عزالدين عفوس
الحوار المتمدن-العدد: 7317 - 2022 / 7 / 22 - 19:32
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
مجتمعنا هو مجتمع "فرجوي" يبحث عن الفرجة ويصنعها من اللاشيء، فيكفي أن يتجمع عدد قليل رجالا كانوا أم نساء، صغارا أو كبارا حتى يبدأ التنكيث والغناء والرقص؛
في كل مدننا وقرانا تنتشر المواسم والمهرجانات ، وتغطي كل فصول السنة؛
في كل الفترات، في السلم وفي الخرب، في الأمن وفي الخوف، في الشدة وفي الرخاء يصنع مجتمعنا الفرجة وينخرط فيها ويبحث عنها بتلقائية؛
ربما هذه "الفرجوية" هي هروب من واقع عصي على التغيير، هروب من "اليومي" القاسي والمؤلم؛
ربما هي محاولة للتعالي على ذلك الواقع المليء بالمتناقضات، الواقع المخضب بالخيبات، الواقع الأليم جدا؛
هذه الفرجوية والفلكلورية التي زحفت على كل مجالات حياتنا، وغلفتها بغلاف مزيف، استغلها أصحاب الشأن وشجعوا عليها وجعلوها هدفا في ذاتها، لم تعد ذلك الأمر العابر، ذلك الطقس الاحتفالي الذي يتنفس فيه الناس الصعداء، ويتخلصوا من الطاقة السلبية بتعبير "كهنة التنمية الذاتية"، استعدادا لمجابهة ما يلي من مصاعب الحياة وتعقيداتها، بل أصبحت غاية كبرى يشقى المرأ في سبيل الحصول عليها، ذلك أنه تساهم في تزييف الوعي الفردي والجمعي، وتغريبه عن قضايا الأساسية، ومناسبة للتشجيع والانخراط في ثقافة الاستهلاك الغبي، وبالتالي مخذرا وأفيونا من الأفيونات الكثيرة التي تحقن في دماء المجتمعات، لتضل راضخة خنوعة منبطحة أمام الطبقات المهيمنة.
#عزالدين_عفوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟