أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد محمد جوشن - فن القصة القصيرة - فؤاد قنديل - 2














المزيد.....

فن القصة القصيرة - فؤاد قنديل - 2


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 7307 - 2022 / 7 / 12 - 19:38
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


خصائص القصة القصيرة

ساهمت الاف القصص القصيرة التى أبدعها كبار الكتاب على مدى قرن ونصف قرن منذ جوجول ( 1809- 1852) فى تحديد الخصائص الأساسية للقصة القصيرة.

الخصائص – غير العناصر – التى هى الاجزاء التى تتكون منها القصة من شخصيات واحداث وبناء ولغة ... إلخ

لكن العناصر لابد ان تشترك فى تشكيل الخصائص المميزة للقصة

واهم الخصائص ثلاثة :-

أولا الوحدة

الوحدة اهم خصائص القصة القصيرة على الاطلاق وقد اهتدى اليها الكتاب مبكرين ، والح عليها إدجار الان بو ، والتزمها بحذق ، تشيكوف وموباسان ، وهذه الخصيصة هى مبدأ جوهرى من مبادىء الصياغة الفنية للقصة القصيرة ،

لا يلتزم بها الكاتب مع السطور الاولى من قصته فقط ، بل إنها تبد أمنذ بزوغ الفكرة فى خاطره ، أى عندما يتوقف أمام لقطة إنسانية معينة ، إ انها تمثل قالبا ومنهجا للتفكير فى ملامح القصة وبنائها ولا يبدأ الالتفات اليها عندعند بدء كتابة القصة أو أثنائها .

ومبدأ الوحدة ، يعنى ان كل شىء واحد فهى تشتمل على فكرة واحدة وتتضمن حدثا واحدا ، وشخصية رئيسية واحدة ، ولها هدف واحد ، وتخلص الى نهاية منطقية واحدة .

وتستخدم فى الاغلب تقنية واحدة ، وتخلف لدى المتلقى أثرا أو انطباعا واحدا .

ويسكبها الكاتب على الورق فى طرحة واحدة ، ويطالعها القارىء فى جلسة واحدة .

وهذا يعنى ان اكاتب عليه ان يوجه نيرانه الإبداعية صوب هدف واحد .

ولا يسمح لاى فكرة تغاير فكرته او عبارة اعجبته مهما كانت بوعى أو بدون وعى ان تزج فى قصته .

ان كوب من اللبن يعنى كوب من اللبن ولا يتقبله احد وفيه قرن فلفل او قطعة لحم مهما كانا مفيدين .

ثانيا التكثيف

لأن الهدف واحد والوسيلة واحدة ، فلابد من التوجه مباشرة نحوهما مع أول كلمة فى القصة ، والتكثيف الشديد مطلوب لتحقيق اعلى قدر من النجاح للقصة القصيرة .

إن عملية التكثيف تشبه بالضبط حبة الدواء التى صنعها العلماء من عدة مواد طبيعية وصناعية وصبوا فيها كل ما يمكن صبه من قوة ضاربة لتسقط على الميكروب ، فتدفعه خارج الجسم أو تضربه ضربة قوية تمهيدا لقتله ، إنها مواد كثيرة، لكن الحرفة

الصناعية كثفتها وركزتها فى هذا الحجم الصغير .

القصة القصيرة رصاصة ، كما كان يقول يوسف إدريس ، والحجر لا يصيب هدفه كالرصاصة ، وليست كذلك الكره .

يضغط بيده التى احتشدت لها كل مشاعره وخلجات نفسه .... فتنطلق الرصاصة التى تصيب الهدف .

لقد وهبت قصة " نظرة " ليوسف إدريس ما لم تهبه بعض الرويات لاصحابها .

ثالثا الدراما

يقصد بالدراما فى القصة القصيرة خلق الإحساس بالحيوية والديناميكية والحرارة ، حتى لو لم يكن هناك صراع خارجى ، ولم تكن هناك غير شخصية واحدة .

يجب أن تثير القصة فى القارىء منذ أول كلمة شهوته للاستطلاع ومعرفة ما يجرى وأن يترقب ويتلهف لمطالعة السطور التالية على امل اكتشاف جديد هذا العالم القصصى .

التشويق هو الاسلوب الفنى الذى يصهر كل عناصر القصة فى نسق جمالى مبهر ، كالبداية الساخنة والشخصية الحية ، والمونولوج .

الصراع الداخلى ، المفاجأة المقبولة والمنطقية ..... وضع موقف عادى فى ضوء جديد يدعو للدهشة والعجب ، التعبير عن أعماق الشخصية وهى فى مأزق .. المفارقات الإنسانية والطريفة والحس الفكه .

إننى أستطيع أن أقول لكل كتاب القصة وناشئة الأدب ... ما لم يكن هناك تشويق ودرامية فى النص .. فلا تدهش إذا إذا لم تحظ القصة باهتمام الكتاب والقراء , وبعضهم مهما بلغ حبه للقصة لن يكملها ، مع أنها ربما لا تتجاوز ثلاث صفحات

إن القارى العربى العام ـ لا أقصد المثقف ، عاشق للقراءة ـ يبدأ فى قراءة سطوره الأولى ، فإذا وجد ما يجذبه ويستدرجه مضى إلى السطور التالية وما بعدها حتى يكتشف أنه بلغ النهاية ، فيرضى عنك وعن نفسه ،

وتتسلل إليه مشاعر غامضة من الأمل ، أما إذا لم يعثر على بغيته فإنه يلقى بكل شىء ويزداد مللا على ملل .

وأحسب أنى لا أبالغ إذا قلت إن تقدم الأدب عامة يرتبط بهذه الخصيصة بالذات لأنها ليست فقط مبدأ هاما من مبادىء الإبداع الاْدبى ، ولكن لأنها تلائم غاية الملائمة جمهرة القراء العرب ،

الذين يتميزون بحس درامى فطرى ، وفى الوقت ذاته يعوز أغلبهم

السعى الحثيث وراء الثقافة والمثابرة على تحصيلها .

وعلينا نحن الكتاب ألا ننسى أن القارى مشدود إلى الوسائل الثقافية المتعددة التى تحيطه بالإعلام والإعلان والضجيج ، وتجذبه حتى من لقمة عيشه وواجباته الأجتماعية ... ويعنى ذلك أن الكتاب ومن بينهم كتاب القصة مطالبون بالتجديد والتلوين ووالتشويق

وتفجير الحيوية فى النصوص حتى لا تكون مجرد سطور قاتمة ومملة .

إننى إذن لا أتصور أن تكون هناك قصة جيدة بدون دراما ، وعذرا لاستخدام هذه اللفظة الاجنبية ، ولكنها لم تعد كذلك ، فضلا عن دلالتها وشهرتها ،

كما أننى أتصور أن يكون هناك كاتب قصة يحتسب بين المقتدرين فى كتابة القصة وليس لديه إحساس درامى .

والى العنوان الجديد

إلى من يتوجه كاتب القصة

فى المقال القادم








.



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- # مصر ـ الرقمية ـ بتسلم عليك
- فن القصة القصيرة - فؤاد قنديل - 1
- غريب فى بلاد الرافدين (قصة قصيرة )
- الكارنيه ( قصة قصيرة )
- طلق نارى ( قصة قصيرة )
- حديث نفس
- سفالة متبادلة ( قصة قصيرة )
- موت أبى الجميل
- كوبرى فى الصالة
- من يمهله القدر ؟
- الجمال وحده لايكفى
- صاحب بابا
- لا حاجة إلى عالم لا مكان فيه لروسيا ( بوتين )
- فتاة الثوانى
- تأملات عرضية
- وفاة غير حقيقية
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة التاسعة والأربعون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الثامنة والأربعون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة السابعة والأربعون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة السادسة والأربعون


المزيد.....




- -قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ ...
- سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء ...
- -سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد ...
- برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات ...
- بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول ...
- مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
- بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
- -ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد محمد جوشن - فن القصة القصيرة - فؤاد قنديل - 2