أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صباح بشير - اللعب على أوتار القيم!














المزيد.....

اللعب على أوتار القيم!


صباح بشير
أديبة وناقدة

(Sabah Basheer)


الحوار المتمدن-العدد: 7301 - 2022 / 7 / 6 - 03:57
المحور: المجتمع المدني
    



توفر تكنولوجيا الاتصال الكثير من المزايا والفرص لطرح القضايا الاجتماعية والفكرية والثقافية المعاصرة، فهي تعد الدائرة المعرفية الأولى لتبادل شتى المعلومات العلمية والاخبار، خصوصا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، التي بدورها تجمع النخب، وتسهل تواصل المجتمعات الإنسانية.
في السنوات الاخيرة، بدأت التعددية الثقافية تقلب المفاهيم والمعتقدات السائدة في مجتمعاتنا المحافظة، مما شكل تحدياً سافرا أمام بعض المُسَلّمات، أحيانا بإعادة صياغتها لتتناسب مع المفاهيم الجديدة التي بدأت بالانتشار، وأحيانا أخرى برفضها ونبذها، خلقت منصات التواصل الاجتماعي نوعًا مختلفا من النقاش، فغدت أداة قوية مؤثرة على الرأي العام، وعلى منظومة القيم الخاصة بمجتمعاتنا، وعلى ذلك الخطاب الثقافي السائد فيها.
في ظل مئات القنوات الفضائية العربية، والمنصات الإعلامية الجديدة التي تقدم شتى أنواع البرامج، وجدت الدعوة الى الديّن مكانًا حيويًا وموضوعا رئيسيا فيها، فتلك القنوات التي تعمل على بث البرامج الدينية بشكل مستمر ومتواصل، ساهمت في انتشار الأفكار الدينية والآراء المتطرفة بين الناس.
جميعنا يعلم مدى تأثير هذه الوسائل في بلورة وتشكيل الرأي العام، ودعم الأفكار والقضايا أو المواقف، بقبولها أو برفضها، كل ذلك أدى إلى تحول كبير في تغيير قناعات المجتمع تجاه الكثير من القضايا.
تمتع مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بحرية التعبير وإيصال الأفكار، غدت هذه المنصات منبرًا خصبا للجماعات المتطرفة التي تطمح لنشر أفكارها واستقطاب الشباب عن طريق غسل أدمغتهم بمعلوماتها! لقد أثرت فعليا على تشكيل الوعي لدى الجيل الشاب وسلوكياته الدينية، خصوصا في المناطق التقليدية المحافظة، فأصبحت هذه الوسائل الاعلامية، المنصة الاولى لنشر الأفكار السلفية والفتاوى الدينية، تثير الضجة وردود الأفعال المتباينة.
من المفارقات أننا بتنا نشاهد حسابات باسم علماء الدين المتوفين، أنشأها أتباعهم الدينيون والفكريون، وذلك للوصول إلى أدمغة وعقول الأجيال الشابة!
لم يقتصر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على رجال الدين، بل يلتزم الكثيرون بنشر تغريداتهم الدينية المتنوعة، من الأحاديث والفتاوى وغيرها، خصوصا خلال شهر رمضان ومواسم الحج والاعياد والمناسبات الدينية المختلفة، حيث يتم تحميل الصور ومقاطع الفيديو التي تقدم لنا إحساسًا بالروحانية الافتراضية!
لقد غيرت هذه الظاهرة طريقة الدعوة الى الدين، وذلك بإتاحتها الفرصة للشباب للتفاعل مع بعضهم البعض بطرق حديثة، فبعد أن كانت مجتمعاتنا العربية مفصولة جغرافيا، كُسِرَت الحواجز وتمكن الجميع حول العالم، خصوصا أولئك الذين يعيشون في الغرب، من التواصل الديني، فقد أتيحت لهم الفرصة للمناقشة والتداول في الممارسات الدينية والطقوس والفتاوى وغيرها، مما أدى إلى تعزيز ظاهرة التدين عالميا، مع اعتقاد هؤلاء الناس بأن هذه المنصات الاجتماعية الرقمية، قد تمهد الطريق لكسب التضامن العالمي للدين، من خلال نسج الروابط بين أفراد المجتمع الإسلامي في جميع أنحاء العالم.
تمثل الرقمنة المستمرة للإسلام أو أسلمة العالم الرقمي تحديًا للدين الإسلامي في القرن الحادي والعشرين، حيث تقاوم المجتمعات المنغلقة تأثير العديد من المواقع الثقافية والفكرية، وكذلك الانفتاح المستمر والحداثة، وبعودة صعود الإسلام، غدت السلطة الدينية مجالًا هاما متنازعًا عليه، لذا تآزَرت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، في اكتساب واستعادة مكانة الدين في حياتنا الاجتماعية المعاصرة، من خلال اللعب على أوتار القيم، تلك التي تساعدنا على النمو والتطور إن كانت سليمة ومتوازنة، وتحمل أبعادا إنسانية سامية، لكنهم وباستخدام الانترنت، دفعوا بالمجتمعات نحو إنشاء المستقبل الذي يريدون له أن يكون! فلماذا لا ننتبه لهذا الخطر الماثل إلينا بعباءة الدين وثوب القداسة؟!



#صباح_بشير (هاشتاغ)       Sabah_Basheer#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مايا- رواية تحاكي عقول اليافعين
- قراءة في كتاب المتخيّل السرديّ الحديث، للدكتور رياض كامل.
- قراءَة في المجموعة القصصية -جدتي تفقد الحلم-
- التنوير الثقافي في -أقمار خضراء-
- عن رواية -عزف هادئ على أوتار الحبّ-
- قراءة في رواية تائه بين الفواصل
- قراءة في رواية -جسر عبدون- للكاتب قاسم توفيق
- يدا بيد نحو مجتمع أفضل
- أبي حبيبي
- ما بين الكاتب والناقد والنص.
- همسات وتغاريد والحسّ الإنساني
- عن رواية “الجرجماني” للأديب حسن حميد
- عن قصة الأطفال “ثابت والريح العاتية”
- -بين مدينتين- سيرة ذاتية مُبهرة للأديب فتحي فوراني/ صباح بشي ...
- من الرمال الساكنة إلى الرسم والإبداع
- صباح بشير: “نور العين” قصة إنسانية ملهمة
- لاجئة في وطن الحداد.. سيرة شعرية في أربعة فصول
- أنا من الديار المقدسة.. رواية تقدم شهادة انسانية
- عن رواية حيواتٌ سحيقة للروائي يحيى القيسي
- عن كتاب أشواك البراري لجميل السلحوت


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صباح بشير - اللعب على أوتار القيم!