محمد عبد الرحيم طالبي
كاتب
(Mohammed Talbi)
الحوار المتمدن-العدد: 7310 - 2022 / 7 / 15 - 15:08
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
لا يجب تعليم وتلقين الأطفال العقائد الدينية في المدارس مثلما يحصل في الدول العربية، التي يتم تدريسهم فيها مادة التربية الإسلامية وهذه المسؤولية تقع على عاتق الدولة باعتبار أن الدولة لا دين لها وهي وحدها المسؤولة وحدها عن حماية المواطنين من كل ما من شأنه ان يزرع في عقولهم إيديولوجيات وأفكار لم يختاروها بمخص إرادتهم ستلازمهم طوال حياتهم، وقد تحدد مصير حياتهم، باعتبار أن مرحلة الطفولة تلعب دور كبير في تحديد البنية العقدية والفكرية للإنسان، والأسباب التالية تتثبت ما ذكرناه سابقا:
أولا: لأنه لا توجد حقيقة مطلقة بخصوص المعتقدات الدينية، وبالتالي فليس من حقنا ترسيخ معتقدات دينية معينة في عقول أطفالنا، لأن تلك المعتقدات قد تكون باطلة مادام الإنسان لا يستطيع الوصول إلى الحقيقة المطلقة في هذا المجال.
ثانيا: لأن الإنسان (الفرد) هو وحده من سيتحمل مسؤولية أفعاله في حالة ٱمن بالدين الخطأ، وبالتالي فيجب أن نترك الحرية التامة للناس منذ نعومة أظفارهم على اختيار الدين الحق، وذلك عن طريق تنمية الحس النقدي من أجل أن يكونوا مستقلين في أحكامهم وقناعاتهم، نقترح في هذا الصدد تدريس مادة مقارنة الأديان.
ثالثا: سيفقد الإيمان الديني معناه إذا ٱمن الإنسان بدين معين لأنه فقط تربى في حضن ثقافة مجتمع يسود فيها ذلك المعتقد الديني، وبهذا المعنى فإن إيمانه مبني على التقليد، وهذا يتنافى تماما مع مفهوم الإيمان الديني الذي يقوم على حرية الإرادة التي تقتضي بالضرورة أن يكون للمرء على الأقل هامش من الحرية يسمح له باختيار دين معين أو رفضه.
رابعا: لأن تدريس دين معين في المدارس يساهم في نشر الخرافات والأساطير في المجتمع، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى التفكير العقلاني في مثل هذا المجتمع، والواقع الثقافي للمجتمعات البشرية خير دليل على صحة هذا الكلام.
#محمد_عبد_الرحيم_طالبي (هاشتاغ)
Mohammed_Talbi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟