أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - الغرانيق القصص الزائفة














المزيد.....


الغرانيق القصص الزائفة


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7309 - 2022 / 7 / 14 - 08:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


 
الغرانيق :  جمع  غرنوق أو غرنق   ، قال أبن الأنباري  في تعريفه  :   -  هو  ذكر  طيور  الماء  الناصعة  البياض   -  ،  ومن صفات هذه  الطيور  إنها  تحلق   عالياً   في جو السماء   ،  ولعلوها  وتحليقها  في جو  السماء   ،   شبهت الأعراب أصنامهم  بالغرانيق   علوا  وقدرة ومكانة ومنزلة     ،  وقصة الغرانيق   كغيرها  من القصص  المزيفة  دخلت  كتب  المسلمين  في  التاريخ  وفي  التفاسير  وأثرت  بهما  ،   وأصل  الحكاية  هذه  الحكاية الزائفة   عند  الطبري وأشباهه   من المحدثين   هي  :    -   إن  النبي  صلى   بالمسلمين  ذات  مرة  وكان  يقرأ   بعضا  من  النجم   من  قوله تعالى :  (  أفرئيتم  اللات والعزى ،  ومناة  الثالثة  الأخرى  ، ألكم  الذكر وله  الأنثى  ..)  ،  ثم  سهى  النبي  فجأة   وقال  من حيث لا يدري  :  (  تلك  الغرانيق العُلى ، وإن شفاعتهن لترتجى    )  ،  فسجد القوم كلهم أجمعين   ثم هللو  وتنادوا   لعلو شأن  آلهتهم    ،  وإن الله قد أظهر الحق بكلماته  فيهن    ،   قال الطبري  :    -  ولما سمع  المشركون  ذلك  ،  فرحوا   واطمأنوا وسجدوا مع النبي  -   ،   وقد  أعتبر البعض   من الوضاعين  ذلك  تفسيرا   لقوله تعالى  : (  وما أرسلنا من قبلك   من رسول  ولا نبي إلاَّ  إذا  تمنى ألقى الشيطان في أمنيته  ..)  الحج  52  ،   مع أن هذا النص  من حيث البناء  والتشكيل  وزمن النزول   مختلف ومغاير  لسورة النجم  وما فيها   ،   وما قيل  في ذلك  من  بعض  المفسرين  فخرط  قتاد  لا ينظر ولا يعتد به   ،  إذ إن دعوى  قولهم  أن ألقى الشيطان  قد ألقى  على لسان النبي   مقولة  -  تلك  الغرانيق  .. –  دعوى باطلة بإمتياز   ،  ثم  أن القول بان  النبي  حزن  وأشتد  وأغتم قول فاسد  وله اهداف معينة  خبيثة   ، ولم يكن النص 52 من  سورة  الحج  بمثابة  التسلية   للنبي  على ما قام به من فعل  مخالف للوحي وللكتاب المجيد    ، ولو أردنا   التعرف على  معنى   -  تمنى  -  الواردة  في سياق النص 52  من الحج  ،  لقلنا  إن هذا  اللفظ  مختلف فيه  وفي معناه   عند   العرب  ،   فثمة   من قال  :  هو لفظ صحيح الإشتقاق   من  الفعل الرباعي   -  تمنى   -  ،   الدال   على  الرغبة  في الحصول  على  شيء ما   ،  وهذا المعنى ينسجم  من طبيعة وروح النبوة والرسالة   وماكان يُراد  منها  في النشر والإبلاغ    ،  ولم يكن هذا النص حكراً على النبي محمد  بل هو  سلوك  نفسي من قبل كل الانبياء والرسل ورغبتهم  في ان تصل دعوتهم للجميع  ،  وفي المقابل هناك حركة ضد  من قبل الافراد او الجماعات  التي  تعتبر حركة النبوة والرسالة اضرار بمصالحها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى الثقافية ،  وهي لذلك تعتبر هذه الرغبة من الرسل والانبياء بمثابة الحرب المباشرة ،  ولذلك سمى الوحي هذا  الفعل من قبل المناوئيين  للنبوة والرسالة بأمنية الشيطان ورغبته في الصد عن سبيل الحق والدعوة إلى الصراط ، ولا علاقة لهذا النص بمفهوم هيمنة الشيطان وجنوده على النبي أو الرسول وفيما يرغبان ويريدان ،  ولذلك نجد إن الوحي قدم نتيجة منطقية لطبيعة الصراع ، حينما قال : -  فينسخ الله ما يلقي الشيطان -  أي إن دعوة وفعل الجماعات والأفراد المناوئيين لحركة النبوة والرسالة لن تصمد  بحكم طبيعتها اللامنطقية وفعلها الشرير الذي تعم بلوآه الجميع ،  وبدليل قوله : - إن كيد الشيطان كان ضعيفا  -  ،  وبناءا على هذا لا يجب إعتبار هذا التهافت التاريخي حجة على كتاب الله ووحيه ، لأننا نعلم إن الله حين يكلف النبي أو الرسول في أداء هذه المهمة فهو يعلم حيث يجعل رسالته ، ناهيك  عن أن مفهوم الإصطفاء الذي لم يأت من عبث أو أختيار فوضوي إنما يقوم على الأهلية الدائمة المترسخة بهذا المصطفى وبقدرته على تحمل أعباء الرسالة والنبوة في مختلف الظروف والأوقات  ،



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستقبل المجهول
- رمضان كريم
- غزوة اوكرانيا
- سعد الدين الهلالي و التخريف
- العرب في الميزان
- سمير جعجع و الفنتة
- بيان حول أحداث مجزرة الناصرية
- الماسونية ... الحلقة الثانية
- الماسونية
- العنصرية
- كورونا ... والعراق
- نظرة محايدة لدعاء كميل
- مصطفى الكاظمي في ميزان العقل
- الدجال
- نظرة في الأصولية
- إنهيار الحُلم الأمريكي
- الانتظار في زمن الكورونا
- سجن الحوت في الناصرية
- تحذير هام
- في صراع الهوية


المزيد.....




- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - الغرانيق القصص الزائفة