أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - الغادري: حين يطقّ شرش الحياء














المزيد.....

الغادري: حين يطقّ شرش الحياء


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1681 - 2006 / 9 / 22 - 09:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يبدو أن "شرش الحياء" قد طقّ، على الآخر، عند المدعو فريد الغادري، هذا إذا كان لديه أي شرش للحياء أو لغيره، حسب ما أفاد به أحد خبراء "الشروش" المعروفين، ولم يعد لديه ما يخفيه من انحراف، وضلال. هذا الغادري الذي ما انفك يتنقل بين أطياف المعارضة السورية، التي لم تقبله حتى كساعي بريد، وفرّاش على الأبواب. وتنقل من الليبرالية، إلى العلمانية، والقومجية البائدة، وبدّل كل الأثواب حتى انتهى به الأمر "قاعدياً"، متلبساً بفكر شيوخ الإفتاء، ويكرر ببلاهة دعواتهم المجرمة العمياء، متأثراً بدعاة القتل، وفتاوى أمراء الإرهاب. فهو ما ينفك يكرر، وينفث سمومه الطائفية في كل محفل يُدنس بمحضره، ويُلوّث بأراجيفه، ويُفسَد بتخاريفه الحمقاء. وبات لا يتورع عن التعبير عن نوازعه الإجرامية، وميوله الشاذة، ونواياه الشريرة المريضة تجاه الطوائف السورية المختلفة حتى لفظته جميع التيارات، واكتفى حالياً بدور الكومبارس المعارض، والمهرج المضحك كفاصل غير منشط، وباعث على القرف والإقياء. وإذا كان الغادري يود فعلاً طرد هذه الطائفة السورية، أو تلك من سورية، والاستئثار بسوريا ليعود بها قروناً إلى الظلام حالماً بدولة من العبيد، والجواري، والغلمان، والصبيان المرد المخلدين، فهو واهم ولا يجاريه في وهمه سوى أولئك الذين لم يلتحقوا بعد بسجن غوانتاناموا باي، ومحكمة الجرائم الدولية في الهايغ، وأن هناك مجموعة من الحقائق لا بد للسيد الغادري أن يضعها نصب عينيه، ومن أهم هذه الحقائق، وأولاها أن سورية لجميع السوريين، ودمشق عاصمة لهؤلاء السوريين الشرفاء، ومن كافة الأطياف، والذين عاشوا فيها أباً عن جد، وتوارثوا الحب، والتعايش، والمودة والتآلف، وصارت بهم وبأمثالهم، وليس بأمثاله، رمزاً للتعايش، والتسامح.

وما دام الشيء بالشيء يذكر، والعين بالعين، والسن بالسن، والبادئ أظلم، وهذه سنة بدوية على أية حال، فدمشق عاصمة للسوريين لكل السوريين الذين وجدوا فيها من فجر التاريخ، وقبل أن يًفِد إليها البدو الأعراب، ولم تكن يوماً فقط عاصمة للأمويين، الذين دخلوها بالسيف فاتحين، ومن معهم من الأعراب الهمج الأجلاف الذين أتوا من الصحراء ليعملوا فيها تخلفاً، وبدوية، وجهلاً، وأمية، ويعيدوها قروناً ضوئية للوراء، وأخضعوا سكانها الطيبين الودعاء بالسيف، والدم، وجز الرقاب. وإذا كان لدى الغادري وقتاً، ويجيد القراءة، فعلاً، لكنا أطلعناه على أسماء مختلف الحضارات، والشعوب، والأقوام الذين تعاقبوا على دمشق، وتركوا فيها أثراً طيباً، ليس بالطبع كآثار بعض من أولئك الطلقاء، الذين استنوا سنة القتل، والإبادة والتصفيات العرقية، وشرّعوا الموت تحت شتى المسميات، وأصدروا فتاوي قطع الرقاب، وفتكوا بالثقافة والفكر والحضارة، وأحالوا الرحاب الوادعة الخضراء، إلى يباب تصفر فيها الرياح الصفراء.

فإذا كان ثمة من يتوجب عليه الرحيل والعودة من حيث أتى إلى البداوة والجهل والانحطاط ، لتعود للحياة ألقها، وصفاءها، وجمالها، فهم أولئك الطلقاء الأجلاف، أصحاب الفكر المنحرف الضال، وعلى رأسهم الغادري الذي لا ينفك يتغنى بفتاويهم، ويطلقها من على شاشات فضائيات طويلي العمر ممن وجدوا فيه غنيمة، وصيداً ثميناً للتعبير عن انحرافاتهم الفكرية، ولوثاتهم العقلية، وساديتهم النفسية. ولم تكن دمشق في يوم من الأيام عاصمة، لهم بل كانت عاصمة للحب، والتسامح، والتعايش بين مختلف القوميات، والأجناس، والإثنيات، والأعراق. هذه هي الشام كما كانت على مر الزمان، ولم يخربها إلا أولئك المجذومون، والبلهاء من أمثال الغادري، وشركاه، ومن يكتب له هذه المعلقات السوداء، ويلقنه هذه الأقوال. ولذلك فما على الطلقاء سوى لملمة أشيائهم، وبعيرهم( مع بولها أو بدونه)، وتيوسهم، وكل العمائم، واللحى، والجلاليب، وكل ما أتوا به من تخلف، وحقد، وكراهية، وشبق للثأر والموت والانتقام، والعودة للصحراء لممارسة البداوة، والغزوات، ومص الدماء، وقطع الأعناق، وتقطيع الأوصال، وفي هذا الجو يستطيع أن يعيش مع أمثاله الذين يعجزون عن التكيف في بلاد النور والحضارات، وكما عبّر هو بنفسه من على شاشة الجزيرة في آخر لقاء. وأما الحروب، والفتن، والصراعات التي يبشّر بها مع شلة الزعران، والأشرار فلن تأكل غيره، ولن تنال سوى منه، ومن أمثاله من السفهاء. أما شرفاء السوريين، ومن كل الألوان السورية الجميلة، فستتعايش بأمن، وأمان، كما هي الآن، وعلى الدوام، وكما كانت في الماضي عبر التاريخ العريق، وكما ستبقى في المستقبل، وهذا رهان ضعاف النفوس الأشقياء، الذين لا مكانة لهم في سورية التسامح والجمال.

نعم، لِمَ لا يعود أولئك البدو من عشاق القتل والظلام إلى الصحراء، ودعاة القتل، والتطهير العرقي، ليمارسوا فيها انحطاطهم البشري والإخلاقي، ويشبعوا دمويتهم، وحيث سترتاح البشرية من شرورهم وآثامهم، إلى الأبد، وليتركوا المدن التاريخية العريقة، بناسها الطيبين الودعاء يخطـّون سطوراً ناصعة بيضاء في سفر التحضر، والمدنية، والبناء.




#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للبيتِ ربٌّ يحميه
- الأمن الشمولي والأمن الديمقراطي
- تلفزيون المستقبل: برنامج الاستحقاق أم الاستظهار؟
- الغادري عارياً
- لِم لا تجعل الفضائيات العربية بثها كله بلغة الصم والبكم؟
- وسوى الروم خلف ظهرك روم: الغادري أنموذجاً
- أثرياء العرب، وآيات طهران
- أنقذوا إسرائيل
- إسرائيل تصنع الرأي العام العربي
- حاخامات بغترة وعقال
- العَرَبُ الحَاقَِدة: آخِرُ سُلالاتِ العُرْبان
- حرب لبنان: سقوط الذرائع الواهية
- لَحْنُ الغَرام
- طبخة الشيف رايس
- من يضمن أمن إسرائيل؟
- إنّ حِزبَ الله هُم الغَالِبون
- حُبّاً بِعليّ، ونِكايَة بمُعاوية
- اللّهُمّ اخْذلْ مَنْ خَذَلَهْ
- اغزوهم قبل أن يغزوكم
- متى سَتُرَفْرِفْ هذه الأَعْلام؟


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - الغادري: حين يطقّ شرش الحياء