أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد السيد السّكي - فخ الزمان ومعضلة المالانهاية!














المزيد.....

فخ الزمان ومعضلة المالانهاية!


محمد السيد السّكي
كاتب وروائي مصري واستشاري تحاليل طبية

(Mohamed Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7315 - 2022 / 7 / 20 - 10:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فخ الزمان ومعضلة المالانهاية !

لم تكن تجربة مايكلسون التي تؤكد بأن سرعة الضوء ثابتة ولا تتغير حتى وان كان مصدر الضوء متحركاً بسرعة كسرعة الضوء نفسه الا الرحم التي تمخض عنها مولودة حسناء تسمى نسبية اينشتاين..
فالأجسام التي تبلغ سرعتها سرعة الضوء يحدث تباطؤ معها في الزمان كما أن لكل فرد في اي منظومة فلكية في كوننا الزمن الخاص به..
لقد احدثت تأملات اينشتاين ثورة فكرية عن الزمان والمكان وأعطت دلائلاً على مرونة الزمن وجعلته قالباً مرناً غير جامد فظ الكلمات..
واذ أن الزمن هو ذلك المتغير الفتّان الذي يحلق دائماً بجناحي سطوته في داخل اذهاننا فيجعلنا على الدوام نلهث وراء التسلسل و من ضحكاته تشرق فينا شمس الامل وعند عبوسه نعرف ان النهاية هلّت و عندها تتوقف بشاشة الوجوه و يلازم السكون الأجساد..
قبل اللحظة وما بعدها تلك الألفاظ التي جعل الزمان لها معنى ولتجربة حياتنا مذاقاً وجدوى..
الا ان الزمن يمثل لنا الفتنة عندما نلهث وراءه بل ويجور فهمنا على الحقيقة الثابتة بأن ذلك الزمان هو من خلق الله ولا يخضع له الله..
فالله هو الحقيقة وماسواه سوى تجليات لها، ولقد نبّهنا الله لذلك في القرآن إذ وصف نفسه بأنه الأول والآخر ليرشدنا الي تلك البديهية لمن له عقل رشيد..
ينبح فكرنا الواهم وراء قافلة الأحداث وتوصيفاتها العددية التي تعطي وصفاً للزمان والمكان الا انه بصوته القبيح يعمى ان يستمع لذبذبات جمال الوان خلق الله..
فدائماً الانسان تمثل المالانهاية في الضخامة والضآلة لهو اعظم أشكال معتقداً ان الأشياء ليس لها بداية او نهاية وذلك بسبب زفير خدعة الزمكان..
فاذا سألتك ما هو آخر الاعداد لقلت ليس لها نهاية وهكذا الاحجام وهذا ماهو الا نتائج لوهم مفهوم الزمان المزروع في داخل نفسك ووعيك المحدود الخاضع لتقويم الله الرحمن..
وما أجمل كتاب الله الذي على الدوام يصرخ في وجوه كل مرتاب بأنه هو وعاء صدق وكلام مبارك فيه رسائل لأولي الألباب، فعند الحديث عن الاخرة فان الله يتكلم في كتابه بحديث الماضي لا المستقبل وكأنه يقول لنا ان الزمان خلق من خلقي ولا اخضع له فأنا الخالق البارئ المفارق للزمان والمكان..
يقول الله "وانشقت السماء".. و" اتى امر الله فلا تستعجلوه "..
وسبحان من عدّد لنا تقويمات خلقه الكرام مابين روح تعرج له في يوم كان مقداره خمسون ألف سنة ومابين ملائكة مدبّرات تعرج له في يوم كان مقداره الف سنة وسبحانه بيده التقويم والحسبان..
لو كسر ذهنك وهم المالانهاية وفهم ان الله الخالق لا يخضع للزمان والمكان لرضعت كل تساؤلات روحك لبناً صافياً منه تهل الانوار..
فلو سألتك روحك من الذي خلق الله معتمدة على فكرة التسلسل ومياه شلالات مفهوم الزمكان، فقل لها أن الله المتعال تعالى عن الخضوع لمن خلق..
ولقد وقع في فخ خدعة الزمكان السابقون فراحوا يقولون بأن القرآن مخلوق ليهربوا من براثن شبهة كون كلمة الله قديمة قدم الله..
ولكنهم لو انتبهوا بأن الله خالق الزمان لنجوا من حراك تسبب في شرخ وايذاء..
ان الله المتكلم الذي كلم موسى لا تعتقد انه يتكلم مثلك وان كلامه يخضع لمفهوم الزمان فكل لفظ من ألفاظك عندما تنطقه ويتبعه لفظ فإنه يكون بذلك خاضعاً للزمان الا ان الله تعالى عن ذلك فخذ الفكرة وانتبه لتلبيس الشيطان..
ولو انتبه ابن تيمية لكون الله مفارق للاكوان وليس كمثله شئ لما تحدث عن تجسيم كلما حاول أن يهرب منه قذفته في وجه خدعة الزمان والمكان، بل وان افكار منظري منزهي الله من اليهود كموسى ابن ميمون لتصرخ في محاولة تقريبية وقع في فخها اجداده فلم يعرفوا سوى الله المجسم..
فتعالي الله القدوس عما يصفون ..
وما أجمل بشاشة نسيج الزمكان في وجه مولانا ابن عربي - الكبريت الاحمر - القائل :
"الزمان مكان سائل والمكان زمان متجمد"..

بقلم د. محمد السيد السِّكي استشاري التحاليل الطبية والكاتب والروائي المصري



#محمد_السيد_السّكي (هاشتاغ)       Mohamed_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدوين والتنوير.. الداء والدواء ؟!
- مناعة الشعب المصري الاجتماعية
- تليسكوب جيمس ويب... تأملات كونية!
- تفاحة آلان تورنج !
- سيكولوجية الحاكم... النفعية والوطنية والمنطق !


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد السيد السّكي - فخ الزمان ومعضلة المالانهاية!