أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - المؤسسات الاهلية وتراجع بنية العراق السياسية















المزيد.....

المؤسسات الاهلية وتراجع بنية العراق السياسية


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 7304 - 2022 / 7 / 9 - 10:12
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


- تركت المؤسسات الاهلية اثار جسيمة على تطور بنية العراق الاجتماعية وما رافقها من تغيرات فعلية تمثلت باستبدال قوانين الدولة بأعراف المؤسسات الاهلية وتحويل الصراعات الاجتماعية في التشكيلة العراقية الى نزاعات عشائرية.
ان تأثير المؤسسات الاهلية -السياسية الاجتماعية – تباينت على بناء دولة العراق الوطنية وصياغة تشكيلتها الاجتماعية.
انطلاقا من ذلك نسعى الى متابعة تلك التبدلات وتحديد تأثيراتها على تراجع الكفاح الوطني الديمقراطي وفق المحاور التالية-
أولا- نشوء الدولة العراقية وتشكيلتها الاجتماعية.
ثانيا- المؤسسات الاهلية والنظم الجمهورية.
ثالثاً-- انهيار الدكتاتورية وبناء المحاصصة الطائفية.
تماشيا والرؤى المثارة نعمد الى دراسة مضامينها بكثافة بالغة.
أولا- نشوء الدولة العراقية وتطور تشكيلتها الاجتماعية.
بات معروفا ان الدولة الوطنية العراقية نشأت بإرادة خارجية مترابطة ومصالح الرأسمال البريطاني الوافد الهادفة الى ترسيخ بنية ادارية – اقتصادية خادمة لتطور الرأسمال الكمبرادوري الوافد.
- تلازما مع نشوء الدولة العراقية ظهرت طلائع الطبقة العاملة العراقية في الموانئ والسكك الحديدة وشركات النفط الوطنية.
- بسبب روحها الوطنية تميزت الطبقة العاملة العراقية بنزعتها السياسية المناهضة للهيمنة الأجنبية.
- مناهضة الطبقة العاملة العراقية للكولونيالية السياسية ترابطت ورؤى أيديولوجية اعتمدها حزبها السياسي في كيفية الوصول الى سلطة الدولة السياسية وبناء دولة العدالة الاجتماعية.
- من جانبها عملت الهيمنة الكولونيالية على صياغة تشكيلة اجتماعية عراقية تتناسب وصيانة مصالحها الاستعمارية عبر خلق طبقة اجتماعية موالية للرأسمال البريطاني بعد ان وزعت أراض الدولة على شيوخ العشائر وما نتج عن ذلك من نشوء طبقة اقطاعية مهيمنة في العلاقات الاجتماعية العراقية.
- تميزت تشكيلة العراق الطبقية بعد الاحتلال البريطاني للعراق بنشأتها الخارجية ممثلة بالنشأت الخارجية للطبقة العاملة التي ظهرت بفعل مصالح الشركات النفطية والطبقة الاقطاعية التي تحولت من طبقة الوجاهة العشائرية الى طبقة اقطاعية مالكة لثروات وأراضي العشيرة.
- التحول الاجتماعي السياسي ترافق وتعزز طبقة التجار التي أمست ركيزة سياسية اجتماعية للهيمنة الاستعمارية.
ثانيا- المؤسسات الاهلية والنظم الجمهورية.
- أدى انتصار ثورة 14 تموز الى انهيار الهيمنة البريطانية على العراق واستبدال قوانينها الاستعمارية بقوانين وطنية أحدثت تغيرات سياسية - اجتماعية في العراق أفضت الى تغيرات في تشكيلة العراق الاجتماعية وفكرها السياسي حيت تطورت -
- البرجوازية الصغيرة ممثلة بشبكة قادة المؤسسة العسكرية والكوادر العاملة في اجهزة الدولة الإدارية وما نتج عنها من تشكل تحالف سياسي بين كوادر أجهزة الدولة الادارية وبين شبكة الضباط في قيادة سلطة الدولة العراقية.
- انتشار فكر الوطنية -الديمقراطية لدى الطبقة العاملة وحزبها السياسي فضلا عن تنامي الوطنية العراقية لدى الأحزاب السياسية الأخرى.
-اندلاع الصراعات السياسية بين التيارات الوطنية بسبب هيمنة الفكر الايديولوجي على كفاح القوى الوطنية المتصارعة.
- الشعارات والاهداف التي كافحت الحركة الوطنية التحررية العراقية تحقيقها اتسمت بصبغة ايديولوجية تجسد بشعار الوحدة العربية الفورية رغم اختلاف البنى الفكرية – الطبقية لتشكيلات الدول العربية.
- تغليب الجانب الأيديولوجي في الصراع السياسي لم يقتصر على القوى القومية وشعارها بناء دولة الوحدة العربية، بل شمل قوى اليسار الاشتراكي التي كانت تسعى الى بناء دولة الطبقة العاملة بغض النظر عن مستوى تطور طبقاتها الاجتماعية والقوى السياسية الفاعلة فيها.
- ان الصراعات السياسية حول شعارات أيديولوجية لم تكن ذات ضرورة وطنية الامر الذي أدى الى وقوف القوى المتضررة من إجراءات ثورة تموز الوطنية وراء التكتل القومي وشعاراته المثالية.
--أدت النزاعات الايديولوجية بين الأحزاب السياسية العراقية الى تكريس الدكتاتورية العسكرية في السلطة الوطنية وتمكن قادتها العسكريين من التحكم بنزاعات الاحزاب السياسية بهدف اضعاف الحركة الوطنية في حياة البلاد السياسية.
- التغيرات الكبرى في الصراعات الوطنية اتسعت بعد استلام حزب البعث للسلطة السياسية اذ شكلت طموحاته السياسية الهادفة الى تحقيق شعار دولة عربية واحدة بما يتناسب ورؤيته الأيديولوجية.
- ان تراجع الرؤى الاستراتيجية البعثية على الصعيد القومي أدت الى انكفائه للحفاظ على سلطته السياسية في العراق معتمدا على تأجيج النزعات الطائفية حيث استطاع تحجيم الجوار الايراني والحد من طموحاته الطائفية بالوصول الى السلطة السياسية.
ثالثاً-- انهيار الدكتاتورية والمحاصصة الطائفية.
- سنوات الديكتاتورية وحروبها الطائفية الخارجية – الداخلية أدت الى كثرة من التبدلات أبرزها --
- افضى استمرار الحرب الطائفية العراقية - الإيرانية الى تحفيز الطائفة الشيعية للعمل السياسي الهادف الى تعزيز سيادتها السياسية فضلا عن هيمنتها الفقهية وشعائرها الطائفية.
- تفكك قطاع الدولة الاقتصادي وتحويله الى القطاع الخاص وتنامي الشرائح البيروقراطية.
- تزايد اعتماد الدولة العراقية على القطاع النفطي وتحويلها الى دولة ريعية.
-تحالف الكوادر الإدارية والعسكرية الحاكمة وتشكيل طبقة كمبورادورية - بيروقراطية جديدة.
- التبدلات السياسية - الاجتماعية وانتشار الفكر الطائفي في تشكيلة العراق الاجتماعية افضت الى تحول سلطة الدولة السياسية الى سلطة إرهابية واسقاطها من قبل قوى الاحتلال الأمريكي.
- اسقاط الديكتاتورية البعثية بمساعدة خارجية افضى الى انتصار طائفي شيعي مساند من الجوار الطائفي وقوى الاحتلال الأمريكي وما نتج عنهما من تحويل النزاعات الاجتماعية الى نزاعات طائفية.
ان تقاسم أجهزة الدولة السياسية بين المذاهب والقوميات باتت خطرا على تطور الدولة العراقية يتمثل ب --
أولاً- تحول النزاعات الطبقية الى نزاعات طائفية وما يسفر عنه من صراعات أهلية طائفية.
ثانياً- انتقال نزاعات التشكيلة الاجتماعية من نزاعات بين مصالح القوى الطبقية الى نزاعات بين تيارات الطوائف السياسية.
ثالثاً- تفضي التغيرات المشار اليها الى تراجع بنية العراق السياسية وحبس تطورها بالمصالح الطائفية.
رابعاً- تنامي ميول الديكتاتورية عبر انتشار الاضطهاد السياسي والطائفي ضد القوى الوطنية العراقية.
خامساً -- تقود النزاعات الطائفية الى حروب أهلية وتعمل على أدامة الهيمنة الخارجية.
ان الموضوعات المثارة تفضي الى عرقلة بناء الدولة الديمقراطي وتفضي الى تدمير بنيتها السياسية – الاجتماعية .



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية المعولمة وقوانين التبعية والتهميش
- العلاقات الدولية وتناقضات بنيتها الوطنية
- وحدانية التطور الرأسمالي وحزب اليسار الاشتراكي
- التيار الديمقراطي وإعادة بناء الدولة الوطنية
- وحدانية التطور الرأسمالي والتناقضات الدولية
- فصائل اليسار الأممية والتدخلات الدولية
- وحدانية التطور الرأسمالي والتحالفات الدولية
- التدخل الروسي في أوكرانيا ودوافعه الدولية
- التوسع الرأسمالي وفعالية اليمين المتطرف
- الوطنية والاممية في فكر اليسار الاشتراكي
- وحدانية التطور الرأسمالي وأبنيته العسكرية
- المؤسسة العسكرية والفصائل المسلحة
- الدولة العراقية وتراجع بنيتها السياسية
- النزعة الوطنية ومضامينها الطبقية
- وحدانية التطور الرأسمالي وتناقضات بنيته الدولية
- الدولة الفدرالية ووحدة اليسار الاشتراكي
- التحالفات الوطنية ودور اليسار الديمقراطي
- التوسع الرأسمالي وتطور نزعته العسكرية
- الدول العربية وتحالف قوى اليسار الديمقراطي
- السلطة السياسية وشرعياتها الوطنية


المزيد.....




- رسالة جديدة من أوجلان إلى -شعبنا الذي استجاب للنداء-
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 31 مارس 2025
- حزب التقدم والاشتراكية ينعي الرفيق علي كرزازي
- في ذكرى المنسيِّ من 23 مارس: المنظمة الثورية
- محكمة فرنسية تدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في قضية ا ...
- القضاء الفرنسي يدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان باختلاس ...
- م.م.ن.ص// في ذكرى يوم الأرض: المقاومة وجرح الكون النابض
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ضي ...
- في ذكرى يوم الأرض: شعب يستشهد محتضنا أرضه لن يُهزم
- مسيرات بإسبانيا تضامنا مع فلسطين بذكرى يوم الأرض


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - المؤسسات الاهلية وتراجع بنية العراق السياسية