أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - من جعل الحراك الكوردي أداة رخيصة - 2/2















المزيد.....


من جعل الحراك الكوردي أداة رخيصة - 2/2


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7307 - 2022 / 7 / 12 - 23:42
المحور: القضية الكردية
    


لا بد من الاقتناع بأنه للكورد وحدهم الحق في معاتبة حراكهم، ومعارضة إداراتهم، وإن حق النقد والنقد الحاد يجب أن يكون مصانا، بل حتى إعادة تركيبة المجلس الوطني الكوردي، إلى ألـ ب ي د أو تف دم، إلى الأحزاب التابعة لهما، والتي تدير الإدارة الذاتية، أو حثها على تطوير ذاتها، وتغيير سلوكها ومعاملتها مع الشعب والمعارضة الكوردية.
بدون التشخيص، ليس فقط من البعد الوطني، بل ومن العمق السياسي، لا يمكن معالجة الواقع المتهالك، وبدون التركيز على المنوهة إليه، لا يمكن حصر الخلافات بين الطرفين، اللذين أغرقا كلية الحراك في الضحالة، وجعلوها أداة سهلة الاستخدام للقوى الإقليمية والدولية.
من المعروف أن مجموعات الأنكسي جزء من حراك كوردستاني له تاريخ عريق، ونضال طويل، وتجارب حزبية يمكن الاستفادة منه، لكن دون التدخل، وتعديل منهجيته، وتنقيته لا يمكن إنقاذه وإعادته إلى الدرب الصحيح.
والثاني، بينت على أنها سلطة شمولية، دكتاتورية في الفعل ديمقراطية في النظرية بالنسبة للشعب الكوردي دون الأخرين، فبدون تعديلات جذرية في المنهجية والقيادة احتمالات الفشل أعلى بكثير من النجاح.
ورغم أنهما لا يمثلان إلا جزء من الشارع الكوردي، لكنهما ولأسباب وعلى خلفية مصالح دولية، يحكمون ويفرضون على الكورد حصراً، ويعرضون على أنهم يمثلون الشعب الكوردي، وهو ما أدى إلى حدوث الكوارث للكورد في منطقتهم وعلى الساحة الدولية.
الإشكاليات تتدرج ما بين ضحالة وعي القيادة والمنهجية الخاطئة، إلى عداء مستفحل مبني جله على خلفية إملاءات خارجية، أو مصالح حزبية وخلافات شخصية، الجدلية ذاتها لدى الطرفين، حتى ولو كانت على مستويات مختلفة، ربما على خلفية قدراتهما وإمكانياتهما، فكما هو معروف التبعية موجودة على السياق ذاته، حتى ولو كانت تختلف حسب المفاهيم.
طرف محاط بحصانة قومية، كالديمقراطي الكوردستاني وغيرها من الأحزاب، والآخر يتغطى بالأممية الديمقراطية الطوباوية، لكنهما يفضلان منهجية الأوطان الافتراضية على الوطن الكوردستاني، وهو ما أدى بهما إلى عدم الرسوخ على مطلب كوردي ثابت، كالنظام الفيدرالي. واستخدما منطق إلغاء البعض على سويات متشابهة، حتى ولو كانت الأولى بطرق سلمية، لكن معظم كتابهم وإعلامهم وحزبييهم لا يقلون تهجما عن كتاب وإعلام الآخر الذي أضاف العنف بكل أنواعه إلى الأساليب الأخرى.
والمعضلة هنا، لم يكتفوا بحصر التناقض والتضارب، ضمن حلقات المجتمع الكوردستاني، بل عرضوا الحصانة الكوردية إلى الإذلال، وتناسوا، إن ما يحق للحراك الكوردي كالنقد والتحدث عن قضايا وآلام الشعب وحقوقه، لا يحق لتركيا، ولا لإيران، ولا للنظام، ولا للمعارضة السورية، وهذا ما كان يتوجب عليهما التمسك به كدستور.
ورغم أن الطلب من الأعداء بعدم التدخل في الشؤون الداخلية سذاجة سياسية، إلا أن تنبيه الداخل الكوردي، لفرض حصر الخلافات ضمن حلقات المجتمع الكوردستاني ضرورة قومية ووطنية، دونها سيكون من السهل فرض التبعية على حراكه، وهذه لن يتم بدون وعي وإدراك للظروف والعلاقات السياسية ومخططات القوى الإقليمية. فالأمن القومي وقادم الأمة لا بد وأن تصان، وإلا فإن حظوظ النجاح ستكون معدومة.
فكما نعلم، طوال التاريخ القومي، ساحات كوردستان كانت عرضة للانتهاكات، ساد عليها الأعداء، واليوم أساليب قيادة الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكوردي، وجهالة بعض قياديهم، ومنهجيتهما الشاذة، وتفرد الأولى بالسلطة، وأخطائها الإدارية، سهلت أكثر للأعداء بالتهويل والترويج على أن الحراك الكوردي، وليس قوى الإدارة الذاتية فقط، لا يمثل الشعب؛ والدعاية ليست لإنقاذه بل ليعرضوا ذاتهم عرابيه، علما أن الحكم في عمقه تهمة تشمل المجتمع المحتضن للحراك أي الشعب ذاته، فالعالم، وخاصة المتربصون، يدركون أن حراكه رغم كل كوارثه، وضحالته السياسية، نابع منه، وممثليه من أبناءه، وبالتالي سمعتهم تنعكس على سمعة الشعب، ومحاولات الفصل بينهما، لا تخرج من إطار تصريحات سياسية خبيثة لبلوغ الغاية، فكما نعلم شعب بلا حراك من السهل قيادته وتسييره، ولا يعني هذا أن الشعب عليه أن يقبل بمثل هذه القيادات غير الواعية والذي أغرقه في المصائب دون إدراك، وبأحزاب على هذه السوية الكارثية.
البديل
لا شك مقابل هذه الواجهة القاتمة، بدأت تتشكل شريحة واعية بالإمكان القول أنها بداية حركة تنويرية، وهي مجموعات من الحراك الثقافي، أو لنقل الثقافي-السياسي، تشخص الواقع بدراية وحكمة، وتدرك الأخطاء وتبعاتها وتبحث فيها وتحللها، لكنها لا تزال عاجزة عن إيجاد الحلول أو البدائل. من الأهمية هنا التمييز بينها وبين مجموعات أخرى تتحدث عن الكوارث وتحلل خطورة الاحتمالات المستقبلية، لكنها تسير في مستنقع الحراك الحزبي ذاته، أي عمليا لا تزال جزء من منهجيته، فمعرفة الخطأ دون التركيز على البحث عن البديل المناسب لإنقاذ الأمة، تفاقم من التيه.
والغريب أن منطق عدمية تحقيق الفيدراليات، ولا نقول تحرير الوطن الكوردستاني، بدأ يترسخ في الفترة الأخيرة بين شريحة من الطرفين الحزبيين، فبدأوا يعرضون مفاهيم جديدة كالمواطنة، والعودة إلى مطلب الحقوق الثقافية على منهجية الأمة الديمقراطية، وغيرها من الجزئيات، والإشكاليات الثانوية ضمن الأوطان الافتراضية على حساب القضية القومية، وبها يساهمون في تقزيم ليس فقط الحراك، بل والقضية الكوردستانية.
لا شك، التنظيمات، والمجموعات التي بلغت مرحلة من الإدراك والوعي لا تقل عن الأنظمة المحتلة لكوردستان سوية، قادرة على توعية المجتمع، بل وتقديم قيادة مناسبة، تحلل وتبين مكامن الأوبئة، وتقود الشعب والحراك بشكل منطقي، لكنها لا تزال تواجه الحرس القديم من ضمن الحراك لا تقل عن محاربة الأعداء لهم، لذلك فهي عاجزة حتى اللحظة عن الإتيان بالبديل، وتظل دورها كحركة تنويرية دون المستوى، أمام الدمار الجاري.
لابد من التكاتف، إما لتوعية الشريحة المهيمنة على الشارع الكوردي والتي تقاد معظمها من الخارج، أو إقناعها بترك الساحة، أو إن كان بالإمكان عزلها، وهذا من أفضل الحلول رغم شبه استحالته في هذه المرحلة، وإن نجحت ستعني الانتقال إلى مرحلة مواجهة الأعداء بمنهجيات عصرية، وإيجاد الحلول المنطقية للخلافات الداخلية، وكسب القدرة على تعرية مخططات الأعداء، وإمكانية خلق هيئات دبلوماسية تمثل الشعب الكوردي، وإقناع الدول المعنية بسوريا، وعلى رأسها أمريكا وروسيا على أن قادم سوريا سيستمر على هذا النحو الكارثي، بدون فيدرالية كوردستانية بجغرافيتها الكاملة.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
8/7/2022م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من جعل الحراك الكوردي أداة رخيصة 1/2
- كيف نحن الكورد نعالج قضايانا
- هل مصالح الناتو تفرض عليها معاداة القضية الكوردية؟
- غربي كوردستان حاضر مؤلم ومستقبل غامض
- هل تأجل أم ألغي الاجتياح التركي لغربي كوردستان
- هل ستتراجع تركيا عن اجتياح غربي كوردستان - الجزء الثاني
- هل ستتراجع تركيا عن اجتياح غربي كوردستان - الجزء الأول
- مواقف قادة االعالم الإسلامي من القضية الكوردية
- هل ستوحد تركيا جزأي كوردستان - 2/2
- هل ستوحد تركيا غرب وشمال كوردستان- 1/2
- المشروع الأردوغاني لتغيير ديمغرافية غربي كوردستان - الجزء ال ...
- أغرب حدثين في هذا الإسبوع
- المشروع الأردوغاني لتغيير ديمغرافية غربي كوردستان - الجزء ال ...
- من قتل شيرين نصري أنطوان
- عودة الكاتب عباس عباس إلى الوطن
- المشروع الأردوغاني لتغيير ديمغرافية غربي كوردستان - الجزء ال ...
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الخامس
- المشروع الأردوغاني حول التغيير الديمغرافي لغربي كوردستان - ا ...
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الرابع
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الثالث


المزيد.....




- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - من جعل الحراك الكوردي أداة رخيصة - 2/2