|
حربستان .. عشق آباد
أحمد الفيتوري
الحوار المتمدن-العدد: 1679 - 2006 / 9 / 20 - 09:55
المحور:
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
أشار عليه رينيه شار؛ أن يأخذ الحكمة، من أفواه الشعراء. من يقفز إلى النار، لا يمتلك سوى صرخته ملجأ. لم يتمكن من الحكمة، لكن صرخته جلجلت
لم تكن بلاد الأفغان غريبة ، ولم تكن مرة ليست في البال ، فلم يكن ممر خيبر غير خيط من خيوط طريق الحرير . وأما العروة الو ثقي في نهضتنا العربية فقد كان مفتتحها جمال الدين الأفغاني تلك الشخصية الواضحة في غموضها . وأما في ختام القرن العشريني قرننا الذي انصرم وهو قرن القرون فقد كانت أفغانستان : حربستان القرن ؛ أكثر حروب القرن غموضا وشراسة والبلاء الذي بلينا به ليأخذنا عما ابتلينا به من حروب مستعرة في الشرق الأوسط كما يسموننا في إعلام العالم ، نحن العرب الذين فقسوا في زمن الحروب التي تتسلسل بلغة إنجليزية فصيحة . لكن رغم أن هذه البلاد القصية الجغرافية ،الدانية التاريخ ، وهي بر الحرب هي بوابة الفتح في اصطلاح المصطلحين على أنها بر الإسلام وأن ما عداها بر كفر ، فإن حربستان هذه بلد طريق الحرير – الحرير الأسود في عصرنا - والزخم والتنوع والتعدد . وفي السبعينات من القرن العشرين كان أحد زعمائها مبدعا روائيا ؛ " نور طراقي " الذي سحلته مناطحات كبرى كان مسرحها الوطن الذي قدر له أن يكون موطنه . هكذا هي البلاد التي تدفع ثمنا غاليا من أجل الخروج من بوتقة التاريخ الجغرافي : عبقرية المكان العقدة . والذي جعل منها بلد الحقيقة التي هي : أن أعظم اختراع على الكرة هو الإنسان كان و لا يزال ، وأن تكنولوجيا القتل واحدة منذ اكتشاف الحجر واختراع المدية إلى ما وصلته هذه التكنولوجيات من تعقيد ؛ فالموت واحد و لا لون له كما أن العقل البشري واحد و لا لون . إذا أفغانستان ليست اختراعا حديثا ، كما أن الاهتمام بهكذا بلد هو من فعل الطبيعة كما هو من فعل ابن الطبيعة المجد ؛ الإنسان هذا الاختراع الذي يحلو للبعض – وفي هذا مكمن لا عقلانيتهم – أن يستبعده من حساباته .
أفغانستان بلد إنسان :
هذه الحقيقة أول الحقائق المستبعدة عند كل تحليل دوغمائي الطابع ، بغض النظر عن المرجعية وكذا القدرات الذهنية والمادية لهذا المحلل . ومن جملة الاستبعادات التي حصلت ؛ حصلت من القوى التي سيطرت على مقدرات الأمور في كابول ، استبعاد الوجدان فقد تم محاولات لمحاصرة وجدان شعب ، هذا الشعب الذي عمل على خصي ذاكرته ، وعلى إخراجه من التاريخ . هذا الوجدان المفعم بالحياة ، السافر في وجه كل الحجب الأصولية الإسلامية – التي تستمد حججها من أوصولية الرومانتيكية الغربية ، والأوصولية الأمريكية العنصرية التي تستمد جذورها من نفس النبع ؛ وهي عصبوية اقصائية تشئي الذات وترهنها لمتعال عصبوي إكراهي ويمقت كل اختلاف . اللاندى علم أفغاني :
ولأن الطبيعة سافرة فإن الأنوثة سافرة ، والأنوثة ليست اجتماعية فالكائن الأنثى تتخلق فيه الطبيعة وتسفر عن نفسها وتهتك بذلك كل حجاب ، لهذا فإن نفس الأنثى البشرية سافرة . ولأن الطبيعة فصيحة فإنها مقتضبة ومكثفة وكذا الأنوثة التي تتبد فصاحتها في الثدي الناهد الذي ينغرس في الفضاء وفي الحيز . وبين الأنوثة – عند البشر – والشعر وشائج ؛ فالمجتمعات الإنسانية الأولى شاعرها امرأة كذا في مجتمع الطوارق مثلا ، والشعر هنا هو ما ينساب في النفس ومنها دون محددات ودون ما نظرات العيار الشعري ، وفي مجتمع الطوارق المجتمع الامومي الشعر مرتبط قوله بالمرأة فكما أن السلطة تستمد من مرجعية الأم ، فإن الشعر وجدان الأمة تقوله المرأة ويمكن تأويل ذلك بأن مملكة المخيلة أنثوية الطابع حيث أن المرأة هي الخالق وكل خلق هو أنثوي ، وإذا كانت الأنوثة الخفاء فإن هذا الخفاء يتجلى شعرا ، الشعر أغنية الغموض المرموز له بالحياة حاضنة الزوال . وهذا حاصل – أيضا – في الكثير من المجتمعات الأفريقية وغيرها من شعوب عريقة كما كشفت الانتربولوجيا . وهكذا جاءت شعرية المرأة الأفغانية التي يسمى شعرها ( اللاندى ) والكلمة أو المصطلح يعني الموجز . وهذا الشعر يشبه في تقديري إلي حد كبير نوع من الشعر عند البادية الليبية يعرف بأغنية " العلم " [ أغنية العلم تعتمد على بيت واحد يعبر عن اللحظة الشعرية بكل أبعادها وهو قصيدة الشاعر ومقصده دون زيادة و لا نقصان . وهو بهذا يقدم بهذا التكثيف والتركيز دليلا على تحكم هذا المفهوم الفطري للشعر الذي لم يفسده التكلف والتصنع ، وإنما يجري سمحا هينا لينا موافقا لطبع الشاعر ولحظته النفسية . ] أو كما يقول خليفةالتليسي ؛ في مقدمته للجزء الأول من روائع الشعر العربي الصادر عن الدار العربية للكتاب – طرابلس . ويغنى " العلم " في إيقاع تتابعي مما يبرز صاحبه وكذا يجيء في جملة واحدة مكثفة ، ويدور في الأغلب عن العشق والمعشوق . أما السافر والتهتكي ؛ الايروتكي من الشعر الشعبي فيدعى في ليبيا و يعرف بالشعر " الخضر " كناية على اليناعة والتعري والفحش . ومثل هذه الشعرية تسلط الضوء على الوجه الذي تخفيه معمعة الحروب والتعسف والقهر ، والنظرة الأحادية الاقصائية للإنسان أينما كان وكيفما كان . ومن نماذج غناوة العلم في العين : • فراق عزيز ما ينطاق * إمرار غير عيني جاحدة • تهايالك إيريد إ يجوك * أقطع إبكاك يا عين طولوا. • إللي ما إبكاء تنهيد * عليهم خذاته ليلها • غياب العزيز عذاب * وعيني حزينة إمرايفة • إنخاف يا العين أوهام * إنشيلك إلهن ما تروحي • علي غلاك نين إتموت * العين يا علم بات رايها
اللاندى ، الموجز ، رمان قندهار :
تتغنى المرأة الأفغانية بالشعر ، وهي في هذا فصيحة اللسان ، حيث تظهر شعرا عارية فتكشف عن مكنون النفس البشرى ، وتختزل المعنى في المعنى الأول الذي حارت كل أيدولوجيا في سبر كنهه - وهو أول ما يكيف كون هذا الكائن إنسان ؛ الجسد . ولأن الجسد بحكم الطبيعة مكثف المعنى فإن الشعرية النسائية الأفغانية تركز شعرها كما يتركز حليب النحل أو حليب رمان قندهار ، ولعل تشعب البيئة الأفغانية مدعاة للاختزال ، وأن المجتمع الأفغاني في تنوعه وفساحة المكان مكانه قد شف حد السكين ، وحد أن المعنى فيه فصيح . • أما من مجنون واحد في هذه القرية ؟ سروالي لون النار يحترق على فخذي !! . و اللاندى ( الموجز ) أشعار مرسلة من بيتين ، الأول من تسعة مقاطع والثاني من ثلاثة عشر مقطعا ً، لا القوافي فيها إلزامية ولا الوزن ، وإن تكن لا تخلو من الإيقاع الداخلي القوي ، ترتجلها النساء عند نبع الماء وفي الحقل أو في الحفلات والأعراس . وتنغرس الأشعار الجديرة بالبقاء في الذاكرة الجماعية . الملفت أنه ما من [ لانداي ] واحدة تغني فيها المرأة الأفغانية الحب أو الوفاء للزوج ، كل الحب والوفاء للعشيق ، الحاضر أو المنتظر. وفي هذه الأشعار الحسية حد الإباحية ، ترى العاشقة إلى ذاتها كائناً من لحم ودم ، تمجد جسدها بفخر واعتزاز ولا تتردد في البوح عن رغباتها الأشد حميمية . في استدعائها الرجل تتحدى وتستفز ... على أن هذا الاستدراج للعشيق ، على ما فيه من جنون وهوس ، لا يحوي أي استسلام ، وتدعو المرأة الرجل إلى ( لعبة ) تمنح دونها القتل، وترفض لعبته في آن ، فهذه المتوترة أبداً تمنح الجسد طوعاً لكنها ترفض موازين القوى المفروضة باسم الحب .. " • يريد عشيقي إبقاء لساني في فمه لا من أجل اللذة ولكن ليفرض حقوقه الدائمة علي . وهذه الأشعار هي أشعار نساء البشتون وهم الاثنية الأكثرية في أفغانستان وبناة الدولة الأفغانية الحديثة في القرن الثامن عشر - ودولة حركة طالبان - . يتوزعون في وسط البلاد والجنوب ومعظمهم من السنة الحنفيين باستثناء قبيلة توري الشيعية.. ويعود الفضل في جمع هذه الأشعار إلى السيد بهاء الدين مجروح ، العميد السابق لكلية الآداب في كابول. غادر بهاء الدين مجروح بلاده احتجاجاً على التدخل العسكري السوفيتي والتحق بالمقاومة الأفغانية دون أن يشارك المجاهدين نظرتهم إلى العالم اغتيل في بيته في بيشاورا ، الباكستان ، يوم 11 فبراير 1988 عشية عيد ميلاده الستين . وبعد ما قتل بهاء الدين مجروح صدر بالفرنسية ديوان مختارات للانداي الذي جمعه وترجمه بمساعدة الشاعر الفرنسي أندريه فلتر بعنوان : الانتحار والأغنية ـ الشعر الشعبي للنساء البشتون . وقد قامت مجلة " زوايا " ، في عددها الصفر والأخير الذي صدر في باريس ، بترجمة هذه الأشعار للعربية ونشرها وتقديمها ، وما جاء بين قوسين في هذه التقدمة هو من تقديم المجلة التي كان من هيئة تحريرها الأستاذ فواز الطرابلسي والقاص والمناضل السوري المرحوم جميل حتمل .
أشعار نساء البشتون
. • ضع فمك على فمي . ولكن أترك لساني طليقاً ليحدثك عن الحب . • إذا كنت تريد دفء حضني، فجازف بحياتك الذي يريد الحفاظ على رأسه يعانق الغبار لا الحب . • يريد عشيقي إبقاء لساني في فمه لا من أجل اللذة ولكن ليفرض حقوقه الدائمة علي . • أما من مجنون واحد في هذه القرية ؟ سروالي لون النار يحترق على فخذي !! . • اجمع الحطب وأوقد ناراً كبيرة اعتدت أن أمنح جسدي في وجه النور . • إذا كنت تريد دفئ حضني، فجازف بحياتك الذي يريد الحفاظ على رأسه يعانق الغبار لا الحب . • تعال قبلني والخطر لا تهاب . يقتلونك ؟ ماهم ! ما أحلي موت الرجال فدى لعيون الجميلات . • هات يدك، يا حبيبي، وهيا بنا إلى الحقول نتعاشق أو نقع معاً تحت ضربات السكاكين . • أيها القساة، تشاهدون العجوز يجرني إلى مخدعه وتتساءلون لماذا أبكي وانتف شعري . • أني أحب! لكن أكتم حبي ولن أنكره حتى لو نزعوا لي بالسكين كل شاماتي . • الشرفة معتمة في الليل والأسرة كثيرة خشخشة أساوري. يا حبيبي، ستدلك على الطريق . • جعلت من صدري له سريراً والحبيب المنهوك القوى يسلك الطريق المضنية إلي . • تعال، كن زهرة على صدري لأنعشك كل صباح بضحكة . • نلت مني كل المراد فرد الخمار على وجهي لأخلد إلى النوم . • يحرمك الله كل متعة في رحلتك يا الذي غادرتني محرومة من المتعة . • ليلة أمس كنت نائماً بين ذراعي فكيف تجد الراحة هذي الليلة بعيداً عني ؟ . • انتشر ضوء الفجر الأبيض وأنا المسكينة لا أزال أحاول إمتاع العشيق الحرن . • جميلة أنا إلى جانبك، أمنح فمي وافتح ذراعي وأنت مثل الجبان تستلم للنوم . • صديقاتي يغزلن حباً جديداً وأنا أرتق أسمال حب قديم . • أسرع لإشباع رغباتها، يا حبيبي جامحة مهرة القلب، تحطم كل الأعنة . • أن اتخذ العجوز عشيقاً يقضي الليل في رسم المشاريع ويتفاحل عند طلوع الضوء . • واحد يموت شوقاً ليراني ولو للحظة أخر يرميني من السرير بحجة إنه نعسان . • عجل إلي لأمنحك فمي يا حبيبي هذي الليلة أبصرتك ميتاً في الحلم فجن جنوني . • أحيلك كومة رماد في لحظة إذا باللحظ السكران رميتك . • تسكرك مني الابتسامة فكم ستتخيل لو فمي منحتك . • أخر صيحاتك قليلاً، يا ديك للتو آويت إلى حضن حبيبي . • أزح الغرة السوداء عن جبيني وقبل شامتي إنها فاكهة الفردوس، حرز سعادة يواكبك العمر بطوله . • تعلم كيف تلتهم فمي ضع ضفتيك أولاً ثم اقتحم برفق متراس الأسنان . • تنازلت لك طوعاً عن امتياز ( ؟ ) فمي فعبثاً تبحث عن عقدة السروال . • خذني أولاً بين ذراعيك، ضمني بعدها تستطيع الالتفاف حول الفخذين المخمليين . • دس يدك برفق تحت أكمامي : نور، نضج، رمان قندهار . • سروالي الأحمر لون النار ينزلق على فخذي قلبي دليلي أنك ستكون عندي الليلة أو بكرة . • لا تجزع ! لك فمي فالتهمه ليس من سكر ليذوب . • خذني بين ذراعيك، ضمني ثم أدر وجهك وقبل كل شاماتي واحدة واحدة .
لماذا المرأة الأفغانية .. لماذا الشعر ؟
كنت أتابع حرب الألفية الجديدة في أفغانستان ، ومثل كل الناس شاهدت ما حدث في نيويورك في يوم الثلاثاء الأشهر مما جاء بتلك الحرب ، كانت للحرب وسائل عدة شدني منها موضوعة المرأة الأفغانية التي كانت ميدان معركة بين الاوصوليتين : الحداثة والقدامة ، الأفغانية والأمريكية ، الطالبنية والجمهورية . في شوارع الكاميرا الأمريكية خيمة زرقاء تمشي في شوارع متربة ، للخيمة الزنزانة كوة شبكية ، الخيمة المتحركة يتلحفها جسد بشرى في هذه الصورة تكمن مفارقة يسميها بوش الأمريكي إرهاب ويسميها الشيخ عمر الطالباني حضارة إسلامية . لكن الكائن / الوسيلة مغيب في الحالتين ، شدني فضول جامح لتبين حقيقة هذا الكائن ، حينها تذكرت صديقي القاص السوري جميل حتمل – الذي توفي شابا من سنوات لاجئا في باريس – وأنه قد منحنى وهو المانح مجلة زوايا التي تضم شعرا للمرأة الأفغانية ؛ فكان خير مسبار لقد تحصلت على أهم ما في هذا الكائن من حضور وتجلى ، الشعر عراء النفس ، بالشعر يمكن التحقق وتتجلى الذات البشرية ، عدت أقراء ما قراءات ، وتجلت عظمة الكائن البشري وحضارة الإنسان الأفغاني أمام عيني كما لم تتجل . وقصائد نساء البشتون فصيحة وحادة ومباشرة في التعبير عن مكنون هذا الكائن الأنثوي ، وفيها تتجلى مشاعر أولى وبساطة متناهية في الشفافية ، غنائية البوح وانكشاف الرغبات كما هي الرغبات الإنسانية ، من هذا طلعت المرأة الأفغانية كما هي واستعدت هذا الكائن من عملية التغييب ومن تحويله لوسيلة حرب حيث أسقطت راء هذه الحرب .
#أحمد_الفيتوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثلاثة وجوه لسيرة واحدة!
-
الإصلاح ملابس داخلية!
-
لماذا لبنان يدفع فاتورة الديموقراطية؟
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
|