سرياليات
يكتبها من بغداد -
حفل التاريخ السياسي العراقي بالكثير من الفنتازيا والنكات الساخرة والمؤلمة بنفس الوقت، واعتمد اسلوب اللامباشرة في صياغتها، على طريقة (اياك اعني واسمعي يا جارة) نظرا لجور وظلم الحكام.
ومن هذه الحكايات قصة (ابو محمد الدفان)، ذلك الرجل الذي يدفن الموتى، لكنه كان يمارس عادة سيئة جدا بعد اتمام الدفن وذهاب المشيعين كل إلى بيته حيث يهم بحفر القبر وسرقة الكفن من الميت، حتى شعر به الاهالي، ولندرة الدفانين تغاضى الناس عنه داعين ربهم بان يرزقهم بدفان اكثر امانة من هذا التاجر.. واستبشر الناس خيرا بموت الدفان وحل محله ابنه، ولسوء حظ الميتين الذين ابتلوا بنابشي القبور، ان ابن الدفان الجديد لم يكتف بسرقة الكفن فقط بل يمثل بالجثة بعد سرقة كفنها، مما دعا اهالي المنطقة إلى الترحم على ابو محمد الدفان.
وهكذا مثل هذه الحكايات سطرها العراقيون قاصدين بها حكامهم مترحمين على السلف وراجين الله ان يخلصهم من الخلف.. لكن يبدو هذه المرة ان خلف صدام ومهما تفنن لن يستطيع ان يصل إلى مهارة سلفة في القتل والتعذيب، رغم ان ا الاهالي قد استعدوا لمثل هذه الحالة حيث انهم قد خزنوا في ذاكرتهم العديد من هذه الامثال والحكايات الجديدة ما لم تسمع ولم تكتب. لكني استطيع ان ارشح من بين هذا الكم الكبير بيت لاحد الشعراء العرب يقول فيه:
مات في الحي كلب واسترحنا من عواه
خلف الملعون جروا فاق بالنبح اباه
فيا ايه القادم الجديد ارحمنا وارحم نفسك.