أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شمدين شمدين - في رمضان..هل يصوم المتشددون عن العنف














المزيد.....

في رمضان..هل يصوم المتشددون عن العنف


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 1680 - 2006 / 9 / 21 - 09:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هاهو رمضان يهل علينا من جديد ، والأمة الإسلامية تعيش واقعا مراً ، يغلب عليه العنف والتطرف ، واقع بات فيه المؤمن يشك في إيمانه والمسلم في عقيدته ، فالمسلم الذي عرف دينه على أساس التسامح والمحبة ، بات يجد نفسه أمام أفكار وأطروحات كانت تشكل له إلى الأمس القريب غلواً وتطرفا ،أما اليوم فالمسألة تغيرت فالإيمان أصبح مرهونا بمفهوم جهادي تسعى البعض من الجماعات إلى فرضه على عموم الأمة ، وتسعى في الوقت نفسه إلى تصوير المسلم وكأنه ضحية لكل هذا العالم الحاقد على الدين والعقيدة الإسلامية ، هذا العالم الذي يسعى جاهدا إلى القضاء على الموروث الحضاري العريق للأمة الإسلامية ، ويهدف حسب زعم هذه الجماعات إلى تفتيت الأمة وسلب مقدراتها وما حرب العراق وأفغانستان والسودان ولبنان إلا مقدمات لهذا التوجه العدائي للغرب تجاه الأمة الإسلامية ،وكأن العالم الإسلامي كان وحدة واحدة قبل هذا التاريخ ، قلب الواحد على الأخر ، وهم الواحد هم للآخر ، مال الواحد للآخر ، ووجع الواحد وجع لكل الأمة ، هذا ما دعا إليه الله ورسوله وهذا هو بالضبط معنى الإسلام ،فلا يؤمن المرء حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، ولكن الواقع اليوم غير هذا ، فالأخ ضائع بين مخالب جماعات تبيح القتل بحجة الدين ، وبين أنياب حكومات تفتك بمواطنيها بحجة الدين والوطنية.
العالم الإسلامي يستعد اليوم لاستقبال ضيف كريم ، ضيف يحرم في حضوره سفك الدماء والاعتداء على الأعراض ، وهو شهر حرام يصوم فيه المرء عن الطعام والشراب وذلك بهدف الإحساس بألم الفقراء والجائعين ، إلا إن غاية هذا الشهر وحكمة فرضه لا تكتمل بهذا فقط ، فالصوم يعني الامتناع عن إثارة الفتن بين المسلمين وبينهم وبين العالم الآخر كما تفعل بعض الفضائيات العربية ، الصوم يعني الامتناع عن استهداف الأطفال والنساء وقطع الرؤوس وتفخيخ الأجساد ، يعني العمل على بث المحبة بين عموم الناس والإحساس بآلامهم من فقدان الأمن في العراق وفلسطين والسودان ، الصوم يعني إن الله تعالى يأمرنا نحن المسلمين من حكومات وجماعات مسلحة وأحزاب تمتهن الدين كعنوان للفوز بمكاسب مادية وسياسية ، أن نتنازل قليلا عن كبريائنا وغرورنا ونحترم جسد الإنسان ومشاعره وروحه التي هي غاية هذه الحياة ومبدؤها ، علينا جميعا اخذ استراحة من القتل والفساد والقمع ومصادرة حرية الإنسان في الاختيار والتفكير والتأمل في خلق الله ،فهل تعطونا أيها الناطقون باسم الله فرصة للتأمل والراحة من عناء أخبار الموت والشعارات الزائفة ، امنحونا قسطا من القيلولة في رمضان ، دعونا ننسى قليلا لغة التحارب والعراك ، لغة التخوين والتكفير والتهديد والوعيد ، ولنعش سوية أخوة في رمضان بعيدين عن البكاء والألم ، وهذا هو بالذات هدف الإسلام وغايته ، أخوة إيمان وأخوة طريق ،طريق التسامح والعفو عند المقدرة ومد يد العون إلى الآخر بغض النظر عن دينه ، طائفته ، عرقه ، لونه ، جنسه ، وأفكاره فالإنسان هو أكرم وأعظم خلق الله ، وقد وهبه الله العقل الذي به تستقيم الأمور ويتضح الصواب من الخطأ ، وهذا العقل يقول إن الحياة فانية وان الآخرة باقية ، وان الذي يقتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا ،واليوم الناس تنتظر رمضان كي تستريح قليلا من صوت المدافع والرصاص ، فهل يشملهم رمضان بكرمه وعطفه ويتوقف كل هذا العنف ولو لشهر واحد ؟ أمنية نتركها وديعة لدى أصحاب الشأن وندعو الله أن يملأ قلوبهم بالعطف والحنان على هذا الواقع المر الذي نعيشه كمسلمين أولا وأخيراً .



#شمدين_شمدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق جديد ....راية جديدة
- وين الملايين
- برسم نائبة الرئيس
- يومَ تتآلف القلوب
- كل يغني على ليلاه
- عهد الرفاق
- فضائيات**نص كم
- قُتِل الزرقاوي....فماذا بعد؟
- الوطنية والاصطفاء السلطوي
- حوار من خلف المتاريس
- علام الرحيل
- ( الجزيرة تروج ل( وطن في السماء)
- عقلية احتكار الراي
- (كوميديا سوداء(عن فيلم كوندر وتختور
- اشكالية الوعي في الشرق الأوسط
- تركية وايران والحسابات الخاطئة
- صراع الديكة
- عراة
- في ذكرى سقوط الصنم..هل تستحق الحرية كل هذا الكم من الدماء
- بحثاً عن الحرية


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شمدين شمدين - في رمضان..هل يصوم المتشددون عن العنف