سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 7313 - 2022 / 7 / 18 - 17:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مشكلة الديموقراطية في عالمنا العربي لا تكمن فقط في كون شعوبنا غير جاهزة لممارسة الديموقراطية بشكل عقلاني واع متوازن ومسؤول بل الاخطر من هذا كله هو ان ((نخبنا السياسية والمثقفة))، ذاتها، غير جاهزة لممارسة الديموقراطية بشكل عقلاني وواعٍ ومتوازن ومسؤول!!، انظر ماذا فعلت النخب المصرية والتونسية والليبية بالتجربة الديموقراطية بعد ثورات الرييع العربي وكيف تصرفت بطيش وعدم مسؤولية حتى تحوّل الى خريف كئيب!!؟؟ وهنا مكمن الخطر ومكمن الفشل!... وهذا ما حدث كذلك بعد حقبة الاستقلال ذات الطابع الليبرالي فقد حدثت يومها بعض التجارب الديموقراطية الواعدة لكنها انتهت للفوضى وعدم الاستقرار بسبب عبث وقصور النخب العربية مما اعطى ذريعة للعسكر للتدخل والانقلاب بدعوى حفظ امن ووحدة البلاد، وهو ما حدث في عالمنا العربي بعد الربيع العربي الثاني أيضًا!... فالتجارب الديموقراطية في ظل عدم وجود (نخب سياسية ليبرالية عقلانية وراشدة) تنتهي للفوضى وعدم الاستقرار الا اذا كانت في رعاية المؤسسة العسكرية كما في الجزائر او مؤسسة ملكية عائلية كما في المغرب فإن التجربة الديموقراطية الناشئة تكون منضبطة الا انها بلا شك في ظل الملكيات تكون اكثر حرية وجدية واعمق اثرًا بينما ستبدو في ظل العسكر، كما في مصر والجزائر مثلًا، ديموقراطية شكلانية زائفة!!
وفي بلاد مثل ليبيا يبقى الخيار الذكي والرشيد لتحقيق معادلة الاستقرار والديموقراطية هو خيار الديموقراطية البرلمانية في ظل رقابة ملك دستوري لا يتدخل في السياسة والحكم الا عند فشل البرلمان!، عندها يتدخل لإزاحة وحل هذا البرلمان الفاشل ويرد الأمر للشعب لينتخبوا برلمان جديد!... هذا هو الطريق الرشيد بل والوحيد لتوطيد حياة ديموقراطية في العالم العربي عمومًا وفي بلد مثل ليبيا بوجه خاص، ديموقراطية في رعاية مؤسسة ملكية تحفظ الاستقرار، وغير هذا فسيستمر الفشل وستستمر الفوضى غير الخلاقة كالتي نعيشها اليوم!
****************
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟