أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - أين الرقم واحد ياجماعه!!














المزيد.....

أين الرقم واحد ياجماعه!!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 497 - 2003 / 5 / 24 - 05:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كلمات
-20-

 

لاأحد يعرف على وجه الدقة، كيف ستتصرف الجهات الأمريكية المختصة مع أعضاء القيادة البعثية في الحكم الجائر البائد، ممن وضعهم البنتاغون على لائحة الكوتشينة المكونة من (55) عنصرا، وذلك لتسهيل عملية اهتداء الجنود الأمريكيين إليهم وإلى مخابئهم، لكن هل سيخضع هؤلاء المجرمون إلى محكمة عادلة جراء جرائمهم التي ارتكبوها بحق أمتنا العراقية!!؟، أم أن البنتاغون سيقوم باستخدام صورهم البغيضة (كما في الكوتشينة!!) في الدعاية والإعلانات لأجيال جديدة من الاسلحة الأمريكية الفتاكة!؟، بإعتبار أن هؤلاء مجرمي حرب! أم لاهذا ولاذاك: سيكون هؤلاء المجرمون معززين مكرمين وسيعاملون بالرفق واللين!، إلى أن تجد المخابرات المركزية الأمريكية لكل واحد منهم، مكانا يليق بعميل سابق!، في دولة سياحية كما فعلت مع طارق عزيز الذي استقر به المقام -كما تقول الأخبار- في المغرب!
والنومان هو الرقم 55 في الكوتشينه أي الأخير، فأين الرقم واحد ياجماعه!!
 والسؤال هو: هل أن إلقاء القبض على أعضاء القيادة البعثية في العهد البائد أو تسليم هؤلاء لأنفسهم طواعية كما حصل مع طارق عزيز وقبله عامر السعدي هو جزء من الصفقة وهذا الكلام ليس من عندياتنا، بل هو لميريل ميدلك رئيسة تحرير مجلة تصدرها المخابرات الأمريكية، قالت الصحفية: لم يتعرض صدام إلى هزيمة عسكرية بل إن القوات الأمريكية دخلت إلى بغداد دون قتال وفقا لصفقة تضمنت ترحيل صدام وحاشيته إلى دولة لم تذكرها عبر الكويت مقابل تسليم بغداد!!وأوضحت الصحفية خلال ندوة في جامعة القاهرة عقدت قبل أيام إن المقاومة في البصرة والناصرية والنجف دفعت القيادة الأمريكية للتعجيل بإبرام الصفقة مع صدام، والتي فتحت أبواب بغداد أمام الجيش الأمريكي دون قتال!!
  على أية حال هناك أسرار في عملية احتلال بلادنا من قبل سقط المتاع الأمريكيين والبريطانيين، وخبايا ومؤامرات في هذه الحرب ربما ستكشف عنها الأيام، و..يأتيك بالأخبار من لم تزودِ!
  وعودة إلى المجرمين بحق شعبنا، فقد أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية يوم أمس أن القوات الأمريكية ألقت القبض -في غربي بغداد- على عزيز صالح النومان، القيادي في حزب البعث، والوارد اسمه على لائحة كوتشينة البنتاغون!
والنومان هو أحد أخطر الأيدي القامعة والضاربة لشعبنا العراق، ولايقل إجراما عن ابن عم الطاغية علي الكيمياوي(لماذا سموك عليا!!؟؟)، والمجرم النومان قام بكبح جماح مظاهرات وتمردات وساهم مساهمة فاعلة في إخماد إنتفاضة آذار المجيدة، وتعرض إلى محاولات اغتيال عديدة في الناصرية وبغداد، هذا الجلف عديم الضمير المراقب الزراعي المنسي في قضاء الشطرة تدرج في المناصب الحزبية حتى عينه الطاغية مسؤولا للبعث البائد في الشطرة في مطلع الثمانينات، ثم قائمقاما لها، قبل أن يعين محافظا لمدينة كربلاء والنجف على التوالي، وكان له في تلك المدينتين إجرام كما يذكر الأصدقاء من النجف وكربلاء، وخلال اندلاع الإنتفاضة في الناصرية قدم هذا من بغداد بصحبة الكيمياوي، وقام هذان المجرمان بأعمال شنيعة وتصفيات وقتل للمدنين في المدن والقصبات التابعة للناصرية، على رأس  قوات كبيرة من الأمن الخاص والحرس الجمهوري كان الطاغية جردهما لذبح أهلنا في الجنوب الذي ماأحب يوما الطاغية ولارموزه ولانظامه كله، وأخيرا وقبل أن تصل القوات إلى الناصرية بحوالي عشرين كيلومترا، نزل النومان والكيمياوي في أراضي عشائر آل صكَبان المنتشرة هناك (والنومان ينتمي لعشيرة خفاجه!!)، وآل صكَبان فخذ من عشيرة خفاجة، وقام الأخير والكيمياوي وركزا في أراضي العشيرة مدافعهما الثقيلة والراجمات التي راحت تدك مدينتنا الناصرية بلارحمة، ورأينا طائرة هليكوبتر كانت تقف عمودية في سماء المدينة فترة طويلة قيل في وقتها أن المجرمين كانا يراقبان السكان من فوافذها وهم يتساقطون بين جريح وقتيل، وهارب إلى الضواحي من شدة القصف، وقد أخذت الجميع حالة من الخوف والهلع زادها بكاء الأطفال وعويل النسوة وسقط شيوخ وكبار السن في الشوارع من شدة الإعياء وكانت هذه إحدى مصائب نظام البعث البائد شهدناها بأعيننا لأننا كنا مع الناجين إلى منطقة تل اللحم، وأصيب مواطنون وماتوا وكان من بين المصابين بالقصف شقيقي حسن الذي أصيب بجرح بليغ في رقبته كاد يودي بحياته، ولم يتوقف المجرمان النومان والكيمياوي عن قصف المدينة حتى استسلمت إلى آخرها، فأمر هذان الناس إلى الخروج إلى ظاهرها، فخرج الناس طائعين وهناك في ذلك المشهد المأساوي حضر بعثيون كانوا كتبوا تقارير وأعدوا قوائم بأسماء المنتفضين من وراء نوافذ بيوتهم التي كانوا مرعوبين في داخلها ولم يغادروها خوفا من بطش الجموع الثائرة، وجاء هؤلاء البعثيون ملثمين وأطلق عليهم اسم (المشخِّصين)، وأدوا واجبهم الفاشي وهو مساعدة عناصر الأمن والحرس الجمهوري بإشراف النومان والكيمياوي على إخراج أبطال الإنتفاضة من بين صفوف سكان الناصرية الذين وقعوا بين أعتى مجرمَين، وأقيمت محاكم ارتجالية في الهواء الطلق كان الحاكم الكيمياوي والمحامي النومان وأترك للقارئ الكريم أن يتصور شكل المأساة، وأُذل الكثيرون في ذلك المكان الموحش وضرب الناس وعذبوا في العراء، وسيق أعداد كبيرة من شباب الناصرية إلى حافلات توجهت بهم إلى بغداد في الحال*، ومنذ ذلك التأريخ لم يعودوا إلى أهلهم وذويهم فيئس هؤلاء، ومرت عشر سنوات وأكثر حتى اكتشفهم أهلهم وذووهم مؤخرا في المقابر الجماعية قرب مدينة الحلة.


23.5.‏2003
*كل هذا وغيره مؤرخ له في كتاب عن اندلاع الإنتفاضة الباسلة في الناصرية نعكف على كتابنته منذ فترة.

 

 

 

 




#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسلحة
- عبد حمود وفيصل القاسم
- نشيد كراج النهضة
- كلمات -17-
- حِصَّتي من النفط
- موت حارس الفنار - في الذكرى السنوية الأولى لمقتل محمود البري ...
- كلمات - 15
- كلمات-14-
- كلمات -13 -
- سقط الطاغية
- كلمات-10
- كلمات - 12


المزيد.....




- بسبب الحرارة الشديدة.. ذوبان رأس تمثال شمعي لأبراهام لينكولن ...
- في جزر الفارو.. إماراتي يوثق جمال شاطئ أسود اللون يبدو من عا ...
- -قدها وقدود يا بو حمد-.. تفاعل على ذكرى تولي أمير قطر تميم ب ...
- النفس المطمئنة و-ادخلي في حب علي وادخلي جنتي-.. مقتدى الصدر ...
- مبان سويت بالأرض أو دمرت تمامًا.. مشاهد من البحر تظهر الدمار ...
- حرب غزة: قصف إسرائيلي عنيف على مختلف أنحاء القطاع وسط استمرا ...
- عملية إنقاذ ناجحة لثلاثة متسلقين بولنديين في جبال الألب
- تقليص مشاريع عملاقة بالسعودية.. هل رؤية 2030 في ورطة؟
- طهران: اتفاق التعاون الاستراتيجي الشامل مع روسيا ينتظر اللمس ...
- ستيلا أسانج تعلن نهاية -حملة قذرة- لاحقت زوجها لسنوات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - أين الرقم واحد ياجماعه!!