عبير خالد يحيي
الحوار المتمدن-العدد: 7312 - 2022 / 7 / 17 - 08:31
المحور:
الادب والفن
مقدمة إغنائية :
الرواية : هي الجنس الأدبي الحديث الأقدر على التقاط الأنغام المتباعدة, المتنافرة, المركبة, المتغايرة, فهي تبدأ بالعنصر الذي يوافق خصوصيتها, والذي يتمثل في الذات الإنسانية: فهي تنسج السيرة الذاتية لإنسان ما, باستدعاء التاريخ الاجتماعي, ففيها قد نقابل شخصًا واحدًا, وقد نقابل عشرات الأشخاص, ونسمع إلى وجهة نظرهم في الحياة وأنينهم وشكواهم .
والرواية كما يعرفها ميلان كونديرا: " ليست الرواية اعترافًا من اعترافات المؤلف, بل هي سبر ماهية الحياة الإنسانية في الفخ الذي استحاله العالم"
وفن الرواية يمتاز عن غيره من الفنون الأدبية بأنه الأكثر قدرة على التطور ومواكبة التغيرات والتحولات الكبرى وتسجيل الأحداث الهامة في تاريخ الشعوب والأفراد, مهمته الأساسية الغوص في أعماق الذات الفردية والجمعية, وعن ذلك يقول احمد أبو مطر : " يقوم بدور المؤرخ والعالم النفسي, والمجلل الاجتماعي في آن واحد"
الرواية عند الغرب :
مصطلح الرواية عند الغرب قابل الكثير من الصعوبة في تقديم تعريف شامل واستقصائي له, ومرد ذلك حسب جون كابرياس: " تستطيع أن تستخدم جميع الأجناس للخطاب, وبالخصوص أغلب لغات مجتمع في عصر معين, وتستطيع أن تقوم على أية بنية اجتماعية ونفسية "
وعلى ذلك تعددت التعريفات حسب الاتجاهات الفلسفية والفنية للمنظرين, بينما قدم هيغل ( ( Hegel تنظيرًا للرواية ربط فيها شكل ومضمون الرواية بالتحولات البنيوية التي شهدها المجتمع الغربي الأوروبي تحديدًا أثناء صعود البرجوازية وقيام الدولة الحديثة في القرن التاسع عشر, فإن جورج لوكاتش (Lukatcsh) قد تابع نفس الاتجاه الفلسفي التاريخي ليرى الرواية " ضرورة التعبير عن العالم الحديث, وأنها ليست فقط مجرد أشكال وأجناس تعبيرية منحدرة من التجريب والممارسة, بل هي أشكال كبرى تتوفر على فلسفة تاريخية تستجيب لبنيات اجتماعية وفكرية تشترطها وتحدد فعاليتها"
أما (باختين) فقد انطلق من خلفية لسانية سيميائية, متخليًا عن ذلك الربط بين الرواية والطبقة البرجوازية, وتبنى معطيات التحليل التاريخي للمجتمع, معتبرًا الرواية مجالًا لتوليد المعاني الجديدة, وهي جزء من ثقافة المجتمع, والثقافة مثل الرواية مكونة من خطابات تعيها الذاكرة الجماعية, وعلى كل واحد في المجتمع أن يحدد موقعه وموقفه من تلك الخطابات. وهذا ما يفسر حوارية الثقافة وحوارية الرواية القائمة على تنوع الملفوظات واللغات. مثلت هذه الإشارات المقتضبة البدايات الأولى لتعريف الجنس الروائي وإدخاله مجال الحداثة والمعاصرة.
تشكلت الرواية في جنوب أوروبا, مع انبثاق فجر الأزمة الحديثة, وكانت تمثل كيانًا تاريخيًا قائمًا بذاته, فكانت الروايات الأوروبية في بداياتها تسلية. فقد بدأت في بدايات القرن التاسع عشر , وانتصبت على قدميها , وفرضت نفسها, وأخذت أهميتها تتزايد في المجتمع الغربي .
وأنجزت الروايات البريطانية, الفرنسية, الروسية, وحتى الأمريكية أهم مساراتها الواقعية, بتوجهاتها المختلفة ( التاريخية والاجتماعية والنفسية), وخاضت أهم معاركها الحداثية في العقود الأولى من القرن العشرين, ومن أهم أعلامها الأمريكي وليم فوكنز( 1897م- 1962م), والإنجليزية فيرجينيا وولف ( 1882م- 1941م) وغيرهم من الروائيين والروائيات
أما الرواية عند العرب:
فقد وصلت إلى الوطن العربي متأخرة, في مطلع القرن العشرين, عن طريق التبادل المعرفي والثقافي مع الحضارة الغربية, فقد اكتشف المجتمع العربي الرواية وهو يكتشف الغرب, وكانت الرواية العربية أقرب من الأوروبية في أشكالها ومضامينها, لأن الفلسفة الاقتصادية والاجتماعية الموجهة للنهضة العربية تدور حول فلك الصورة العامة للمجتمعات الغربية رغم استحالة تحقيق النتائج نفسها, وقد كان الانفتاح للآثار الأجنبية يبتدئ من الأصول, أي طبيعة هذا الموروث القصصي ونموه في المجتمع العربي .
كانت الروايات العربية في بادئ أمرها على شكل قصص قصيرة , تصدر سلسلة في المجلات, وكان ل(سليم البستاني) دور كبير في هذا المجال, إذ كان ينشر سلسلة رواياته في مجلة " الجنان" التي كانت مملوكة لوالده, وقد كانت تلك الروايات معبرة عن الحالة الاجتماعية, ولعل الصحافة ونشوء الطبقة الوسطى البسيطة, والتحول في التركيب الاجتماعي, ومؤتمرات العالم الأوروبي وثقافته, كل ذلك له الأثر الأكبر في نشوء الرواية العربية وتطورها في جميع مراحلها, فكانت بيروت والقاهرة مسرحًا لهذه المسلسلات من الأعمال التي قدمتها الصحف والمجلات .
تجدر الإشارة إلى جهود الروائيين الذين أتيحت لهم فرصة النشر في بلاد غير عربية, فنجد " عرائس المروج" في نيويور. والمتطلع لأعماله يجدها ثورة ضد عوامل الجمود والخمول في الوطن العرب, فالإقبال على مثل هذه الروايات بذلك الأسلوب الشعري وتلوينه, وتأثيره في جيل تلك المرحلة, ومدى صدق عواطف الروائي وقدرته. نجد كذلك محمد حسنين هيكل الذي حاول المزاوجة بين المعمار الفني العربي والغربي بكتابته لرواية " زينب" 1914م, التي تندرج في الكتابة العربية الحداثيةالأولى, الأمر الذي جعلها تربط معنى الرواية بمعنى المجتمع, وتدعو إلى مشروع اجتماعي جديد ينتج أشكالًا جديدة من القراءة والكتابة, حيث كتب قسمًا كبيرًا منها في باريس متأثرًا بروائيين فرنسيين, وقسمًا آخر في لندن, والقسم الثالث في جينيف, فرواياته هذه أعطت الرواية العربية ميلادها التاريخي الحقيقي .
على ضوء ما ذكرناه آنفًا, وإذا أردنا أن نعقد مقارنة بين الرواية العربية والرواية الغربية, في معرض اطلاعنا على الرواية التي بين أيدينا محل الدراسة ( رواية مدينة الحظ) للكاتب العراقي عبد الجبار الحمدي, والتي حملت صورة المجتمع الغربي, في إطار المضمون الإنساني, لنحاول أن نفهم لماذا سلك الكاتب هذا السلوك في الكتابة, نستعرض أوجه التشابه والاختلاف بين الرواية العربية والغربية .
• أوجه التشابه:
1- للرواية في العالمين العربي والغربي نفس الأغراض والهداف التي يبتغي الكاتب تحقيقها, ومنها:
- نقل تجربة عاشها الكاتب أو عايشها أو تلقاها محكية ( ثلاثية التناص الذرائعية )
- تصوير ظاهرة ما, سيئة أو جيدة, في مجتمع معين, وبذلك تغدو الرواية مرآة للواقع الاجتماعي.
- إعادة تقديم التاريخ بسرده في شكل قصصي بغية ترسيخ أحداثه وأهم التطورات التي عرفتها البشرية , كالتاريخ الوطني مثلًا.
- تسليط الضوء على حالة نفسية ما, قد يمر بها الإنسان وتغير من طبائعه وتوجهاته, بل ونظرته إلى الحياة.
2- ينظر النقد إلى الرواية على أنها جنس أدبي مستقل بذاته, سواء النقد العربي لرواياتنا, أو نقد الآخر لرواياته.
3- كل من الروايتين العربية والغربية يلجأ فيها الكاتب إلى توظيف الرمز والأسطورة, والانزياح نحو الخيال والجمال لإعطاء حرفية وجمالية أكثر للصناعة الروائية.
4- تشترط كتابة الرواية في كلا البيئتين, العربية والغربية, توافر مجموعة من الميكانيزمات الضرورية لاستقامة السرد, وهي: الفكرة, الشخصيات, الزمكانية. وما يفرز عنها من عناصر سردية: كالحوار والوصف والتشابك السردي, فلا تبنى رواية بمعزل عن هذه الآليات.
5- إن جنس الرواية يخضع للتطور ليواكب روح العصر, وتغيرات الحياة وتحولات ظروفها, وهذا ملموس عند كل من يمتهن ويحترف الفن الروائي سواء كان عربيًا أو غربيًا.
6- تأثرت الرواية بجملة المذاهب والتيارات التي عرفها الفكر البشري بالعموم, والأدب بالخصوص, كالواقعية على سبيل المثال, هذا عند الغرب, ومادامت الرواية جنسًا قدم إلينا من هناك_ أي من العالم الغربي_ فلا عجب أن تتأثر الرواية العربية عندنا بتلك المذاهب التي جاءتنا على نفس المركب. ألا وهو الترجمة.
• أوجه الاختلاف:
1- المولد والنشأة: حيث أن الرواية الغربية انبثقت من عملية تفاعلية نتج عنها موت أجناس قديمة كالملحمة, وتطور أنماط وفنون أخرى كالحكاية, ومن ثم ظهور أجناس جديدة كالرواية. وقد حدث ذلك في مرحلة مبكرة بالمقارنة مع الرواية العربية التي وصلتنا في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين, على شكل ترجمات لا إبداعات.
2- ترتبط الرواية عند الغرب بكل ما هو قابل لأن يكون موضوعًا للسرد, فبعض الروائيين يخوضون في مسائل غيبية تمس الديانة وقضايا الألوهية, في نوع من التجاوز واللامبالاة, في حين أن الروائيين العرب يكتبون بنوع من التحفظ فيما يتعلق بالعقيدة الإسلامية, وهذا عائد للخلفية أو الأرضية الدينية والفكرية والثقافية, ويشمل ذلك الأعراف والعادات, وكلها مؤثرة في حركة التأليف الروائي, لذلك نجد اختلافًا بين الروايات العرب وروايات الغرب بسبب الاختلاف تلك الأرضية بينهما.
3- قضية المصطلح, سواء في الرواية كأدب أو نقد الرواية, إذ أدى عامل اختلاف اللغة بين العربية واللغات الأجنبية_ خاصة الفرنسية _ , وكذلك عامل اختلاف الترجمات إلى تباعد المدلولات بين المصطلح الأصلي والمصطلح المترجم.
مثلًا: ( Narration ) = سرد= حكي= قص
في حين أن لكل مصطلح عربي من الثلاثة السابقة مدلوله الخاص, فالسرد أشمل من الحكي الذي يقترن بالخيال, والحكي لا يلتقي مع القص لأن هذا الأخير هو سرد للأحداث الواقعية. قال الله سبحانه وتعالى : " نحن نقص عليك نبأهم بالحق" ولم يقل " نحن نحكي"
تجنيس العمل :
رواية رمزية اجتماعية بحبكة رومانسية تتبع مدرسة الفن للمجتمع.
السيرة الذاتية للأديب :
الاسم : عبد الجبار عبد الستار عوده الحمدي
مواليد: العراق / محافظة ذي قار الناصرية- 1960
حاصل على شهادة دبلوم فني عالي هندسة انشاءات مباني عام 86- 87
أسست نشرة إعلامية مع بعض الاصدقاء.. تعني بهموم المحافظة بعد سقوط النظام باسم المستقبل وهي بهيأة ورقية ( A 4 ) كانت توعوية تهتم بالجانب الانساني لما كان يحدث من تخبطات اجتماعية.
أسست جريدة الناصرية اليوم بتأريح 28/ 4/2006 مسجلة في نقابة الصحفيين العراقيين برقم 202 وعملت عليها كنائب لرئيس التحرير
عملت على تأسيس جريدة باسم عراق المستقبل وهي نصف شهرية عام 2007 وعملت عليها كرئيس تحرير الصحيفة وهي تهتم بمشاريع الاعمار في العراق أو المحافظة سواء الأجنبي أو المحلي الى جانب هموم المواطنين . وهي مسجلة في نقابة الصحفيين العراقيين برقم ( 429 ). من عام 2007 الى 2009
حاصل على شهادة إعلامية من إيطاليا خلال دورة أقيمت هناك حول كتابة المقال والخبر الصحفي .
حاصل على شهادة في تطوير الكوادر الإدارية من إيطاليا في جميع دوائر الدولة .
حاصل على شهادة في كيفية التحدث باسم ناطق رسمي من مستوى رئيس وزراء فما دون من ايطاليا .
حاصل على شهادة في تطوير الحركة الفكرية في المجتمع بعد الحرب .
حاصل على شهادة من منظمة الحرب والسلام في المهارات الصحفية الصحافة و التدريب الإداري للمجالس المحلية .
حاصل على شهادة تقديرية نظير الجهود الإعلامية من نقابة الصحفيين العراقيين فرع ذي قار
حاصل على شهادة تقديرية خاصة حول عملية نزع السلاح وحقوق الإنسان / برنامج إيطالي عراقي .
حاصل على شهادة مستشار العلاقات الدبلوماسية بدورة أقيمت في بيروت.
عضو في المجمع الدولي لأصدقاء اللغة العربية في سوريا..
عضو في موقع المدونين العرب
عضو في مركز النور
عضو في صحيفة المثقف
عضو في موقع ديوان العرب
عضو في شبكة الإعلام العراقي في الدنمارك
عضو في صحيفة معارج الفكر
عضو في وكالة أخبار المرأة في الإمارات العربية
عضو في البيدر مؤسسة إعلام عربية- سويدية
عضو في أنطلوجيا السرد العربي
عضو في جريدة المنار الدولية
الإصدارات:
صدر لي مجموعة قصصية صغيرة بعنوان كرسون بهلوان عام 2006
صدر لي مجموعة قصصية بعنوان خيوط وهنة عام 2011 طبعت في مصر
صدر لي رواية بعنوان حب في زمن الإرهاب 2021 بغداد
صدر لي مجموعة قصصية بعنوان المطربش الجديد شارلي عام 2021 بغداد
صدر لي رواية بعنوان مدينة الحظ طبعت في بغداد عن منشورات أحمد المالكي عام 2021
قيد الطبع :
روايتان جاهزتان للطبع مع أربع مجاميع قصصية في طريقها للتنقيح..
العضويات الأدبية:
عضو اتحاد الأدباء العراقيين
عضو في بيت الصحافة العراقي .
عضو في اتحاد الصحفيين العراقيين .
عضو ومؤسس في رابطة ذي قار لرصد ومكافحة الفساد.
عضو مجلس مجتمعي في مؤسسة عمار الدولية الخيرية عام 2015
عضو هيئة إدارية ومسؤول الإعلام للرابطة العربية للآداب والثقافة في العراق والدول العربيةعام 2016 المقر العام ذي قار / الناصرية.
المستويات التحليلية الذرائعية
أولًا : المستوي الأخلاقي :Moral Level
• البورة الفكرية الاستاتيكية : Static Core
يطرح الكاتب الكبير الحمدي روايته برموز اجتماعية عامة, لا تنتمي لمجتمع معين أو قومية أو جنسية, وإنما يجعل الشخصية رمزًا حرًّا يتدلّى من خيط بين الفشل والنجاح فوق بنية الكفاح الإنساني اليومي, فهو يطرح قضايا الإنسان بعمومية الهم الإنساني, بغض النظر عن الزمكانية, فهي زمكانية ممتدة أفقيًا على خط التاريخ منذ النشأة الأولى للإنسان مرورًا بالحاضر واستمرارًا إلى المستقبل, إلى أن يقبضه الله من على سطح البسيطة, والمكان هو أي أرض جغرافية عامرة بالبشر, وقد اختار الكاتب أن يطلق شخوصًا اختارهم بدقة بحيث جعل كل واحد منهم رمزًا أو علامة مشفرة لقيمة خلقية معينة, جمعهم في زمن ومكان واحد هو مسرح الحياة, وأخذ يرصد سلوكياتهم المتباينة اتجاه نفس القضية المطروحة, وركز الكاتب على الدور التبادلي بين الإنسان الفرد والمجتمع الجمعي, هذا الدور الذي أقرته فلسفة التبادل الذرائعية التي ترى أن: ( الإنسان ناقص حين يعيش في معترك الحياة, وحيٌ حين تكتمل كينونته بمن يحيط به من الناس لعيش الهم التبادلي في دائرة الكفاح اليومي للمجتمع، وهذا الدأب ينسجم مع النظرة الفلسفية الأنثروبولوجية, والتي تتّجه نحوالإنسان واختلاطه الاجتماعي بالطبع ( أنسنة), وهذه الفلسفة انبثقت عربيًّا من فم الفيلسوف العربي مسكويه " فالإنسان، برأي مسكويه، بحاجة ماسة إلى رفقائه بسبب متطلباته الطبيعية وكذلك بحكم الضرورة، وعلى حدّ تعبيره: "الإنسان، من بين جميع المخلوقات، لا يستطيع بلوغ الكمال بمفرده") .
والقيم التي التي اختارها الكاتب, وجعل شخوصه علامات مشفرة لتلك القيم, هي أخلاقية متأصلة وكامنة بالنفس الإنسانية, سواء أكانت سلبية أم إيجابية, وقد أشار إليها الكاتب بالتوازي كدلالات بارادوكسية, كالصدق والكذب, والغدر والوفاء, والحسد والغيرة والجشع والحب والكره, والأنانية والإيثار , ثم عراها سلوكيًا بالفعل الإجرائي حينما جعل شخوصه تطرح كوامنها وهي تخوض معترك الحياة وصراعاتها, فكانت التضحية والحب, الحرية و الأسر والطغيان, الجريمة و العقاب, المال والسرقة, الجنون والجنوح النفسي ...
كلها قيم وقضايا موجودة في كل مجتمع إنساني مهما اختلفت درجة تطوره عبر الزمن و على أي بقعة جغرافية, وفي أي قومية سواء أكانت عربية أم أجنبية.
• الخلفية الأخلاقية Moral Background :
تمتاز كل النصوص والأعمال الأدبية الرصينة برمتها بتركيزها على موضوع( ثيمة خاصة) يبنى عليها النص بشكل كامل، كأن تكون سياسية أو اجتماعية أو إنسانية، تلاحق السلبيات في المجتمع لتثبت القوائم الأخلاقية فيه, وذلك هو واجب الأدب والأديب الحقيقي الرصين، ويشترط أن يلتزم الأديب بالأخلاق والمثل الإنسانية العليا(من المنطلق الذرائعي/ الأدب عرّاب للمجتمع)، ولا يحق له التعرّض لمنظومة الأخلاق العامة، والأديان والأعراف والقوانين بشكل هدام، حيث يشترط أن ينضوي الأديب الرصين تحت خيمة الالتزام الأخلاقي الأدبي، ويخضع لمقومات مذهب التعويض الأخلاقي ((Doctrine of Compensation , وهذا المبدأ يفرض على الأديب الالتزام بالقواعد الأخلاقية في المنظومة الأخلاقية العالمية، ولا يسمح -على سبيل المثال- أن يشيع في نهاية عمله الأدبي نفاذًا للمجرم من العقاب, أو ينزلق من طائلة القانون مهما كانت شدة ذكائه، أو يؤيد مصطلح الجريمة الكاملة ...ظهرت تلك الصفة الأخلاقية في رواية عبد الجبار, وقد قاد تلك السمة قيادة أخلاقية رائعة حين :
كتب عن مجتمع يختلف أخلاقيًا عن مجتمعه العربي, واختار الأدب الكلاسيكي لهذا المجتمع الذي يشبه إلى حدّ ما مجتمعه العربي وكتب أدبا أوروبيا كلاسيكيًّا بعصرنة راقية تقترب للشرق....
عالج الخلفية الأخلاقية في روايته بحرفنة وإبداع عندما خلق صدامًا بين الشر والشر, وجعل الشر يقضي على الشر.
ثانيًا : المستوى البصري والجمالي اللساني External and Linguistic Level :
o المدخل البصري External Trend:
نتناول فيه الأعمدة المرئية في الرواية, والتي تساعد المتلقي على فهم المخبوء منها, وهي تشمل العتبات الخارجية, وقد تناولها أستاذي المنظر عبد الرزاق عودة الغالبي في التعضيد بالشكل التالي:
1-العنوان:
وهو البوّابة التي نلج منها إلى داخل العمل, يلخّص مفهوم أو موضوع الرواية, ويعتبر مكوَّنًا نصّيًّا مكثفًا لا يقلّ أهميّة عن المكوّنات النصّية الأخرى, فهو سلطة النص وواجهته الإعلامية, وهذه السلطة تمارس على المتلقي إكراهًا أدبيًّا, كما أنه الجزء الدال من النص, الذي يؤهله للكشف عن طبيعة النص أو الرواية والمساهمة في فك غموضه, فهو مرآة النسيج النصي, وهو الدافع للقراءة, والشَّرَك الذي يُنصَب لاقتناص المتلقي, وتأتي أهميته من حيث أنه المفتاح في التعامل مع النص في بعدَيه الدلالي والرمزي, فهو الثريا التي تضيء فضاء النص, وتساعد على اكتشاف أغواره, بذلك يكون العنوان ضرورة بصرية تساعد على اقتحام عوالم النص, لأن المتلقّي يدخل من بوابة العنوان متأوّلًا له, وموظفًا خلفيّته المعرفية في استنطاق دواله ومفاهيمه تركيبّا وسياقًا, وهو جزء لا يتجزأ من عملية إبداع الكاتب ...
( مدينة الحظ):
إذا كانت الاستعارة metaphor: مقارنة بين شيئَين مختلفَين دون استخدام أداة للتّشبيه بين الكلمتَين ك كلمة "مثل" أو "كـ"
فإن الرّمز الممتد أو التّقني allegory : وهو عبارة عن استعارة ممتدّة, والذي يكون قصّة كاملة أو قصيدة أو كتابًا رمزيًّا يستمرّ طوال النّصّ الأدبي في رواية .
وعنوان (مدينة الحظ): "هو رمز تقني عام, فالحظ رمز لاستهلال عمل تكون نتائجه غير معروفة, النجاح فيها يعتمد على مجهولية الحظ وتوافر الفرص, وهذا الإيحاء الدلالي ينعكس على بناء الشخصيات..(يحيى, 2021b)
2-الشخصيات في الرواية كانت دلالات إيحائية لتحقيق ما يشير له العنوان, فكل شخصية منها حكمها الكاتب بالتأرجح بين النجاح والفشل, وأعطى رمزًا برادوكسيًّا لرمز العنوان الشامل, فجعل عناصر الرواية متوازية بين لونين (اللون الوردي الفاتح الرومانسي رمز الحب والخير على محور التكوين (صوفي- أي جي- فورد- بول- رود - أفكاري) و( واللون الأسود في الطرف المعاكس على محور المعارضة(هابي – آلن )
3- الغلاف الخارجي : هو دلالة بصرية تصويرية تمثل اللوحة المرسومة أو الصورة, ودلالة بصرية لونية تُعنى بالدور الايحائي نفسي للدلالات النفسية والرمزية والإجرائية لكل لون.
وغلاف الرواية عبارة عن لوحة لمدينة وطائر أسود وفتاة جميلة, ولون وردي فاتح, وهذا دلالة عامة للصراع بين الخير والشر بشكل عام دون تحديد قضية مخصصة, وإنما استخدم الكاتب القضية العامة للكفاح اليومي في الصراع الدرامي مع الحياة...ودخل في الفصل الأول للرواية بشكل مباشر دون مقدمة وهي إشارة على إنه يخوض بعمومية السرد كمثال معصرن خالي من خصوصية الإيحاءات....
4- المتن النصي: العمل كما وردني كان ملف pdf , ولا أظنه ملف طباعة نهائي, لأني وجدت مكان الترقيم الدولي خاليًا كما مكان رقم الإيداع, لكني مجبرة على دراسة المتن النصي بصريًا كما وردني في هذا الملف:
لم يكن هناك عتبة إهداء أو تصدير, بل بدأ الكاتب روايته مباشرة, قسم المتن الروائي إلى ستة عشر فصلًا غير معنونة, امتدت على 290 صفحة من الحجم المعهود للرواية, راعى خلالها الشكل البصري للفقرات, مع استخدام لا بأس به لأدوات الترقيم, هناك أخطاء إملائية ونحوية ينبغي تداركها من قبل المدقق اللغوي في دار النشر , بالإضافة إلى الاهتمام بالتنسيق الطباعي, وكلها مهام موكولة إلى دار النشر, فالمبدع انتهت مهمته بأن قدم أفكاره في قالب إبداعي, وعلى عاتق المطبعة تقع مهمة إصدار المنجز الأدبي بالشكل البصري الأمثل.
o المدخل اللساني والجمالي :
اهتم الكاتب بالمحور اللغوي الجمالي من خلال:
- الأسلوب Style:
وهو النسيج السردي الذي يشير نحو درجة الأدب وعمقه السردي وذلك بدرجة انزياحه نحو الخيال والرمز.
الانزياح: ecart)) هو (–, n.d.) انحراف الكلام عن نسقه المألوف، وحدث لغوي يتبين في تركيب الكلام وصياغته، على أنه نظام خارج المألوف، خاضع لمبدأ الاختيار، فاختيار الألفاظ والأساليب اللغوية والجمالية والبلاغية وتركيبها في سياق أدبي تجعل للدال عدة دلالات، من هنا يخترق القانون ويصبح للدلالة الأولى إمكانية تعدد المدلولات, فتصبح به اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، وإنما غاية في ذاتها لتحقيق الشعرية والجمالية التي تنزاح نحو الخيال بدرجة العمق السردي(Abdulrazzaq Oudah Alghaliby & Abeer K. Yahia, n.d.)
وقد تميز الكاتب بأسلوبه الانزياحي هذا, عبر استخدامه الرموز التقنية ابتداء من العنوان ومرورًا بالشخصيات, دون أن يخل بالوظيفة السردية, ودون أن يخرجها عن معقوليتها وواقعيتها, وهو أسلوب سردي يشبه السهل الممتنع في الشعر إذا ما وُضعا في كفتي ميزان, وكان لاستخدامه أسلوب الخطف خلفًا Flashback أثرًا بالغًا في إضفاء جمالية لغوية سلسة ومحببة, بالإضافة لتقنية الوصف الحسي الحركي, سأستشهد على ذلك بفقرة من الفصل الأول تالية للاستهلال مباشرة, وكأنه يرسم لوحة متحركة بالكلمات:
" .... تعثرت بها أصابعها في ممرات خشنة, تاهت نفسها عن سمات وملامح هي تعرفها في ذلك الزمن, دبت عبر مسامات أصابعها ارتجافة خوف من وجه الجالس بين يديها, كشف ذلك تقاسيم وجهها التي أخذت تنكمش وتتمدد باستغراب!!"
- الحوار :Dialogue
هو المحادثة التي تجسّد أحداث الرواية، وتوضحها وتحلل شخصياتها بشكل واضح ومدروس.
الحوارات المتقنة هي جزء مهم من القص أو الروي, يظهر براعة الكاتب في تحريك الشخصيات, وإعطاء البيئة السردية في النص روحًا وحركة وجمالية, لذلك وجب أن تدرس تلك الحوارات بدقة متناهية من قبل الكاتب كونها تعكس بدقة شخصية المتكلم وتحلّل هدفه الدرامي في النص.
نوع الكاتب في الحوار, بين الحوارات الداخلية والخارجية بما يخدم الوظيفة السردية, فمنها ما قام بوظيفة تعريفية في كشف الأبعاد النفسية والاجتماعية للشخصيات :
-" إنني أدعى (هابي تراوس) نعم عازف على آلة الساكسفون هذه, ... كما لدي معرفة عامة لا بأس بها بالعلوم والنجوم والفلك, إضافة للسباحة وركوب الخيل, يقول من يعرفني أني أبدو سعيدًا, لكني لست كذلك, في طباعي كمية من الحسد والغيرة لكني أراها في كل البشر وأنت ما اسمك؟
-"إني أدعى (أي جي) وأنا أعمل في مجال الفن كرسام وصانع خزف, محب للحياة, هوايتي الفن عمومًا, الرسم هو كل حياتي, أحب الجمال والطبيعة, أحب الهدوء, وآمل أن أجد فتاة أحلامي لأعيش قصة حب لم يعشها من قبل أي محب ..."
أيضًا, استخدم الكاتب الحوارات كوسائل وأدوات وتقنيات سردية, أضفت على العملية السردية عنصر التشويق الذي عقد الكاتب عقدته الأولى في أول حوار دار بين (صوفي) و(أي جي) في بدايةالعمل الروائي, التي هي فعليًا نهاية الأحداث, حيث استخدم الكاتب تقنية التدوير, حيث دور النهاية الحدثية على بداية الروي, عبر الحوار شوقنا الكاتب لمعرفة أحداث الرواية:
صوفي : "هل أنت ...؟ بتلهف
أي جي: نعم أني هو ياحبيبتي, لقد مضت الأيام سوداء قاتمة منذ اللحظة الأولى التي فقدت بها الوعي, لم أكن أسمع سوى اسمي يتردد بألم لا ...لا تموتي!؟ غبت بعدها صمتًا دون حراك, وغبتُ معك حزنًا دون تحقيق أحلامنا البيضاء. "
ومن الحوارات ما تماشى مع السرد, ومنها ما امتزج معه ودخل في حدوده السردية الواقعية ملخصًا الكثير من الأحداث السردية السابقة :
"...... راجعت نفسي, تراجعت كل الأحداث التي مررت بها, استعدت ذكريات الأعوام الماضية وهي الفترة التي انتقلت فيها من غرب العاصمة لأسكن بشمالها بحثًا عن الفرص والعيش الكريم, ......." ص 7
- الجمال البلاغي وعلم الجمال:
استخدم الكاتب علم البلاغة من البيان والبديع بصورة متوازنة مع علم الجمال. ونقصد ب :
علم الجمال:
"الذي يثبت الحقائق الإيجابية في النص, والتي تقترن بالطبيعة وجماليات الخلق والكون" .
وهو علم يقتضي حضوره في النص ليعكس الجمال الفني فيه, وهو دائمًا يخلط بينه والفن على الرغم من قربهما من بعضهما، إلّا أن الجمال يختلف عن الفن من جهة الأمور الحسية والوجداني، فالجمال حسي أكثر من الفن...
كما نعلم إن الطبيعة والتطور الحضاري والتاريخي للإنسان هو المحيط لهذا العلم, فزرقة السماء وبريق النجوم خضرة العالم النباتي وحركة وتلون العالم الحيواني وتضاريس الأرض والتغيرات المناخية هي ما تسكن هذا العالم الكوزمولوجي (cosmology), فالوصف عنده موزون, بدون شطط, لا يذهب به بعيدًا نحو الرومانسية, بل يوازن بين البلاغة وعلم الجمال, وهذه الموازنة سمة واضحة تقرّ خصوصية أسلوبه بنسبة كزمولوجية وأنطولوجية واضحة ومتوازنة مع علم البلاغة.
بعض الأمثلة من علم البلاغة :
أطلق القطار زفيره معلنًا مع صافرته العهد الجديد في رحلتي إلى المجهول ( استعارة)
كلمات سمعتها هنا وهناك, أثارت تساؤلات دارت في نفسي كأنها أسوار ( تشبيه)
تراخت جفوني مثقلة همًا, فرمت بنفسها على باطن عيناي تسكعًا لتغفو ( استعارة)
طارت فراشات الفرح من قلبه, خيم الوجوم على وجهه ( استعارة)
الفتاة التي رسم لنفسه معها حياة من نسيج العنكبوت ( كناية )
ثالثًا- المستوى الاستراتيجي الديناميكي :
يدرس هذا المستوى حركة التشابك السردي والصراعات الدرامية المتحركة في المضامين .
والبداية من العنوان الذي يشكل والاستهلال اللذين يشكلان معًا قاعدو مثلث الصراع الدرامي السفلي في مخطط التشابك السردي.
سبق أن تناولنا العنوان كرمز تقني فني عام, لا يخلو من الأسطرة والخيال, حيث تحيلنا مفردة ( مدينة) كظرف مكاني مضاف إلى رمز تقني ( الحظ) إلى رمز تخييلي ك ( المدينة الفاضلة) لأفلاطون, كما أحالني أيضًا إلى مفهوم المغامرة, كما في رواية ( مدينة البهائم) للروائية التشيلية إيزابيل ألليندي.
أما الكاتب عبد الجبار الحمدي فقد كانت مدينته ( مدينة الحظ) مكانًا للبحث عن الذات بالنسبة لبطل الرواية ( أي جي) بالدرجة الأولى, ثم عن الفرص لفنان ناشئ يبتغي النجاح في فنه:
".... لم يكن في ذهني منطقة أو مدينة معينة أحط الرحل فيها, مجرد هروب في التغيير والبحث عن الذات في بلاد طويلة عريضة, بيد أني سمعت ذات مرة أن هناك مدينة يمكن أن تكون الفرص فيها سانحة للفنانين من مَن هم على شاكلتي, مدينة اسمها ( مدينة الحظ) هكذا هو اسمها..."
الاستهلال :
في زمن بعيد ما, توقفت حركة عقاربه بالنسبة لها, فدون سابق إنذار دخل عليها بسكون, جلس بين يديها هامسًا باسمها ... صوفي حبيبتي...
استهلال مشهدي لحكاية قديمة ترويها الجدات, على نمط ( كان يا ما كان في قديم الزمان),
الزمكانية : ونعني بها الزمان والمكان، أي زمن الرواية الذي يجمع بين الحقبة الزمنية العامة التي حدثت فيها الأحداث، والزمن الخاص للرواية مثل الشهر أو اليوم، ومكان الرواية التي حدثت فيه الأحداث، والذي يصفه الكاتب بدقة وتفاصيل ليضع القارئ في جوّ الرواية، والزمكانية مهمة جدًّا لتثبيت واقعية الرواية ودرجة الصدق فيها. لكن في هذه الرواية كانت الزمكانية العامة في زمن ماض, غير محدد, ومكان أجنبي أيضًا غير معين جغرافيًا بدقة, ليقر استراتيجية الكاتب في كتابة رواية رمزية اجتماعية, مضامينها وأحداثها يمكن أن تحدث في كل زمان ومكان, تصبح فيها الزمكانية شديدة السطحية بل ومعدومة الأهمية أمام شمولية المضامين الإنسانية.
الفكرة: وهي موضوع الرواية، والذي من خلاله يتم مناقشة قيمة معينة، وهي مرتكز الرواية الأول, لم يخرج فيها الكاتب عن موضوع الصراع الأزلي بين قيم الخير والشر, ودور الحب في حسم نتيجة هذا الصراع وحجم الخسائر .
الحبكة: هي خارطة لسير أحداث الرواية بشكل مقتضب جدًّا، وفي الرواية تتسلسل الأحداث بشكل طبيعي، فتتصاعد ثم تحل. تسير الأحداث السردية عند الكاتب عبد الجبار بحبكتين, بشكل متوازي ومزدوج على ديباجة هذه الرواية, وتحتل حركتها المتصاعدة على محاور التشابك السردي كما نراه في الحبكة الأولى الرومانسية الحب الخفي الذي لم يلعب أصحابه (صوفي وأي جي) الدور الإجرائي المتكامل بشكل طبيعي، لكن في الحقيقة هي تشغيل إجرائي لقضايا إنسانية في بوتقة الحياة وإرهاصات الطمع والجشع والجهل والغيرة في هذا المجتمع التائه في فضاء كوكب عبد الجبار، المجتمع الذي تديره وتتسيّده المادة والإشارة إليه، وبذلك تكتسب هذه الرواية صفة الرمزية لحبكة رومانسية بدأت بصفحة (34) وكانت نهايتها سجن أي جي وفقد بصر صوفي, وقد اشتغلت فوق محور التكوين (أ ج)مارًا في العقدة (ب) وعلى هذا المحور تمت معالجة الأحداث بشكل عام هادئ....
أما الحبكة الثانية فهي قصة القلادة, وما تخفيه من سر مادي أثار الغرائز المادية و(بدأ اشتغالها الدرامي)في صفحة(49)واحتلت المحور (د و) وهو المحور المعارض الذي تقاطع مع المحور (أج) محور التكون وتحرك الصراع الدرامي بين الخير والشر على محور التوليد الأوسط (ن ع)، والمفروض أن ينتهي الصراع الدرامي قبل العقدة (ب) ويبدأ الحل، لكن الكاتب له رأيًا مغايرًا فافتعل الأزمة(Crisis) بعد العقدة(ب) ليفتعل استمرارية عنيفة Apex للصراع الدرامي المستمر بصورة سلبية سوداوية لخلق انفراج أخلاقي منبثق من محاسبة الشر بالشر حتى مقتل آلن وهابي والإفراج عن آي جي, وسنشاهد حدوث الاشتباكات السردية فوق المحاور الثلاثة حتى النهاية, بعد أن خلقت مثلثين المثلث السفلي مثلث الصراع الدرامي والمثلث العلوي مثلث الانفراج (breakthrough) والحل كما موضح في الرسم أدناه:
محاور التشابك السردي في النص الأدبي الروائي
العقدة:
وهي النقطة التي تنقلب الأحداث عندها نحو الضد, وتقع في نهاية الصراع الدرامي وبداية الحل، وهي عنصر التشويق و الإثارة في الرواية، فعندما يبدأ الصراع، تتطور الأحداث، ينال أحد الشخصيات الرئيسية حدث سلبي, يدفعها نحو عقدة سلبية تحتاج صراع عكسي لحلها، وهذا العنصر يظهر في المشاهد المتوسطة للرواية، عند عثور آي جي على العم فورد مقتولًا في بيته, واتهام أي جي بقتله, واضطراره إلى التخفي في الكوخ مصطحبًا معه صوفي خوفًا عليها من انتقام خطيبها آلن الذي عرف بأمر العشق بينها وبين أي جي بوشاية من هابي, تتصاعد أحداث الصراع السلبي لتصل إلى القبض على أي جي من قبل آلن وإيداعه السجن لسنوات طويلة, وإصابة صوفي بالعمى جراء مداهمة الكوخ, وحلّ ذلك الصراع السلبي يعرف بحل العقدة أو:
الانفراج:
صراع جديد يختلقه الكاتب بين محوري الشر آلن وهابي, هابي يريد الاختلاء ب آي جي في الزنزانة لينتزع منه معلومات عن مكان بول والقلادة التي بحوزته, ليفوز بالكنز الذي قتل بسببه عمه فورد, ويتهم آلن بالحؤول بينه وبين لقاء آي جي, يقتتلان فيصرع أحدهما الآخر بإشارة رمزية إلى موت الشر على يد الشر .
النهاية :
الحدث الأخير الذي تنتهي عنده الأحداث السردية جميعها, بما فيها الأحداث القدرية الممهدة لحدث النهاية (وهي اعتراف الرجل الذي سمع لرود قبل موته بأن هابي هو القاتل وليس أي جي, وقرار المحكمة بإطلاق سراح اي جي لبراءته), وحدث النهاية لا يقع وراءه حدث:
ذهب مباشرة إلى الكوخ حيث صوفي ودخل عليها ليحكي لها القصة من بدايتها.....
وما حدث في مدينة الحظ......
نهاية مفرحة ( كوميدية) قام بتدوير ها باتجاه الاستهلال.
السرد الروائي: ويتكون من السارد والمسرود له, والسرد هو أهم العناصر الخاصة بالرواية لكونه يحتوي على الأسلوب والحوار والصور البلاغية والجمالية, وبدون تلك العناصر السردية تفقد الرواية بناءها الجمالي وجنسها الأدبي وعمقها التعبيري، فالسارد الذي يلم بكل أطراف الرواية، من شخصيات، وأحداث، وأفكار، وهنالك أنواع للرواة(Alghalibi, n.d.): وقد أتى به الكاتب على لسان السارد العليم أو السارد المحايد: وهو الراوي الخفي، أو غير ظاهر، ولكن يعرف جميع ما يدور في خلجات الشخصيات، وما يدور في عالم الرواية بدقة .
الشخصيات: وهي عنصر الحركة في الرواية، فمن المفترض أنها مستوحاة من الواقع، وتحمل آمالًا ومخاوف، ولها نقاط ضعف وقوة، وتعمل للوصول إلى هدفها، وهي تنقسم إلى بطل، وخصم لهذا البطل، وأشخاص ثانوية، منها ما يدعم البطل، ومنها ما يعيق البطل. وقد حرص الكاتب على بناء شخوصه بدقة بالغة عبر الاهتمام بإبراز أبعادها النفسية والجسمية والاجتماعبة, على اعتبارها رموزًا إيحائية لقيم وخصال إنسانية.
رابعًا – المستوى النفسي Psychological Level:
ندرس العمل في هذا المستوى من خلال ثلاثة مداخل:
المدخل السلوكي Behavioral Trend:
من منطلق أن الأدب سلوك إنساني راق, يُستفز الناقد من خلال نص الكاتب المحفّز stimulus)) الذي يطرح فيه التساؤلات والإشكاليات الإنسانية والاجتماعية والفلسفية والنفسية والرومانسية وحتى الاقتصادية المتخلّلة في النص, يبحث الناقد عنها بشكل دقيق, ويضعها بتقابل حسي بدلالات وتلك هي استجابة الناقد response)), ثم يقوم بالبحث عن مفاهيمها التحليلية أو السيميائية أو البنيوية, ويحلّلها بطريقة الدلالة والمدلول والقرين والمفهوم ... وهذا رد فعل الناقد(Reaction)...
تساؤلات وجودية مشوبة بالخوف من القدر :
هل يمكن أن يكون القدر قاسيًا معي حتى لا أجد من أثق به؟ هل نحن فعلا في زمن الأنا والفرص السانحة ؟ هل يمكن أن أفشل , هل أستسلم هل.. وهل؟؟؟
يا لك من قدر عجيب !! أتراك تخبئ لي حزنًا قدر ما أشعر به من سعادة ؟!
تساؤلات وخواطر محمولة على سياق الرجاء:
هل يمكن أن تبادليني الحب؟ هل يخفق قلبك لي وتضربي عرض الحائط كل المخاوف التي يختزنها عقلك وقلبك؟ لا أدري يا صوفي إني أرى قدري وقدرك محتمين... تمامًا مثل قدري والقلادة...
المدخل العقلاني Mentalism Theory:
يمتاز هذا الحقل بالتوازي مع خبرات الآخرين من أبناء الحقل الأدبي لمواكبة الرقي والارتقاء, فخصّصت للدلالات الفكرية المتباينة مع الأفكار الخارجية والتي تحتلّ أيديولوجيات فكرية لفلاسفة أو كتاب كلاسيك لهم تجارب إنسانية وأدبية متوارثة, وتكون بوابة التناص ( Textuality)مسلكًا واسعًا لتحديد الدلالات والبحث عن قرنائها ومفاهيمها الخارجية المتوازية لإغناء النص الخاضع للنقد أو القراءة النقدية ...
لقد تناص الأديب العراقي عبد الجبار الحمدي في هذا العمل الروائي مع الأديبة المصرية( أيفن الطبلاوي) في روايتها ( قيود للأبد) التي أبحرت بالقارئ في عوالم ( آدم) الإنسان الفظ المتكبر المتفلت من كل الانتماءات, وحين يُمارَس عليه الاستلاب يتحول إلى أتعس عبد في العالم, التناص تأتى من استخدام تقنية الانفلات من قبضة اللاوعي في الكتابة, والتحرر من الخيال والواقع الحر على حد سواء, وابتعادهما عن الكينونة السيكولوجية للكاتب, والتي من المفترض أن تكون المخزون والمستودع الذي ينهل ويستمد منه الكاتب مادة حبكته السردية, كلاهما اختار الاشتغال على حبكة سردية أجنبية خارجة عن مخزون مجتمعه العربي وأعرافه وعاداته وتقاليده وأخلاقياته, مجابهًا - بتحدٍ نفسي فعال- اللاوعي لديه, بقصد تسليط الضوء على المجتمع الإنساني بعموميته بكل ما يعتريه من استلاب وتسلط وطغيان سلطوي و حقد وغدر وخلل أخلاقي, وصراع بين القوى الخيرة والشريرة.
المدخل الاستنباطي Inference and Empathy Theory:
يتقمّص الناقد شخصية الأديب للبحث عن المفاهيم والدلالات العقلانية من حكمة وموعظة فلسفية أو اجتماعية أو إنسانية, ما دام الأدب حالة وجدانية تصيب الأديب, يختلف فيها عن الإنسان العادي, عندها يقوم بتقمّص شخصية غير شخصيته, ويسجل إرهاصات الكاتب الشخصية بأسلوب عميق ...
في نقاش بين هابي وآي جي بشأن صوفي, يعبر الكاتب عن فلسفته بموضوع الجمال على لسان آي جي:
_ إن الجمال أحيانًا هو نقمة قبل أن يكون نعمة , هذا ما يجب ان تتعلمه جيدا في حياتك و فكل شيء جميل لا يدوم إلى الأبد , فمصير الجمال الزوال إلا إذا وجد من يرعاه دون أنانية أو احتكار.
كما يتقمص الكاتب شخصية الخادم بول وهو يشرح لآي جي فلسفته عن الحب والحياة والقدر والحظ:
-من لا يعرف الحب لا يعرف الحياة سيدي, فالحياة هي نفحات من الحب, ونفحات من الكره, فيها يلعب الحظ معك لعبته, إما ان يجعلك سعيدًا إلى حد اللامعقول, ومن ثم يصفعك فتتكسر إلى شظايا صغيرة, وإما أن يلعنك فتبقى تعيسًا إلى الأبد, لتنضم إلى قافلة الحاقدين , فالحب يا سيدي لا يمكن أن تحظى به كله مدى الحياة , فلابد للحظ أن ينكث عهده , وهذا ما نسميه تقلب الأقدار أو الحظوظ..
وأما فلسفة السيد أفكاري في الحب فقد ساقها لنا الكاتب على هذا النحو المادي الذي يشي إلى حد كبير بالتركيبة الفكرية المادية للتاجر أفكاري:
... لآن الثروة هي من تجلب الحب, لكن الحب المستحيل يجلب التعاسة والألم والفقر... ربما لا تكون قاعدة ثابتة, لكنها بالتأكيد هي السائدة.
عن الآمال والآحلام والواقع وما يحتملان من فلسفة تقتضي النصيجة والموعظة, ينطلق قلم الكاتب متقمصًا حكمة بول وتجربته الوجدانية قائلًا :
...لأني أدرك أن الآمال الكاذبة تلك التي يصدقها الإنسان رغم صعوبتها قد تدمره, ومن ثم يقوم على رفض الواقع والجري وراء سراب.. وأنا بحكم عشرتي معك واهتمامي بك كصديق, لا أريد لك أن تجري وراء حلم كاذب.
ثم يتقمص الكاتب شخصية آي جي ببعدها النفسي, الشخصية العاشقة التي تجرفها الأحلام, وتلقيها على شواطئ المستحيل لتستفيق على قسوة القدر, آي جي في رده على بول :
... في كثير من الأحيان أعتقد أنك عقلي الباطن الذي يدفعني للإحساس بالواقع الحقيقي, بعيدًا عن الأحلام والآمال المستحيلة, التي وقف القدر كمارد متسلط يطلق حممًا بركانية في طريقي للوصول إلى غايتي رغم حنوه في الأحيان الأخرى...
يتابع بول منح حكمه وعظاته في رياح الأيام وسفينة الحياة, متناصًا مع الحكمة الشهيرة ( ما كل ما يشتهيه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) قائلا:
إن للأيام غزلها, فإن أردت عكس الرياح لتجعل سفينتك تسير بسرعة نحو ما تريد, ويركب معك من تحب, مُسقطة كل الركاب الآخرين, حتى وإن كانوا يمسكون بدفة القيادة...
المحور الفني التقني والتجربة الإبداعية للأديب :
وهذا المحور يهتم بالتقنيات العامة للرواية والخاصة التي يدخلها الكاتب في الرواية كإبداع شخصي, وهذا الدأب هو ما يمكّن عملية التفاضل بين كاتب وآخر في المستويات الفنية والنصية في كتابة النص الروائي, وأذكر من تلك التقنيات الشخصية
• الانفلات من قبضة اللاوعي (Blanco & Rayner, 2018)في الكتابة والتحرّر من الخيال والواقع الحر, وليس المخزون في كينونة الكاتب السيكولوجية, لذلك أختار الكاتب حبكة أجنبية خارجة عن مخزونات مجتمعه العربي وأخلاقيته وعاداته وتقاليده العربية, وهذا تحدّ نفسي ومجابهة فعّالة للاوعي لديه, ونجح في التفاعل معه باتباع واحد وربما أكثر من تقنيات مجابه اللاوعي (Hill, 2010) و تقنيات مواجهة العقل الباطن التالية :
1. تقنية التضاد
2. تقنية زر الحذف
3. تقنية الرغبة الملتهبة
4. تقنية حرق الجسر(Hill, 2010)
5. تقنية الفوز الصغيرة
6. تقنية التحفيز
7. تقنية الإيمان والمحبة
8. تقنية التصور
9. تقنية التحضير الفيزيائي
10. تقنية الانفصال
11. تقنية المانترا (الوساوس المرضية)
12. تقنية القراءة الجهرية
13. تقنية الإيحاء
14. تقنية تلقي الاتصالات
واستخدام تلك التقنيات تساعد الكاتب من الانفلات من قبضة اللاوعي على مخزوناته الداخلية.
• تقنية التدوير السردي والخطف الخلفي: أي البدء من النهاية, وقد نجح في تلك التقنية العصرية, وكان الفصل الأول في قصته هي نهاية القصة التي صوّر الكاتب فيها خروج البطل أي جي من السجن ولقائه بحبيبته العمياء صوفي ثم أستأنف سرد القصة حتى الفصل السادس عشر لتلتقي النهاية في البداية بتدوير شفيف يربط البداية بالنهاية...
• تقنية التمازج بين السرد والحوار حيث يدخل الحوار عند عبد الجبار حيثما تنتهي فقرة السرد, ويبدأ السرد عن نقطة انتهاء فقرة الحوار, فبدا السرد والحوار شكلًا جماليًّا متفوقًا وكان محركًا تأسيسيًّا للتشويق وطرد السأم والملل من المتلقي (حمادي et al., 2021)...
• تقنية التنقل الخاطف من حدث إلى آخر برشاقة، فالكاتب حين يستلم حدث معين يؤسس فيه إيحائيًّا لحدث آخر, فيدخل الحدث الثاني عند انتهاء الحدث الأول، فلا يجد القارئ مجالًا للانفلات من قبضة التشويق ليترك الرواية من يده, بل يبقى مشدودًا ليرى ما سيحدث في الحدث القادم...
• تقنية تقمص الشخصيات: وهي تقنية واستراتيجية يتبعها كل كاتب رواية لتساعده للغوص في سيكولوجية النص ليحتل عقل الشخصية ويرتبط بها ارتباطًا متوازيًا، لكن عبد الجبار احتلها احتلالًا, وصار يفكّر بها ليلقي ما يريد على لسانها, وهذه صفة سلبية في الروي العادي، لكن الحمدي له مبررات فنية حين جعل شخصياته أجنبية بعيدة عن مجتمعه, وتلك سمة انفصال الكاتب عن مجاله الداخلي السيكولوجي ومجابهة اللاوعي لديه بحرفية سردية دون استخدام تقنيات مواجهة العقل الباطن التي ذكرت سلفًا, وهو تمكّن سردي لديه فني إبداعي...
• تقنية الازدواجية السردية في الصراع الدرامي والعقدة التي تقلب مجريات الحدث السردي العام, فقد سار بحبكتين ألأولى قصة رومانسية بين أي جي وصافي بعقدة لقائها ورسم صورة لها وما حدث بعد ذلك حتى النهاية كرواية منفردة ومستقلة بصراعها الناعم, والحبكة الثانية تخصّ القلادة وعقدتها ومعرفة هابي بها وما تلى ذلك من أحداث حتى مقتل هابي وألن, وهو صراع عنيف بين الشر والشر ,وهنا أبدع الكاتب بقلب ميزان العدالة والاتجاه به نحو الشر بديلًا للصراع بين الخير والشر كمبدأ مرسوم مسبقًا، فقد بنى عبد الجبار بدقة صراعين :الصراع بين الخير والشر من جهة, وبين الشر والشر من جهة الأخرى....225ص
• وظّف تقنية افتعال الأزمة(crisis) بعد العقدة الأولى, ليخلق صراعًا جديدًا ليستمر الحل بملاحقة الشر للخير ثم تصادم الشر بالشر كعقاب أخلاقي تعويضي....والشر قضى على الشر وأطفأ فتيله المشتعل...
• تقنية نقل الصراع الدرامي من المثلث السفلي وهو مثلث الصراع الدرامي بين الخير والشر إلى المثلث العلوي ليفتعل استمرارًا لصراع جديد وتغيرًا لمجريات سير الأحداث, ليخلق تصادمًا بين الشر والشر بافتعال الأزمة بشكل ذكي, ليقلب النهاية وتكون نهاية سلبية يحكمها موت الشر على يد الشر (القاتل والمقتول) لينطلق الخير من سجنه..
خاتمة :
في النهاية, أبارك للأديب عبد الجبار الحمدي هذا الإصدار الرؤائي القيم, ومؤكد أنني لم أحط بكل جوانبه الإبداعية, لأن العمل الإبداعي مفتوح على التأويل والتناول النقدي غير المحدود, فأعتذر عن تقصيري, متمنية له التوفيق والنجاح في مسيرته الإبداعية في كل الأجناس الأدبية, وأن يبقى ثريًا في عطائه الفكري والأدبي.
#دعبيرخالديحيي مرسين 2022-06 -10
المصادر
1. برنار فاليت: الرواية مدخل إلى المناهج والتقنيات المعاصرة للتحليل الأدبي, ترجمة عبد الحميد بورايو , دار الحكمة للنشر, الجزائر 2002م, ص 19
2. ميلان كونديرا: فن الرواية , ترجمة بدر الدين عرودكي , إفريقيا الشرق للنشر, الدار البيضاء 2001م, ص 32-
3. أحمد أبو مطر : الرواية والحرب, المؤسسة العربية للنشر, ط2, بيروت 1994م, ص 129-
4. جون كابرياس: محاولة في تصنيف الرواية, العرب والفكر العلمي 1991م ص56
5. محمد برادة : موقع باختين في مجال نظرية الرواية, مقدمة كتاب الخطاب الروائي لميخائيل باختين, دار الأمان, 1987م, ص7-
6. محمد برادة : أسئلة الرواية أسئلة النقد, دار الافاق, 1989م, ص34-
7. ميلان كونديرا : فن الرواية , ص88-
8. حنا عبود: من تاريخ الرواية , منشورات اتحاد الكتاب العرب والفكر العالمي, 1991م, ص56-
9. محسن جاسم الموسوي: الرواية العربية, النشأة والتحول, منشورات دار الآداب, ط2, بيروت 1998م, ص16-
10. المرجع نفسه, ص34
11. أحمد سيد محمد: الرواية الإنسانية وتأثيرها عند الروائيين العرب, ص23-
12. الذرائعية في التطبيق – طبعة مزيدة منقحة – تأليف عبد الرزاق عوده الغالبي, تطبيق عبير خالد, دار النابغة للنشر والتوزيع , طنطا, ط2 منقحة, 2018, ص 156
13. د. الطيب بوشيبة : أثر الرواية الغربية في الرواية العربية – دراسة مقارنة- جامعة أحمد بن بلة, وهران الجزائر – مقال في العدد 19- 2019 مجلة حوليات التراث
14. الذرائعية والتحليل النقدي العلمي- تأليف عبد الرزاق عوده الغالبي – مطبعة الرفاه – بغداد- ط1-2022 , ISBN:978-9922-9364-8-2 ص175
15. الذرائعية في التطبيق – تأليف عبد الرزاق عودة الغالبي – تطبيق د.عبير خالد يحيي- دارشعلة الإبداع- القاهرة –ط1- 2017
16. الذرائعية والعقل – تأليف عبد الرزاق عودة الغالبي –الدراسات التطبيقية د. عبير خالد يحيي – منشورات اتحاد أدباء العراق 2021- بغداد – المكتبة الوطنية ط1,
, ISBN:978-9922-666-15-0 ص245
17. الذرائعية والعقل- ص 19
18. الذرائعية بين المفهوم الفلسفي واللغوي, تأليف / عبد الرزاق عودة الغالبي , تطبيق / د. عبير خالد – دار النابغة للنشر والتوزيع طنطا – ط1 , 2019 ترقيم دولي 8-169-799-977-978
19. رواية /قيود للأبد /– أيفن الطبلاوي – الطبعة العربية – دار الفؤاد للنشر والتوزيع – القاهرة -2019-ط1 - ردمك 9789776534704
20. رواية / مدينة الحظ/ عبد الجبار الحمدي- منشورات أحمد المالكي – بغداد ط1 - 2021
#عبير_خالد_يحيي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟