أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نائل الطوخي - عن تصريحات البابا و الأديان المصابة بالزهايمر















المزيد.....

عن تصريحات البابا و الأديان المصابة بالزهايمر


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1681 - 2006 / 9 / 22 - 10:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بني تسيبار
ترجمة: نائل الطوخي
في أيامنا هذه وصلت الأديان التوحيدية الثلاث، الإسلام، اليهودية و المسيحية، وليست لدي أدنى فكرة عما يحدث في الأديان الأخرى، إلى المرحلة الأخيرة من مرض الزهايمر، أراها شبيهة بثلاثة عجائز يعالجون في مؤسسة خيرية لا يعرف أحد هل هم مصابون بنوبات عنف أم جنون. و هذه الأديان تعيش، كما يحدث كثيرا لدى العجائز في المؤسسات الخيرية، بشكل يثير الدهشة. لا أحد يفهم كيف حدث أنها لا تزال حية، و لكنها حقيقة. و ربما، مثلما يحدث لدى العجائز، تجهد الأديان في مواصلة الوقوف على قدميها فقط حتى تغضب العجائز الآخرين في نفس المؤسسة، و لأجل أن تريهم أنهم سيسبقون الآخرين، لأن كراهية الأديان لبعضها البعض تشابه كراهية هؤلاء العجائز الذين يريدون أن يروا أقرانهم وهم يتعثرون.
اليهودية، و التي تؤمن بثقة أنها دين أبدي لن ينتهي مطلقا، تقع الآن في وضع أكثر خطورة من بين قرينيها من ناحية التأسيس الجذرية. الآن الإنجازات الأهم لهذا الدين، و الذي منحنا في الماضي العهد القديم و الربي موسى بن ميمون، هو كل أنواع البهلوانات الراقصين لحركة حاباد، و حاخام برداء موشى بالذهب، تلبس هذه الإنجازات أقنعة أخرى ما يوحدها كلها هو الكراهية المشتعلة للأغيار، و قبل هذا للعرب، لأنهم المتاحين أكثر، و يبدون كما لو كانوا، بوجودهم هنا، يعطلون الخلاص الكامل و مجيء المسيح.
كان يمكن لليهودية أن تكون مختلفة، و لكنها لا تختلف اليوم عن دين يحرض، في الواقع، على الكراهية، قبل أي شيء. و ليقولوا لي كل ما يريدون قوله: يتم ضم الناس إلى الكتل الكبرى للمؤمنين بواسطة الكراهية و بواسطة: "انظروا كيف أننا صامدون برغم كل شيء". ما ليس إنسانيا هنا هو أن اليهودية اليوم تستخدم الهولوكست حتى ترينا أنه برغم هتلر، فنحن هنا. و هي علامة إذن على أن اليهودية رائعة. كأنما هم مسئولون على أن هتلر انهزم و لم يكن هذا بواسطة الحلفاء الذي فصدوا دمه حتى يهزموه و لم يكن هناك أي إله لكي يساعدهم.
تحول شعار "اسكب غضبك" إلى نبوءة الجميع في اليهودية. ذات مرة كره اليهود الجميع لأنهم كانوا مضطهدين من الجميع و كان لهم سبب منطقي للحياة كارهين لكل ما هو ليس يهودي. اليوم تأتي كراهية الأجانب من موقف قوة و تفوق، وهذا هو المخيف بها: هي الآن بلا منطق، هي عمياء، و قاتلة، و يتم التعبير عنها أيضا في كراهية كل من لا يفكر مثلك، و هذا يشمل العلمانيين أيضا، المسموح بقذف الأحجار و بالبصق عليهم و الحديث عنهم كأنهم أنجاس.
من هذه الناحية فليس لنا سبب للتفكير في أننا أفضل من المسيحيين أو من المسلمين، و الذين يملكون مثل هذه الأمور أيضا. الآن حككنا أيدينا برضا عندما قال البابا عن محمد كيت و كيت، و ثار المسلمون ردا على هذا. هكذا يفعل الحمقى في المؤسسات، عندما يفرحون لمرأى اثنين من زملائهم الكريهين يتشاجرون. و لكن الدائرة تدور في العالم، وقبل أسبوع فقط، كان شيخ أحمق مصري أو إيراني قال أننا، اليهود، المشكلة، و أنهم سيعملون على إزاحتنا من الخريطة. و الآن يمكن افتراض أن المسيحيين سيحكون أيديهم برضا. و هكذا إلى النهاية.
يمضي هذا تصاعدا. الأديان التوحيدية الكبرى فقدت في الواقع رسالتها و وجهتها. ليس لديها أي أمر جديد لتقدمه بخلاف استفزازات نابعة من كراهية بعضها للآخر. يظهر الدين باعتباره أجل شأنا بواسطة تقليله من شأن الدين الآخر. وباستثناء هذا، فليس هناك شيء. للكاثوليكية، هناك عدة أعداء ثانويون لا يستهان بهم مثل البروتستانتية و الكنيسة الشرقية، و المسلمون السنة يحاربون الشيعة و العكس، و كذلك نحن، مريدو هذا الساحة مستعدين أن يطلّعوا عين مريدي ساحة أخرى لأنهم يعتقدون أن السمن الذي تصنعه شركة بولندية حلال بخلاف السمن الذي تنتجه شركة مجهولة.
و لهذا، فهناك أناس يملكون الوقاحة لكي ينادوا ب"حرب الحضارات" أو "حرب بين الحضارة و البربرية" (الحضارة هي دوما المسيحية و اليهودية وفقا لمن يزعمون بهذا. أما المسلمين ومن عداهم فهم دوما البربرية). إذن فأنا أملك أخبارا لكم: حروب القرن الحادي و العشرين التي تلوح بعلم الحضارة هي حروب بين البرابرة و بعضهم البعض، باستثناء محاربة من يبدو مهددا لهم فهم لا يملكون شيئا يفكرون فيه، و أنا أضم إلى هذا أيضا الإسلام المتطرف، و المسيحية المتطرفة التي يمثلها بوش، رئيس الولايات المتحدة، و اليهودية المتطرفة، و التي لا غضاضة لديها في أن يغرق العالم كله بالدم حتى تظل هناك مستوطنات و تكون دولة إسرائيل أكثر نظافة من العرب، و انظروا إلى أبي إيتام، عضو الكنيست الذي نادى بطرد العرب.
في كل هذا، أي دين هو الأكثر إنسانية نسبيا و الأقل تطرفا من زميليه؟ إجابتي توشك على إغضابكم. هو الإسلام. بالنسبة للفظائع التي تمت باسم المسيحية "هل هناك حاجة لذكرها؟"، و اليهودية "قتل سبعة شعوب كنعانية، و كل القمع اليوم في الأراضي المحتلة"، فالإسلام دوما متسامح و يحترم الديانتين السابقتين عليه، و سوف نتذكر كيف ازدهرت اليهودية في حماه في العصور الوسطى. و حتى اليوم، مع كل القاعدة و ما يسمى بالإرهاب، فما هذا بالمقارنة بالإبادات و محيطات الدم التي تمت باسم المسيحية و لأجل نشر المسيحية. المسلمون يقومون بالكثير من الصخب، و لكن انظروا إلى ما نفعله لهم نحن اليهود و كم هو ضعيف رد فعلهم. نحن نبالغ طبعا في التأكيد على قوتهم حتى يرى العالم كم أنهم خطرون و كم أنهم يستحقون الموت.
أسمع بعض من يردون على مقالي في الإنترنت قائلين: إذا كان الإسلام جيدا إلى هذه الدرجة، فاذهب و اعلن إسلامك. أنا لا أستبعد هذا، لأنني كما قلت ذات مرة، لدي عدة أقارب مسلمون، وهم لا يبدون لي على هيئة وحوش. بالعكس. أمر ثاني، الإسلام هو دين لا يطلب الكثير من المؤمنين به، وباستثناء الأوامر الرئيسية و كل ما عداها فأنت حر في التصرف كما ترى، كذلك يسامحونك على نسيان الأوامر الخمس أحيانا.
ما يحدث هو أن عالم الإسلام هو في انحدار هائل و فقر هائل و فساد مخيف و هذا الفقر بالطبع يخلف مشاكل. واحدة منها هي كراهية البلدان الغنية، و الإسلام يحول هذه الكراهية و يتحجج بها لكي يزداد قوة، و لكن في الواقع هو نصف ميت، مثل المسيحية، التي يمكن أن يرفع البابا فيها يديه للسماء كما يريد، و ليهتف له عشرات الآلاف في ميدان سان بيترو، و لكن في الواقع الكنائس في أوروبا خاوية من البشر. و كذلك اليهودية هي دين مريض في أيامنا، لا يوجد فيها جديد، و ما يحفظها على نار هادئة هو كراهية العرب، و انظروا، كما قلت إلى آفي إيتام.

من مدونة بني تسيبار في صحيفة هاآرتس



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلالة مدينة تشبه الألعاب الإلكترونية
- الجمالية ترد الحكي على نجيب محفوظ
- تشومسكي: أمريكا تعجل بنهاية العالم
- منع الرؤية و مباركة الجنود.. العمى المرغوب فيه لإسرائيل
- في بيان من تشومسكي وساراماجو: إسرائيل هي الحلقة الأولى في سل ...
- سينمائيون إسرائيليون للبنانيين: نحن معكم
- صورة حسن نصر الله عند المثقفين المصريين. دفء و ملاحة و مقاوم ...
- ماذا يفعل أدباء إسرائيل وقت الحرب !؟
- من قلوبنا سلام لفيروز
- عبد الناصر هو البطل الملحمي، المدخن المحترف و بائع التذاكر.. ...
- دافنشي, يعقوبيان، و جرائم النشر، حرية التعبير في مجلس الشعب
- دم بارد.. بعثرة الندوب في جسد الواقع
- كرنفال الكرة و الادب على ناصية العالم
- بلدوزر.. تجار حشيش و مقابر.. تاريخ ملاحقة الكتاب الرخيص
- أدب المتدينين في إسرائيل و شيطنة الآخر
- يرسم نفسه، يكتبها، و يهدي فنه للعالم، مرايا الفنان بيكار
- فيروز و الرحابنة.. صوت عصي على الوصف و مسرح يعري النزاعات و ...
- كأس العالم.. إن شاء الله.. القضية الفلسطينية على الجدار العا ...
- عن تشابه الأحذية برغم كل شيء، حذاء الجيش و حذاء الباليه
- شاعر إسرائيلي: تصوروا أننا نقتل و خلاص! تصوروا أننا أشرار جد ...


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نائل الطوخي - عن تصريحات البابا و الأديان المصابة بالزهايمر