أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حميد طولست - التّطهٌر من الثقافة المغلوطة !














المزيد.....

التّطهٌر من الثقافة المغلوطة !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7300 - 2022 / 7 / 5 - 20:48
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


لا تجعل ثقتك بالناس عمياء، ولا تتخيلهم ملائكة فتنهار احلامك، فأنت عندما تحكم على الأخرين فأنك لا تقيمهم –كما قال واين داير- لكنك تقيم نفسك ، التي لو سألت مئةُ شخص عن رأيه فيها ، لوجدت أمامك مئةُ رأي ورأي، وذاك سلوك فاشٍ في الناس وغالب عليهم في ترتيب شبكة علاقاتهم الإجتماعية والسياسية ترتيبا متوافقا مع الأخلاق التي فطرت عليها نفوسهم التي هي كالبحر في أسرارها ، والتي يصعب الحكم على أعماقها عبر ما يترائ منها من مظاهر الخارجية، التي لو علمت ما تخفيه لإقنعت برأي "تشي غيفارا" في الناس على أنهم : كلهم كاذبون ، فلا المطرب العاطفي عاشق، ولا المديع المتحمس وطني ، ولا رجل الدين يعرف الله ؛ فقدر غيرك واحترم كرامته ، ولملم حيرتك ، وكن أنت كما تريد أن تكون ، ولا تكن كما يريدك بعض الذين لن يروك طيباً حتى لو لبست جلباب الأنبياء ، ولن يحبكوك حتى لو قدمت لهم كل موجبات الود والاحترام ، فلا تحزن ، فكما أن هناك قلوباً لا تعرف ان تحب ، فهناك قلوب لا تعرف أن تكره، ، ومع ذلك كن حذرا ، ولا تنخدع بالآخرين ، واياك ان تتمسك بمن لا يريدك ، فيكسر قلبك، ولا تبح لغيرك بسرك ، فينشر غسيلك ، ولا تثق فيمن أعجبك شكله أو حديثه ،فيخون أمرك ويحبط عزمك.. ولا تعطي أيا كان أكثر من حجمه، فكثير من الأشخاص ظلهم أظخم من أحجامهم ، والورد يموت من كثرة الماء ، ولا تدر ظهرك للجبان ، حتى لا تنصدم فيمن كنت تظن أنه ذا قربى ، وتندب حظك وتتحسر على ما يحصل مع أهل الجهل والسخف والنفوس الشريرة ،التي لم يستطيع أي دين أن يزيل نقصها المتجذر الذي تعوضه بأدية الناس وتشويه صورهم ، والتي رتبها إبن حزم على سبع مراتب أو طوائف هي: طائفة تمدح في الوجه ، وتذم في المغيب ؛ وهذه صفة أهل النفاق من العيابين ، وطائفة تذم في المشهد ، والمغيب، وهذه صفة أهل السلاطة والوقاحة من العيابين ، وطائفة تمدح في الوجه والمغيب ، وهذه صفة أهل الملق والطمع ، وطائفة تذم في المشهد ، وتمدح في المغيب ، وهذه صفة أهل السخف والنواكة، وأما أهل الفضل فيمسكون عن المدح والذم في المشاهدة ، ويثنون بالخير في المغيب ، أو يمسكون عن الذم، وأما العيابون البرآء من النفاق والقحة ، فيمسكون في المشهد ، ويذمون في المغيب ، وأما أهل السلامة فيمسكون عن المدح وعن الذم في المشهد والمغيب ، ومن كل من أهل هذه الصفات قد شاهدنا وبلونا -انتهى كلام ابن حزم- وغيرها من الطوائف التي يفرض اتقاء شرورها ،على الناس أن تصحبها كما تصحب النار، يأخذون منفعتها ويحذرون لهيبها ، لأن الناس بأخلاقهم وأفعالهم وليسوا بملابسهم ومناصبهم ، فإن هم لم تزينهم أفعالهم ، فلن تزينهم ملابسهم ، وإن لم ترفعهم أخلاقهم ، فلن ترفعهم المناصب مهما علت، لأنه ليس كل من لبس الرباط مثقفا ، ولا كل من لبس العمامة مصلحا ، وليس كل ذي لحية واعـــــــظا ولا كل من قد محاها كافرا ، فكم من حمار ألبسه الجهلة ثوب القداسة وأصبح يسرح ويمرح في مجتمعاتنا التي احتضرت فيها الأخلاق التي كانت موطنها ، وغدت فى حاجة ملحة إلى التّطهٌر من الثقافة المغلوطة وإعادة بناء الذهنية المتزنة في التعامل مع الناس والتماس الأعذار للذين جعلتهم التراكمات يقسون رغم لين قلوبهم ، ويكابرون رغم شدة حبهم ، السلوك الذي برعت أحلام مستغانمي في تصويره بقولها أنه : كَالمنَازل بعضهَا يَستَحقّ التّرمِيم البسِيط ، وبعضهَا يستحِق الهدم وإعادة البنَاء ، والبَعض الآخَر يُجبرنَا أن نكتُب عَليه للبَيع ، فعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته يكون توفيق الله له ومعونته، تنزل عليه على قدر همته، دون تمحور الواحد منا حول نفسه ويعتقد أن ما يستحسنه هو الحسن ، وأن ما يستقبحه هو القبيح وأن رؤيته للأشياء والأمور هي الصحيحة وعلى الجميع أن يوافقوه على ما يزاوج ما بين الفكر والسلوك بما يتناسب افعاله، أو ما يتوافق مع نظرية "الأكثرية تفعل ذلك" ..
.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصلاح الفكر الدين قوة وعزة للإسلام .
- الثقافة الذكورية وعنصرية المجتمع ضد جنس المرأة !
- كل شيء بالأمل الا الرزق بالعمل.
- أسئلة لا تنفع التورية والإخفاء في التستر على مسبباته !
- شيوخ وفقهاء يرون العلة في الواقع وليس في أفكارهم؟
- تطور البلدان مرهون بمصداقية منتخبيه وليس بسلفياتهم !
- كرة القدم أخلاق وثقافة ومتعة !
- هستيريا التهافت على تحريم التعاطف والتراحم؟
- عهر التدين!!
- ليس في الكذب ما يدعو للزهو أو الفخر!
- لا يعرف الناس قيمة بعضهم إلا في المحن أوالنهايات.
- الاهتمام بالحدائق واجب أخلاقي وطني وديني !
- الرمزية النضالية لفاتح ماي لدى الطبقة العاملة
- ظواهر رمضانية مستفزة!!!
- أي نفع نجنيه من التطاول على شيخة يعلم الله وحده ظروفها؟:!
- الصيام ، الرياضة الروحية!
- ويسألونني عن تهنئة اليهود المغاربة بال-پيتسَح- !
- تمثال المهدية السيئ الذكر !
- -فتح الأندلس ، التزوير السافر للتاريخ المغربي !
- التراويح بين الفرض والسنو والبدعة !


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حميد طولست - التّطهٌر من الثقافة المغلوطة !