محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ
(Mohamed Wagdy)
الحوار المتمدن-العدد: 7309 - 2022 / 7 / 14 - 11:10
المحور:
سيرة ذاتية
تنبئك بما كان
وبما يكون
وما لم يكن
لو كان كيف يكون
كيف لا !!!
وفي أزقتها عبق الراحلين العظام الذين تواترت الأخبار بارتقائهم علو الدرجات، وتخلقهم بأجل السمات .
فقد عاشوا وماتوا وجبينهم ناصع، وهاماتهم مرفوعة صوب السحاب .
طــنــطـا .
مرتع طفولتي التي حملت الحُسْنَيَيْن، وفي جنباتها حبوت حبوي الأول مستكشفاً العالم حولي فاغراً فاهي اندهاشاً باحثاً عمن يفك طلسمه لي فأجد تارةً كف أبي تربت على كتفي .
او بسمة أمي تنير لي حيرتي أو حضن جدتي الذي كان يرد ريبي يقيناً، ويحيل قلقي طمأنينة وأمناً، وتبدل ضيق خيالي الطفولي برحب حكمتها المسنة .
طــنــطـا .
اصطفاءٌ ما بعده اصطفاء .
حيث " سعد الدين " في السادسة صباحاً نظيف هادئ إلا من صوت مذياع يبث برامج الصباح التي لا تتغير، وقهوة " أبو رقبة " التي تكون مكنوسة مهيئة للزبائن مرشوشة ب"نشارة الخشب "، و" بُسْبُس " يبتسم كالعادة، وهو نصف مستيقظ، ونصف مخمور، ورائحة " السبرتو " ما تزال تفوح من فمه قليلاً .
وها هو جدي " قدري " يجلس في صدر محل جزارته يغلف وجهه بعبوسه التقليدي الذي يخفي خلفه طيبةً عجز العالم أن يأتي بمثلها، ولو كان بعض الإنس لبعضهم ظهيراً - تلك العبوسة التي لم يستطع كسرها أحدٌ إلا أنا -
فيفرج فمه عن ضحكة مجلجة
سرعان ما يتدارك نفسه فيحاول إخفاءها
ولكن لات حين مناص .
#محمد_وجدي (هاشتاغ)
Mohamed_Wagdy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟