أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - تحويل الوجهة من قيس سعيّد إلى أنس جابر














المزيد.....


تحويل الوجهة من قيس سعيّد إلى أنس جابر


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7309 - 2022 / 7 / 14 - 22:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


قد يغيب عن أذهان البعض ما للرياضة والسياسة من صلة متينة وقد يستمر عدد من الرياضيين في الدفاع عن حيادهم فهم/ن ينشطون بعيدا عن السياسة ولكن التجارب التاريخية تثبت مدى توظيف عدد من السياسيين والأنظمة للإنجازات الرياضية في الدعاية السياسية والحرب الباردة (هتلر، Emmanuel Macronماكرون الولايات المتحدة الأمريكية،...) وما للرياضة من دور في تعزيز الحس الوطني والقومي وما للقرارات السياسية والصراعات والحروب من انعكاسات على مستوى الألعاب الاولمبية وغيرها.
وانطلاقا من هذه التجارب يمكن رصد الدور الذي نهضت به أيقونة تونس «أنس جابر» في تحويل بؤرة التحديق ووجهة النقاش(من بناء صورة الرئيس إلى صورة أنس جابر البطلة، من نسخة الدستور المعدل إلى انتصار تونسية، من الأحداث السريالية إلى الحدث الجوهري والدخول في التاريخ، ومن مركزية الذات إلى مركزية الوطن...) وتبيّن مدى تأثير أيقونة تونس «أنس جابر» في التونسيين/ات في مثل هذا السياق الذي تعيشه البلاد.

فبالرغم من تأزم الأوضاع واستشراء الشعور بالإحباط والخذلان واليأس فإنّ قصّة نجاح هذه البطلة منحت التونسيين/ات على اختلاف انتماءاتهم السياسية والجهوية وأعمارهم وطبقاتهم و... بصيصا من الأمل واستطاعت أن توحّد بينهم وتحرّك مشاعرهم في سياق لم يكن فيه رئيس الجمهورية حريصا على تجميع التونسيين وراء مشروع واضح يلبّي حاجاتهم وتطلعاتهم، ولم يكن قادرا على التقاط اللحظة التاريخية التي وفّرتها أنس جابر لبعث رسائل طمأنة إلى التونسيات/ين.

لقد سمحت التغطية الإعلامية العالمية لمسار أنس جابر خلال هذه السنة بتبيّن الخصال التي تتميّز بها هذه التونسية المنحدرة من عائلة متوسطة والمفتقرة إلى الإمكانيات الضخمة التي تسمح لها بأن تخوض كلّ المباريات بأريحية مطلقة. كما أنّ هذه التغطية لفتت الانتباه إلى منظومة القيم الفردية والاجتماعية والكونية التي تعبّر عنها هذه البطلة المثقّفة والمتقنة لبلاغة التواصل. فكلّ تدخّل إعلامي هو بمثابة درس في الديبوماسية التونسية/العربية ودرس في النضال النسائي والكفاح الذي تخوضه الأجيال الجديدة، وكلّ عناق واحتواء هو درس في كيفية بناء علاقة زوجية سويّة تشاركية قائمة على الحبّ والتعاضد لا الهيمنة والتسلّط.
أنس جابر مثّلت باقتدار أنموذج المرأة المتوازنة المفتخرة بهويتها التونسية/العربية/المسلمة (رفضها حمل قارورة الخمر، التهنئة بعيد الأضحى...) الواعية بدور الخطاب والسلوك والصورة في صناعة الرأي العام وتغيير التمثلات الخاصّة بالعرب/المسلمين والنساء المنتميات إلى «العالم الثالث» اللواتي ينتظرن الغرب ليمكنّهن ويخلّصهن من القمع والتخلّف... وهي أيضا المرأة المدركة لسلطة الرياضة باعتبارها قوّة ناعمة « soft power» ، والواعية بموقعها وسلطتها التأثيرية: فهي المرأة القدوة التي بإمكانها أن تغيّر تصوّرات الشابّات والشبّان وقناعاتهم. فبين الحرقة والهجرة المنظّمة والجهادية والإدمان والتغريب... هناك إمكانات أخرى ومسارات مختلفة يمكن أن يختارها الفرد وأن يعوّل على ثقته في نفسه وعمله وجهده وتضحياته وإصراره... ليحقّق ذاته.

أنس جابر سياسيّة بامتياز لها حسّ وطني ووعي بالتحوّلات التي يمرّ بها المجتمع وحاجات التونسيين/ات ولذا استطاعت باقتدار أن تعيد لنا الأمل في بناء تونس الغد بسواعد بناتها وأبنائها وبإمكانيات متواضعة، وأن تثبت لنا أنّ باستطاعة رياضة التنس التي يُنظر إليها على أنّها نخبوية، أن تتحوّل إلى رياضة تلهب المشاعر وتعمّم الأمل وتحقّق السعادة، وتلقّن درسا في النضال ورسم السياسات المستقبلية.

وفي الوقت الذي خفت فيه العمل الجادّ على التمسّك بالمساواة والعدالة الجندرية وتكافؤ الفرص والتناصف الأفقي والعمودي والتزام الدولة بدعم الحقوق والحريات والعمل على تطويرها وترسيخها أكثر فأكثر تُطلّ علينا أنس جابر لتثبت أنّ قصص النجاح الفردي قادرة على التحفيز والـتأثير والتغيير...وفي الوقت الذي توارت فيه الإرادة السياسية ولم تراهن فيه الحكومة على مرافقة هذه البطلة مرافقة تليق بمقامها وبالدور الديبلوماسي الذي يمكن أن يضطلع به أبطال الرياضة تثبت لنا أنس جابر أنّه بالعزيمة والإصرار والتمسّك بالحلم والتضحية يتحقّق المراد.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة أولى لنصّ الدستورالمقترح/ المفروض على التونسيين/ات
- التونسيون/ات و«المسؤولية الاجتماعية»
- قراءة في المسار الجديد للهجرة اللانظامية
- الشعبوية وحقوق الشّابات والنساء
- كيف يخاطب المجتمع المدني السلطة؟
- لا أستطيع أن أتنفّس I can’t breath
- ما وراء خطاب الحماية
- خفوت النشاطية وانحسار دور المجتمع المدني
- تعميم الفقر ومأسسة الجهل ...
- «أهل الهشاشة» بين التناول الدرامي والتعاطي الإعلامي
- مجلس الشعب: الغائب الحاضر في حياة التونسيين
- موت السياسية
- المهمّشات: بين أنظمة الاضطهاد والهيمنة وواجب المقاومة
- تحية إكبار «لشباب/ات تونس» في أوكرانيا
- في علاقة الدولة بالمجتمع المدني
- الهامش يتحرّك
- لا ثقة بعد اليوم في القانون
- نساء الحكومة المحجوبات والصامتات
- لقاء احتفالي أم تصفية للحسابات ؟
- الاستشارة الإلكترونية؟


المزيد.....




- بطراز أوروبي.. ما قصة القصور المهجورة بهذه البلدة في الهند؟ ...
- هرب باستخدام معقم يدين وورق.. رواية صادمة لرجل -حبسته- زوجة ...
- بعد فورة صراخ.. اقتياد رجل عرّف عن نفسه بأنه من المحاربين ال ...
- الكرملين: بوتين أرسل عبر ويتكوف معلومات وإشارات إضافية إلى ت ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- سوريا بين تاريخيْن 2011-2025: من الاحتجاجات إلى التحولات الك ...
- -فاينانشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي يناقش مجددا تجريد هنغاري ...
- -نبي الكوارث- يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المرعبة خل ...
- مصر.. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان ويحدث جدلا في البلاد ...
- بيان مشترك للصين وروسيا وإيران يؤكد على الدبلوماسية والحوار ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - تحويل الوجهة من قيس سعيّد إلى أنس جابر