|
النقابة والعمل النقابي في عصر عولمة الفقر.....5
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 7294 - 2022 / 6 / 29 - 07:34
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
طبيعة البرنامج النقابي:.....1
وبعد الوقوف على مكونات العمل النقابي، نصل إلى مناقشة طبيعة برنامج العمل النقابي: تنظيميا، وتعبويا، ونضاليا.
فعلى مستوى العمل النقابي التنظيمي، نجد أنه يهتم بالإنسان المنظم في النقابة، وفي مختلف المستويات التنظيمية: المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، مع إخضاع مختلف الأجهزة النقابية، إلى المراقبة، من أجل تتبع ممارستها التنظيمية.
وهل تحترم القوانين النقابية، أو لا تحترمها؟
وهل تحترم الديمقراطية الداخلية، أو لا تحترمها؟
وهل تحرص على إرضاء المنظمين في النقابة، التي لا تصير قوية، إلا بالمنتمين إليها، الذين يضعون أنفسهم رهن إشارتها، بالتزامهم بقوانينها، وببرنامجها التنظيمي، والتعبوي، والنضالي، مما يكسب النقابة، والعمل النقابي، إشعاعا واسعا، في صفوف المستهدفين من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟
وعلى المستوى التعبوي، نجد أن النقابة، بقياداتها، وبأجهزتها التنفيذية، والتقريرية، وبقواعدها، تهب كجسد واحد، للارتباط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أملا في جعل العمل التعبوي، وسيلة لجعل المستهدفين، يمتلكون وعيهم المادي، والمعنوي، وبالذات، بأوضاعهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من أجل أن يصير جميع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، مبتعدين للانضباط إلى القرارات النقابية، وإلى خوض جميع الأشكال النضالية، التي تقدم النقابة على خوضها، نظرا للدور الذي تقوم به النقابة المبدئية، المبادئية: الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
ومفهوم، أن المستوى التعبوي، هو الذي يعد الجماهير العمالية، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى خوض المعارك النضالية، الني تلعب دورا رائدا، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعلى جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، نظرا لكون المستوى التعبوي، مستوى خطابي، يهدف إلى الإعداد، والاستعداد، لخوض المعارك النقابية، بكل طاقة يمكن توفرها، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ويمكن اعتبار مستوى التعبئةن مستوى توضيحي، يهدف إلى جعل المخاطبين من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يستوعبون طبيعة البرنامج النقابي، وطبيعة المطالب، التي تسعى إلى تأجيل الأزمة المادية عند العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من جهة، وتعمل على التخلي عن هذا الاستغلال، في شروط معينة: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، خاصة، وأن التخفيف من حدة الاستغلال، وخاصة إذا كان هذا الاستغلال همجيا، لا تعني في نهاية المطاف، إلا الاستجابة إلى مطالب النقابة، التي تعتبر مكسبا أساسيا وعملا نقابيا رائدا، من جهة ثانية، على النقابة أن تستثمره لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من جهة ثالثة.
كما أن المستوى التعبوي، يقف وراء التكوين المستمر للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؛ لأن مرحلة التعبئة، مناسبة لفتح نقاش نقابي واسع، حول النقابة، ودورها، وحول العمل النقابي، وأثره على وضعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وعلى السير العادي للنقابة، وعلى المسؤولين المركزيين، وعلى المسؤولين في مختلف القطاعات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وعلى فرض إجراء المفاوضات، بين النقابة، وبين المسؤولين في القطاع العام، مركزيان وقطاعيا، وبين القطاع الخاص: مركزيا، ومحليا، من أجل الدفع بالمسؤولين إلى الاستجابة للملف المطلبي: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.
وإذا كان المستوى التعبوي، يعد العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لامتلاك الوعي بالذات، والوعي بالأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وبالموقع من علاقات الإنتاج المادي، والمعنوي، وبالقيمة، وبفائض القيمة، وغير ذلك، مما له علاقة بالوعي الطبقي، في مستواه النقابي، مما يجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ينتمون إلى النقابة عن وعي، ويمارسون العمل النقابي عن وعي، ويتعامل مع النقابة على أساس الوعي، استعدادا لخوض المعارك النقابية، ما هي إلا تتويج للنقابة، والعمل النقابي، خاصة وأن المعارك النقابية، ما هي إلا تتويج للنقابة، والعمل النقابي، خاصة، وأن المعارك النضالية، تهدف إلى حل المشاكل النقابية، الداعية إلى وجود النقابة، وإلى ممارسة العمل النقابي؛ لأنه بدون العمل على حل المشاكل النقابية، لا داعي لوجود النقابة، ولا لوجود العمل النقابي، وما دامت المشاكل قائمة، فإن العمل النقابي سيكون، كذلك، قائما، من أجل طرح مشاكل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن أجل التعريف بتلك المشاكل، سواء كانت اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية، أو سياسية، ووضع برنامج للعمل، من أجل تحقيقها، على المستوى القريب، والمتوسط، والبعيد، والعمل على خوض المعارك النضالية، الهادفة إلى التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، في إطار المفاوضات التي يتم فتحها مع الإدارة، في القطاع العام، وفي القطاع الخاص، من أجل فرض الاستجابة للمطالب النقابية، لجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يزدادون رغبة في العمل، وارتباطا بالنقابة، والعمل النقابي، وفي إطار العمل على تحسين المطالب النقابية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
وعلى المستوى النضالي، نجد أن النقابة، والعمل النقابي، يقومان بدور أساسي، يجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يدركون، جميعا، طبيعة المطالب، التي تقود النقابة نضالاتهم، وتؤطرها، في أفق تحقيقها، من أجل تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي عملية تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، تقليص من حدة الاستغلال، ولو بنسبة ضئيلة جدا، خاصة، وأن الاستغلال الهمجي، الذي تمارسه الباطرونا على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
والتخفيف من حدة الاستغلال الهمجي، يجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يعون بأهمية الوعي بالذات، وبالموقع من علاقات الإنتاج، وإدراك الفرق الكبير، والهائل بين القيمة، وفائض القيمة. فما يأخذه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من العملية الإنتاجية، ليس إلا جزءا بسيطا من قيمة الإنتاج. أما فائض قيمة الإنتاج، الذي يتبقى للباطرونا، ويشمل أغلب قيمة الإنتاج، المادي والمعنوي. وهو ما يجعل الفرق بينا، وواضحا، بين ما ينتجه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبين ما يأخذونه كأجور، وكتعويضات، من أصل قيمة ما أنتجوه، ليصير فائض القيمة إلى الباطرونا، التي تهضم حقوق الإنسان، وحقوق الشغل، التي تخص العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وهذه الحقوق، التي تصير جزءا لا يتجزأ من الرأسمال، الأمر الذي يترتب عنه: أن الباطرونا، تستغل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بأمول العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، التي حرموا منها، كحقوق، لتصير جزءا لا يتجزأ من الرأسمال، الذي يوظف لاستغلالهم ماديا، ومعنويا.
فما العمل من أجل النقابة، والعمل النقابي، وباقي المكونات النقابية، تعمل باستمرار، على تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية باستمرار، وتحد من همجية الاستغلال المادي، والمعنوي؟
إن حرص النقابة، والعمل النقابي، وباقي المكونات النقابية الأخرى، على فرض التحسين المستمر، للأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا يتأتى إلا بالإقرار اللازم للأوضاع المادية، والمعنوية، وارتباط هذه الأوضاع بما يعرف بالسلم المتحرك، الذي يرتبط بسلم الأجور، وفي نفس الوقت، بسلم الأسعار المعمول بها على المستوى الوطني، فيما يتعلق بالمواد الاستهلاكية، التي تؤثر في مستوى العيش، عيش العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
وإذا كان الأمر يتعلق بالإقرار بالعمل بالسلم المتحرك، فإن وضعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، سوف تعرف تحسنا مسنمرا: ماديا، ومعنويا، مما يجعل الأمل في عملية التحسن تلك، غير واردة أبدا.
أما عندما يتعلق الأمر بالنضال المستمر، والمستميت، من أجل تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، فإن الأمر سوف يصير متعبا؛ لأن الباطرونا، عندنا في المغرب، تعودت على هضم حقوق الإنسان، وحقوق الشغل، كحقوق، يجب أن يتمتع بها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، التي تصير جزءا لا يتجزأمن رأس المال، الذي ينمو نموا سرطانيا، على حساب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعلى حساب الشعب المغربي، الذي يستهلك البضائع الناقصة الجودة، وبأثمان باهضة، من أجل الزيادة في قيمة الرأسمال، التي تفرض المراجعة، والمراقبة الصارمة، التي تستوجب عدم الإفلات من العقاب، إذا لم تحترم قوانين العمل، وإذا لم تلتزم بتمكين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من حقوق الإنسان، وحقوق الشغل، حتى يتأتى للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كباقي المواطنين، التمتع بحقوقهم الإنسانية، وحقوق الشغل، سوف تعلق الأمر بالحاضر، وبالمستقبل، خاصة، وأن عقلية الباطرونا، يجب أن تتغير، حتى تساير العصر، وحتى تصير الباطرونا، كنظيرتها في أوروبا، وأمريكا، وعلى المستوى العالمي، وعلى جميع المستويات الشغلية.
وبرنامج عمل النقابة، أي نقابة، وخاصة النقابة المبدئية، الذي لا يكون إلا برنامجا تعبويا نضاليا، هادفا إلى تحقيق مطالب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والنضال من أجل تغيير شروط العمل القائمة، بشروط أخرى، يطمئن لها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، سعيا إلى تمكينهم من تطبيق شروط مختلفة، تتميز بالتخفيف من حدة الاستغلال الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى يتنفس العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين الصعداء، سعيا إلى تحرير الإنسان، في كل عامل، وفي كل أجير، وفي كل كادح، بعد تسييد احترام حقوق الإنسان، وحقوق الشغل، في كل المؤسسات الرسمية، والخاصة، بهدف تمكين الإنسان في المجتمع، من كافة الحقوق العامة، والخاصة، ليصير الانسجام تاما، وكاملا بين المؤسسة، أي مؤسسة، والمجتمع.
ذلك أن مختلف المؤسسات، عندما لا تحترم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وتعترف لهم بالحقوق الإنسانية، والشغلية، فلأن الدولة لا تحرم جميع أفراد المجتمع، ولا تمكنهم من الحقوق الإنسانية، والشغلية، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وقانونيا، حتى وإن تمت المصادقة على الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وحقوق الشغل، فإن ذلك، ليس إلا خطابا موصولا إلى الخارج، ولا يعني جعل حقوق الإنسان، من الاهتمامات الدولية، والوطنية، للحكام، الذين يعطون مثالا سيئا للمجتمع، ولمختلف المؤسسات الرسمية، والخاصة، التي تضع استراتيجية عملها، على تسييد انتهاكات حقوق الإنسان، وحقوق الشغل. وخاصة في مؤسسات القطاع الخاص، التي تجتهد في جعل الانتهاكات الجسيمة، لحقوق الإنسان، وحقوق الشغل، هي السمة المميزة لها.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النقابة والعمل النقابي في عصر عولمة الفقر.....4
-
النقابة والعمل النقابي في عصر عولمة الفقر.....3
-
النقابة والعمل النقابي في عصر عولمة الفقر.....2
-
النقابة والعمل النقابي في عصر عولمة الفقر.....1
-
المال وما أدراك ما المال!!!...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....40
-
هل يعلم من يسدل اللحية...؟...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....39
-
أدلجة الدين تحريف للدين...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....38
-
هل يعلم الغيب فقهاء الظلام؟...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....37
-
هل في القاع صهاينة التيه؟...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....36
-
حين يجود الصهاينة تجود أميريكا...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....35
-
هلمو يا أبناء يهودا...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....34
-
في هذي الحياة ليس هناك...
-
المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....33
المزيد.....
-
“حكومة العراق تُعلن” الموافقة على قرار استقطاع 1% من رواتب ا
...
-
سجل واستفيد.. من منحة البطالة الجزائرية و اهم شروط التسجيل ف
...
-
متفقد الشغل السابق علي الخليفي:
-
في بيان لجامعة النقل : مطالبة بفتح ملفات الفساد في القطاع
-
بنزرت: إتفاق يلغي الإضراب المُبرمج بمستشفى الحبيب بوقطفة الخ
...
-
النقابة الأساسية للسكك الحديدية بنابل تُطالب بإرجاع الخط رقم
...
-
أهالي أسرى إسرائيليين في غزة يعتصمون أمام مكتب نتنياهو
-
الآن للمتقاعدين والموظفين سلفة 25 مليون دينار بأقساط ميسرة ش
...
-
“الآن وبسهولة” .. التسجيل في منحة البطالة بالجزائر 2024 بالخ
...
-
WFTU in solidarity with threatened Auchan workers and the st
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|