فيصل الاول رغم سيئاتها ليس هي العامل الاساسي في الاشكاليه الراهنه ,وانما العامل الاساسي هو اصلها وجذورها وهو تلك الوطننه المفتعله في خدمة سايكس بيكو ووفق موازناتها مع كل من تركيا وايران في الاتفاقات السريه والمعلنه ,لذالك ينبغي كواجب انساني ووطني ايلاء المساله الكورديه اهميتها ابتداءا من الاصل والجذوروليس من نتائجها وحسب, والاقرار بحق الكورد في تكوين دولتهم مرورا بالصيغه الفدراليه لكي يتم لهم تجاوز مرحله ستكون عصيبه جدا في ظل توازن القوى الاقليمي الحالي واقطابه في حالة الرغبه بالانفصال كحق في تقرير المصيرللامم والشعوب, ان هذا العصر هوعصرتتخذ فيه الحقائق وتفرض موقعها التي تستحق, وليس عصرالتسويف كما تريده الامبرياليه العالميه, كما اصبح من المفضوح لتلك المجاملات السياسيه للمطابقات التعسفيه من بعض الجهات الطائفيه او ربما الطروحات التي تتخفى وراء المظلوميه الوطنيه والطائفيه اوتعليق المعضلات على شماعات الشوفينيه اواخرى لتنحوا في خدمة اهداف لا وطنيه معروفه, وهو امر اصبح خطيرا جدا, كما ينبغي مراعات حقوق الاقليات القوميه الغير عربيه والغير كورديه وفق المبادئ تلك و مبدأ حق تقرير المصيرو ممارسة الحقوق الثقافيه والوطنيه كاملة اينما كان خيارات تلك الاقليات , اذ لا تخلو امه او وطن او دوله من وجود الاقليات القوميه, وان حلول مسالة التقدم والنمو وتحقيق العداله بات واضحا طريقه لا يم عبرالتفتيت وفدرلة الوحده بدعاوي الطائفيه او العرقيه ولا عبراستحسانات التدخل الاستعماري , فهوياتي عبرالديموقراطيه والحريه واللامركزيه والتحرر من جميع الاستلابات وهو ما فرضه العصر الحديث
#هاشم_حميد_الخالدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟