ماذا يعني حضور وزير الثقافة العراقي لمؤتمر اعلامي ؟

توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية
(Tawfiktemimy)

الحوار المتمدن-العدد: 1680 - 2006 / 9 / 21 - 02:18
المحور: الصحافة والاعلام
    

وزير الثقافة العراقي حضر الاسبوع الماضي مؤتمرا للاعلاميين العرب في جدة.
ما هي الصفة التي حضر بها لهذا المؤتمر، ممثلا رسميا عن الثقافة ام الاعلام؟
الايدرك اصحاب الدعوة من الاخوة السعوديين بان زمن الزواج اللاشرعي بين الثقافة والاعلام في عراقنا الجديد .قد انتهى لغير رجعة وإذا اصر (العرب)على تجاهل المتغيرات في الوضع العراقي الجديد فلا اعتقد أن السيد وزير الثقافة لايعرف بان انفصال الثقافة عن الاعلام هو احد ابرز اضاءات المرحلة الجديدة عقب سقوط الدكتاتوريةعلى قلتها وان هناك محاولات جادة ومخلصة لتاصيل القيم الجديدة قيم المجتمع المدني والتعددية في حقول الثقافة والاعلام اسوة بالعالم الديمقراطي الذي لايتحكم في ثقافته وقنواته الاعلامية اي نوع من انواع السلطات رسمية كانت اوحزبية او ايديولوجية.
انا مازلت اجهل الاسباب التي دعت وزير الثقافة العراقي لمؤتمر اعلامي كما اجهل الملابسات المرافقة لهذه الدعوة ولكني متيقن من حقيقة واحدة ..انه لورفض وزير الثقافة العراقي هذه الدعوة وردها لاصحابها وقال لهم (انها جاءته سهوا لان الثقافة العراقية الجديدة ووزارتها لاعلاقة لها مطلقا بالاعلام وقنواته المتعددة وان مهمتها الجديدة تتلخص بخلق مناخات ثقافية تعكس التنوع الديني والقومي للعراقيين والسعي لاحياء قيم وثقافة المجتمع المدني الغائبة بقهر الحكومات الدكتاتورية المتعاقبة كان من الممكن ايصال كل هذه الحقائق (رغم مراراتها بالنسبة لأخوتنا العرب)فيما لو لم يحضر وزيرنالهذا المؤتمر.
لان الاقتران اللاشرعي بين الثقافة والاعلام مازال يشكل واحدا من ابرز مظاهر الاستبداد العربي ومنظومته الثقافية ومازالت الثقافة في هذه المنظومات البالية لاتشيرإلا لانساق الدعاية والتعبئة والتغطية على جرائم الحكومات وانتهاكاتها لحقوق شعوبهاوالاعلام وهو(رسمي في اغلب الاحوال ) هو الوسيلة المتاحة لتمرير هذه الثقافة التي يحاول النظام الجديد في العراق الخروج منها .
لااعتقد ان وزير الثقافة لايعلم بوجود هيئة شبه رسمية وهي (هيئة الاعلام والاتصالات )وان هناك شبكة الاعلام العراقي وهي مؤسسات اعلامية لاتملك اية سطوة رقابية او وصاية ايديولوجية على القنوات الاعلامية العراقية كما لاتعبر اصلا عن اراء ووجهات النظر الحكومية هذه الهيئة والشبكة هما احرى بحضور مثل هذه المؤتمرات الاعلامية ليكون مجرد حضورهما وهما لاتحملان صفة (الوزارة )استفزازا للمؤتمرين لاعادة النظر بالعلاقة اللاشرعية ما بين الاعلام والثقافة في اغلب الانظمة العربية بخلاف ما يحصل في العالم المتمدن ومن هنا فان الاعلام على ضوء المفاهيم الديمقراطية وقيم الحداثة ليس بحاجة لوزير يمثله ولوحصل ذلك لادركت الحكومات العربية وشعوبها التي تستكثر على العراقيين تجربتهم الدستورية والديمقراطية بان زمناً جديداً قد بدأ لاعلامنا الذي انطلق ويواصل انطلاقه برغم واقع الفوضى والتدميروضبابية الاحوال وهو يتفاخربحريته وتعدد منابره وعدم
وجود رقابة رسمية مزمنة عليه كما ان زمنا جديدا قد بدأ لثقافتنا العراقية ايضا.

#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات