أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - بعض من سمات الدولة المدنية














المزيد.....


بعض من سمات الدولة المدنية


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 7299 - 2022 / 7 / 4 - 22:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تكلمنا في كتابنا (الوعي والتغيير ) عن مفاهيم الحوار والتنوع الثقافي والتفاعل الثقافي وحقوق الانسان وكلها مسئولة مسؤولية تامة عن:
بعث الوعي المجتمعي تمهيدا للتغيير ، ومما يبعث على الوعي في المفاهيم في اعلاه هو ان هذه المفاهيم لا تقع الا في ظل دولة مدنية لا دولة دينية ، والدولة المدنية علينا ان نتفق انها لا تتحقق الا عبر بعد زمني متحرك، أي :تحريك المياه الاسنة في مجتمعاتنا ونجعل منها مياه متحركة والوسيلة هي احترام الخلاف والجديد في التربية الانسانية انك توظف الخلاف توظيفا ينتفع به الجميع ، وبداية فان على المجتمع ان يحارب سمات الدولة الدينية او الصفات التي تؤدي اليها من قبيل مرجعية الولي الفقيه كما في الحالة الشيعية في ايران مقابل المرشد العام في الحالة السنية ، هذه هي مرجعية الدولة الدينية بينما مرجعية الدولة المدنية هي: الدستور ومن السمات ايضا التسلط السياسي على الدين وهذا يختلف عن مفهوم: التوظيف للدين ، ومن سمات الدولة الدينية هي إيديولوجية تؤمن بالعدوانية وإرهاب واستفزاز الأخر والتدخل في شؤونه، نحن بحاجة الى إقامة روح التسامح لا روح العدوان ، وهذه لا تتم عبر دولة دينية بل دولة مدنية تماما ، نحن نحتاج الى إطارين للتحرك في ظل دولة مدنية دستورية / الإطار الأول هو الزمني والثاني هو : الثقافي ، فالزمني هو الزمن الذي بالإمكان استغلاله لاشاعة المفاهيم المدنية ، وجعل المجتمع يتشبع بها والإطار الثقافي هو المصطلح والسلوك فالمصطلح يتشبع به المجتمع زمنيا والسلوك هو الإطار التطبيقي للمصطلح وهذا ياتي تطبيقه تلقائيا بعد تشبع المجتمع به، ويجب الا يفهم كلامي اني ضد الدين ، لا بتاتا فالدين محترم في كل دولة مدنية ، والدين بما يمثله من ظواهر اجتماعية واقتصادية وممارسات مرتبطة بتقديس الأولياء يشكل ظاهرة تحترمها الدولة المدنية ، ولو اخذنا أنموذجا مهما استطاع ان ينطلق من خلفية تطبيقية الا وهي رئيسة اندونيسيا :ميجواتي سوكارنو(حكمت اندونيسيا من 2001-2004) وقامت بإدخال اصلاحات عديدة على دستور 1945 للخروج من الازمة التي خلفتها فترة سوهارتو وإصلاحاتها لإقامة دولة مدنية تتلخص بالتالي :/
1- التحول الى دولة ديمقراطية حديثة لا مركزية .
2- زيادة المشاركة الشعبية في الحياة السياسية.
3- تطهير النظام القضائي من الفساد.
4- تحقيق اللامركزية ، بعيدا عن التمركز حول جاكرتا العاصمة.
5- الحد من دور الجيش
6- محاربة الفساد والمحسوبية والرشوة.
7- اصلاح القطاع المصرفي .
8- الحفاظ على سلامة ووحدة الاراضي الاندونيسية.
9- تحقيق تنمية مستديمة لا تتعايش مع دولة مستبدة تحتكر فئة قليلة من السكان خيراتها وثرواتها الطبيعية .
10- قامت بعلاقة قوية مع استراليا بهدف تعميق الروابط التعليمية والثقافية وزيادة التدفق للاستثمارات وتحسين العلاقة بسبب قضية تيمور الشرقية.
11- كما وفرت بيئة توفر الحماية للعمالة في القطاع الحديث ، عبر قانون العمل الذي ناقش ساعات العمل ، والعمل الاضافي والحد الادنى للاجور وحماية العمال المستضعفين من نساء واطفال وعمال مهاجرين.
لا نريد الاسهاب اكثر في هذه السمات المميزة للدولة المدنية فهي كثيرة ونحن ضربنا مثلا :بميغواتي الرئيسة الاندونيسية التي حولت اكبر دولة اسلامية في العالم الى دولة مدنية ، عبر انتهاجها اساليب مهمة في تنمية المجتمع من خلال احداث الوعي المطلوب.
ملحوظتان:/
1- ان التعرف على سمات الدولة الدينية يحدد للمجتمع الحذر ، من الوقوع في شباك رجال الدين والسياسيين المتدينين عندما يحاولوا المزج بين الدين والسياسة لانتاج دولة هجينة استبدادية هي الدولة الدينية ، من هنا فالسمات التي ذكرتها هي لغرض التعرف عليها على الرغم من الكتابات الكثيرة التي كتبت في هذا المجال وكذلك استلهام التجارب للدول المدنية كثيرة ولعل تجربة ميغواتي ذكرتها لعدم تسليط الضوء عليها والا فتجارب الامم كثيرة وكانت ناجحة في استلهام المعاني المدنية للحكم وعلى راسها عدم تدخل المؤسسة الدينية في شؤون وادارة الدولة ورعايتها تقتصر فقط على رجالات الدين ومن يتصل بهم، من المجتمع لتقديم الدعم المعنوي الذي يريده بعيدا عن بقية ابناء المجتمع وعدم تعميم الدين على الجميع فالكل ياخذ استحقاقه في الدولة المدنية .
2- التربية الإنسانية التي تعتبر احد اهم مميزاتها احترام الخلاف في ظل مجتمع يحترم التنوع والاختلاف ، وحقيقة ان الناس اليوم مشوشة افكارهم فالذي يتحدث معهم حول مفاهيم كالتنوع الفكري وحقوق الانسان والدولة المدنية وغيرها يحسبوه مهاجما لدينهم والسبب في التغذية الرجعية التي ينالها جل ابناء من رجالات الدين فثقافة ابناء المجتمع في اغلبها هي ثقافة سمعية وليست ثقافة علمية مبنية على اسس متينة قوامها القراءة والبحث والتمحيص.



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة المحورية بين العلوم الانسانية والعلوم التطبيقية ح2
- العلاقة المحورية بين العلوم الانسانية والعلوم التطبيقية ح1
- المنعكسات الشرطية وعلاقتها بالادب والفن .... في ضوء فكر نوري ...
- المنعكسات الشرطية وعلاقتها بالادب والفن .... في ضوء فكر الدك ...
- المنعكسات الشرطية وعلاقتها بالادب والفن .... في ضوء فكر الدك ...
- هوبزباوم والتاريخ ج 2
- هوبزبوم والتاريخ ... جدل ومعرفة - الجزء الاول.
- ثقوب في الشاشة رواية المكان والانسان
- حوار نادر مع المؤرخ جواد علي مجادلات في الفكر والتأريخ والعل ...
- الدكتور كاظم حبيب والحركة القرمطية ، ح3 والاخيرة
- الدكتور كاظم حبيب والحركة القرمطية ، الحلقة الثانية
- الدكتور كاظم حبيب والحركة القرمطية .. الحلقة الاولى
- كاظم حبيب وغياب العدالة الاجتماعية دوليا
- الحلو الهارب الى مصيره ... لوحيد غانم
- التربية أس التنوير وأساسه ج 2
- الموارد البشرية في العراق ثروة مهدورة ..... مع مراجعة للتجرب ...
- ا بين طلبة فرنسا ١٩٦٨ وطلبة العراق & ...
- قيس سعيّد .... ومقاربات الحالة العراقية ....
- التربية أس التنوير وأساسه ج 1
- ابن خلدون بين علي الوردي وفالح عبدالجبار وعبدالرزاق مسلم الم ...


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - بعض من سمات الدولة المدنية