|
انهم يقتلون الجياد المحالة إلى التقاعد
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7305 - 2022 / 7 / 10 - 21:04
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
تعزى القيمة الأدبية لرواية الكاتب الأمريكي (هوراس ماكوي)، التي كتبها عام 1935 وكانت تحمل عنوان: انهم يقتلون الجياد، أليس كذلك ؟، (They shoot horses. Don’t they)، إلى أنها ظلت تشكل علامة فارقة في المعاملة اللاإنسانية، وكأنها تتكرر في كل زمان ومكان، وقد تحولت عام 1969 الى فيلم سينمائي من تمثيل: جين فوندا. واخراج: سيدني بولاك. حيث لم يتوقف قتل الخيول والجياد في الجبهات والساحات والمواجهات البطولية على الرغم من اصالتها واداءها الفريد في ميادين الفروسية. . والجياد هنا ليست فقط الخيول، إنما ترمز إلى البشر أيضاً، خصوصاً عندما تقرأ كتاب رئيس هيئة التقاعد الوطنية المرقم بالعدد 258 في 11 / 4 / 2022. الذي اختزل فيه منح الحقوق بمن تتوفر لديهم التوقيفات التقاعدية، وبالتالي فأن عدم تسديد تلك التوقيفات يمنع ترويج معاملات الذين احيلوا قسرا إلى التقاعد، فتبخرت حقوقهم بتبخر التوقيفات التقاعدية التي ليس لهم فيها أي ذنب، وليست من واجباتهم ولا من اختصاصاتهم، إنما من واجبات الوزارات والهيئات والمديريات التي أفنوا أعمارهم في خدمتها. وهكذا وجدوا انفسهم في مواجهة سكرات الموت غصة بعد غصة، وهذا هو مصير الجياد الأصيلة التي خاضت اشرس المعارك والحروب، وتحملت الويلات والمصاعب، وتجرعت الصبر والقهر تحت وطأة التقلبات السياسية المهلكة، ثم جاءت قرارات البرلمان لتقضي بحذف ثلاث سنوات من أعمارهم الوظيفية ظلماً وعدواناً، لكي يواجهوا الحياة بجيوب فارغة. بلا رواتب، وبلا معاش، وبلا ذخيرة، وبلا مكافئات مالية. . إنهم يقتلون الجياد في العراق بصرف النظر عن جمالها وأصالتها وكفاءتها، وبهذه العبارة نختتم مقالتنا بين التظلم والحزن والمرارة، لنضع بين أيديكم ملخصاً لمصير المتقاعدين المحرومين من أبسط استحقاقاتهم الوظيفية، والذين اضطهدتهم مؤسساتنا الحكومية من دون أدنى اعتبارات لإنسانيتهم، ومن دون أي اهتمام لظروفهم المعيشية الصعبة. . في الرواية التي كتبها (هوراس ماكوي) قبل 78 عاماً إدانة واضحة للإجراءات التعسفية التي تسببت بمعاناة المتقاعدين وآلامهم. فالرواية تسلط الأضواء على فشل النظم الإدارية، وما تفرضه الهيئات الفاشلة من سياقات بليدة لا تعترف بحقوق المواطن، ولا تعبء بالقيم البشرية والأخلاقية والسياسية. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اخلاق الأفاعي
-
وقود جديد للطائرات في 2025
-
كتاب: حرب بلا قواعد
-
الأمن البحري: بين هرمز وباب المندب
-
متى تعطلت موانئ شط العرب ؟
-
سيّاف أموي في الألفية الثالثة
-
نماذج كارتونية في السيرك السياسي
-
سفهاء وليسوا فقهاء
-
لمن يعود النفط المهرب ؟
-
فقراء فوق أرض زاخرة بالثراء
-
الرحمة فوق قانون التقاعد
-
هل صرنا حقلاً للعواصف المغناطيسية ؟
-
غواصة نووية مثيرة للرعب
-
رواية: رجل يدعى أوفا
-
بين الوقفين
-
ملائكة تطير بثلاثة أجنحة
-
سفن تائهة في عرض البحر
-
عشّاق الأكاذيب والأخبار المزيفة
-
طريق بثمانية ممرات فقط
-
ما هي اهداف التنمية السبعة عشر ؟
المزيد.....
-
السجن 11 عاما لسيناتور أمريكي سابق لتلقيه رشاوى من رجال أعما
...
-
مبعوث ترامب: على مصر والأردن تقديم بديل لرفض استقبال الفلسطي
...
-
المقاومة الفلسطينية وأسطورة ترامب
-
هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
-
علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
-
ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
-
برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي
...
-
رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف
...
-
مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم
...
-
منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|