|
الأناركي بين ايلزيه ريكلو و رينزو نوفاتوري
مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 7302 - 2022 / 7 / 7 - 07:38
المحور:
سيرة ذاتية
الأناركي لايلزيه ريكلو
الأناركي بالتعريف ، هو إنسان حر ، إنسان بلا سيد . الأفكار التي يعتنقها هي أفكاره بالفعل ، توصل إليها بفكره الخاص . إرادته التي تصدر عن فهمه الخاص للأشياء ، تتركز حول هدف محدد بوضوح ، و أفعاله هي نتيجة مباشرة لنواياه و مقاصده الخاصة . بينما يردد البعض كلمات غيرهم بصوفية و ايمان راسخ لا يتزعزع ، أو أنهم يرددون ما اعتاد الآخرون على ترديده و اعتادوا على سماعه ، محولين بذلك أفكارهم و وجودهم لتتوافق مع الفكرة ( السائدة ) عما يفترض أنه الفرد القوي أو المدرك الخ ، أو لتتوافق مع ما هو أسوأ حتى ، مع تذبذبات الحشود الدائمة ، يقف وحده كإنسان ، واع فقط بقيمته في وجه كل الكائنات التي بلا شخصية أو قوة او إرادة أو ثبات ، و التي لا تجرؤ على أن تعيش حياتها كما تريد . لكن هذا الأناركي الذي حرر نفسه أخلاقيًا من هيمنة الآخرين و الذي لم يتعود قط على أي قمع أو اضطهاد مادي أو جسدي يريد من يطمحون أن يكونوا مضطهدوه لأن يفرضوها عليه ، فإنه لن يكون سيد نفسه ما لم يحررها أيضًا من نوازعها غير العقلانية . عليه أن يعرف نفسه ، يحررها من نزواته ، من دوافعها العنيفة . من بقاياها الحيوانية ما قبل التاريخية ، لا ليقتل غرائزه ، بل ليجعلها في تناغم مع مجمل سلوكه . متحررًا من ( هيمنة ) الآخرين ، عليه أيضًا أن يتحرر من نفسه لكي يرى بوضوح أين عليه أن يبحث عن الحقيقة ليجدها ، و كيف يمكنه أن يقود نفسه لبناء حركة لا يمكنه الاقتراب منها ما لم يقل كل ما يعنيه و يريده بالفعل . إذا عرف الأناركي نفسه ، فإنه بالنتيجة سوف يعرف بيئته المحيطة ، بناسها و أشيائها . الملاحظة و التجربة ستوضحان له أن فهمه الثابت للحياة و إرادته المعتزة بذاتها ستبقى عاجزة ما لم يربطها بفهم الآخرين و إراداتهم . وحده يمكن أن يسحق بسهولة ، لكن ليصبح قويًا عليه أن يجمع قوته إلى قوة الآخرين ليشكلوا مجتمعًا يقوم على اتحاد كامل ، حقيقي ، لأن الجميع سيرتبطون برابط الأفكار و التعاطف و النوايا الطيبة . في هذا المجتمع الجديد سيكون كل الرفاق متساوين ، يمنحون بعضهم البعض نفس الاحترام و نفس التعبير عن التضامن . من الآن فصاعدًا ، الجميع إخوة ، إذا تحولت الألف ثورة معزولة إلى تمرد جماعي ، سيقودنا هذا عاجلًا أم آجلًا إلى المجتمع الجديد ، القائم على التناغم و الانسجام
نقلًا عن
https://theanarchistlibrary.org/library/elisee-reclus-the-anarchist
زهور برية لرينزو نوفاتوري
الأناركي هو الشخص الوحيد الذي بعد بحث طويل و مضني و يائس ، استعاد ذاته و وضعها ، بزهو و افتخار ، "على حدود المجتمع" ( على هامشه ) ، منكرًا على أي كان الحق في أن يحاكمها أو يحكم عليها . الإنسان الذي لا يستطيع أن يعترف بشموخ أفعاله ، أن يكون وحده الحاكم على نفسه و أفعاله ، قد يمكن الاعتقاد أن أناركي لكنه ليس كذلك . إن قوة إرادة و عزيمة روح الارتفاع بالذات و فرادتها و فردانيتها ( كيلا نخلط بين هذا و بين القوة ) هي فقط الخطوات الأولى على سلم طويل طويل إذا أراد المرء أن يتجاوز حتى نفسه ، ليضعها فوق جميع الأشياء . فقط الذي يعرف كيف يفتح بالعنف المتهور كل الأبواب الصدئة التي تغلق بيت الكذبة الكبرى حيث يجتمع كل لصوص الأنا الفجرة ( الله ، الدولة ، المجتمعات ، الإنسانية ) لكي يستعيدوا من الأيدي اللزجة و الجشعة المزينة بالذهب المزيف لحب التقوى و الكياسة ، للحيوانات المفترسة الخبيثة ، و كنزها الأغلى ، ذاك الذي يرى نفسه سيدًا و رجلًا ، فقط يمكن أن نسميه أناركيا . الأناركي أكثر من مجرد كونه الثائر الأعظم على وجه الأرض ، يمتلك أيضًا ميزة أنه ملك * ، ملك نفسه ، افهم ! من يعتقد أن المسيح هو علامة و رمز يجب على الإنسان أن يسير خلفه لكي ( يعيد ) خلق الحياة بشكل تحرري ، لا يمكنه أن يكون اشتراكيًا و لا النفي المسيحي للأناركية . عندما قبل سقراط ، الذي كان على الرغم من كل شيء ، متفوقًا بدون أدنى شك على أولئك الذين حكموا عليه ( بالموت ) ، عندما قبل أن يتناول السم الذي أجبروه على ابتلاعه ، كان قد إرتكب عملًا شنيعًا من الجبن و "التفاني" ، تدينه الأناركية بدون أية رحمة أو تردد …
King *
نقلًا عن https://theanarchistlibrary.org/library/renzo-novatore-wild-flowers
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدولة - ليو تولستوي
-
الثورة الاجتماعية لميخائيل باكونين
-
هراء ايديولوجي عن الله و البشر و العالم
-
الإله الذي خلقناه
-
حوار مع سعيد العليمي عن فلسطين و اليهود
-
قالوا في الرقص
-
لماذا نكتب
-
الأبوكاليبوس
-
الخونة
-
الاقتصاد السياسي للصراع الطبقي في بلاد الربيع العربي
-
قالوا
-
الأمل الذي لا يموت ، الحلم بسجون نكون نحن جلادوها
-
الإخوة على الحدود البيلاروسية البولندية
-
ذكريات من سوريا -الحرة-
-
ادوار سعيد ، المعارضة السورية ، تقديس التخلف و السلطة و شيطن
...
-
نبوءات باكونين لنعوم تشومسكي
-
حلوا عن رب العلمانية
-
انتقام التاريخ و الايديولوجيا : تلامذة ادوار سعيد يتقمصون رو
...
-
هراء الهوية
-
بلا دماء ، ليصنع كل منكم دولة و فرجونا
المزيد.....
-
في تركيا.. ماذا يُخبّئ هذا -الوادي المخفي- بين أحضانه؟
-
جورج كلوني منزعج من تارانتينو بعد أن شكك بنجوميته
-
فيديو جديد يظهر تحرك القوات الأوكرانية داخل روسيا مع تقدم تو
...
-
الخارجية الروسية: نظام كييف الإجرامي يأمر بإطلاق النار على ا
...
-
تدريبات بالذخيرة الحية للقوات الأميركية والكورية الجنوبية لت
...
-
كيف يمكن أن تساعد -ممرات الهواء البارد- على خفض حرارة المدن؟
...
-
-البحر يغلي- ـ درجات حرارة قياسية في المتوسط للسنة الثانية
-
سموتريتش يعلن إقامة مستوطنة جديدة جنوب القدس ويتعهد بمواصلة
...
-
المخابرات الأوكرانية تعلن عن سرقة أموال مخصصة لتطوير حماية ا
...
-
مصر.. تعديلات مفاجئة على عدد مواد الثانوية العامة
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|