حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1679 - 2006 / 9 / 20 - 08:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في خطاب له انتقد بابا الفاتيكان مفاهيم إسلامية. النقد من شخصية لها مكانتها الدينية والفقهية يستحيل أن يكون اعتباطاً أو زلة لسان، خطأ العالم وارد، لكن وجهة نظره أيضاً لا يمكن إنكارُ وزنِها. نحن هنا أمام وجهة نظر مقصودة، ليست زلة لسان أو غفلة.
مع استبعاد الخطأ، لا بد من الوقوف أمام أسباب رأي البابا الناقد وهو يقيناً رأي متكرس لا مواربة فيه، منذ قرون لم تُنس، ويستحيل تصور غير ذلك. إنه صراع ديانات، يطفو ويغفو، بلا نهاية، لم يفصل فيه الزمن، ولن يستطيع. تناسي العالم هذا الصراع، تصور أنه هدأ، زلزال الحادي عشر من سبتمبر أيقظ الكرة الأرضية علي كابوس مخيف، أعاد إلي السطح طوفان النزاعات الدينية. يستحيل فصل وجهة نظر البابا والمدرسة الدينية التي يترأسها عن كارثة الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها من أعمال عنف باسم الدين، من المؤكد أن جذورها في أعمق الأعماق.
أسهمت وسائل الإعلام والاتصال الحديثة من فضائيات وانترنت في تصوير العنف باسم الإسلام وفي نشر خطب من يتباهون به ويمجدونه ويتوعدون بتكراره، وكما كان الفعل كان رد الفعل، أهونه التهجم علي الإسلام علناً. التهجم العلني متبادل، تزكيه أغراض التواجد وإثبات السيطرة والانتشار، رأي البابا في مفاهيم الإسلام تقابله أيضاً آراء متهجمة ساخرة لفقهاء المسلمين في المفاهيم المسيحية واليهودية. الفرق في رد الفعل، عدم الانفعال والتدبير يقابله في العالم الإسلامي مظاهرات صارخة وحرائق تُفقد صاحب القضية صواب المنطق والتأثير.
عنف القرون السابقة لم ينته، لم يخمد، وكذلك صراعاتها الدينية والمذهبية، ما كان يحتاج عشرات السنين ليحدث تأثيره لا يحتاج اليوم سوي لساعات، وهو ما أحدثه زلزال الحادي عشر من سبتمبر وتوابعه،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟