|
غذاء صحي أو الكارثه !
فاطمة الحصي
الحوار المتمدن-العدد: 7293 - 2022 / 6 / 28 - 20:30
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
ليسمح لي المفكر الكبير زكي نجيب محمود أن أستعير عنوان كتابه القيم (مجتمع جديد أو الكارثه ) والذي في ظني هو عنوان اللحظه الراهنه بالحياه المعاصره التي نحياها اليوم في مجتمعاتنا العربيه ؛ وأنا أؤمن بشكل كبير أن هناك قضايا أساسيه نحتاج فيها إلى تأسيس أسلوب جديد في التفكير فيها أو بمعنى أدق أننا بحاجه الى تأسيس فكر جديد نتناول من خلاله القضايا المعاصره التي أوقفت نمو وتنمية وتطور المجتمعات العربيه .
أخص اليوم من بين كل القضايا التي نحتاج إلى لفت الانتباه إليها والتحاور حولها وإلا ستكون الكارثه ؛وهي قضيه في ظني على نفس درجة الأهميه لقضية إعلاء الوعي الفكري والثقافي للأجيال القادمه والحاليه ؛ وكنت قد تحدثت من قبل عن أهمية مراقبة غذاء أبنائنا خاصة من ينتمون إلى مرحلة الجامعه و ماقبلها ،حيث إنتشرت الساندوتشات والمأكولات غير الصحيه كالبطاطس المقليه والمعجنات كالبيتزا وغيرها بكافتيريات الجامعات الخاصه والعامه كنوع من أنواع التجاره المشروعه بالجامعات المختلفه .. وخطورة هذا النظام الغذائى أنه يؤدي بالطفل أو الشاب إلى تناول كميه كبيره من الطعام العامر بزيوت مهدرجه مع كمية لا بأس بها من النشويات والسكريات والدهون المشبعة ،وهو في الحقيقه وفي وصف لا مبالغة فيه يعد (كوكتيل قاتل ) لأنه يعجل بإصابة هؤلاء الشباب والأطفال بأمراض الضغط والسكر،وأخص بالذكر في حديثي هذا مرض السكر لخطورة أثاره على العضلات التي سرعان ما تتيبس وعلى الشرايين التي تُسد وعلى كامل جسد الإنسان فتحوله إلى مريض يسهل إصابته بالجلطات والسكتات الدماغية وأمراض القلب..الخ وبما أني لست طبيبه ولكني منشغله ومهمومه بالمجتمع ومشكلاته التي تتفاقم يوما بعد يوما ومن بينها المشكلات الناجمه عن التغذيه ،وهى مسأله لا يمكن أن نغفلها،لأن المجتمع يقوم على الإنسان الذي من المفترض أن نهتم ببناءه صحيا وعقليا ونفسيا وهنا أستعير مصطلح (بناء الإنسان ) من مفكرنا التربوي د.حامد عمار ،لذلك لابد من الاهتمام ببناء الإنسان وتوعيته بشكل خاص حول نوعية الغذاء الصحي الذي يُفترض أن يتّبعه الفرد وينقله إلى أبنائه.
بنظره سريعه يمكنني تحديد عدة نقاط خاصة تتميز بها التغذيه في المجتمع المصري في الآتي:
الاسراف في تعاطي السكر والملح والدقيق الأبيض والمكرونه على الرغم من سمعتهم السيئه كسموم بيضاء. الاسراف في تعاطي المأكولات المقليه كالبطاطس والشيبسي والكاراتيه..الخ -اتخاذ الطعام كوسيله وحيده للترفيه،وتلك هى الطامة الكبرى حيث أن هناك ارتباط عاطفي بيننا كشعب وبين الطعام،ولا عليك سوى أن تنظر إلى أعيادنا مسيحيين ومسلمين لكي ترى كيف نستكمل احتفالاتنا جميعاً في ظل الكحك والغربيه واللحوم والأسماك والفسيخ والرنجه الخ.... قلة الحركه والنشاط البدني الناتج عن عدم وجود حدائق يسهل الدخول إليها وممارسة رياضة المشي بها على أقل تقدير . غلو اسعار اللحوم الحمراء والبيضاء مما يؤدي بالفرد الطبيعي إلى إشباع حاجاته من الطعام في طبق إرز او مكرونه أو كميه مهوله من الخبز وكلها تؤدي إلى نتيجة واحده وهى السمنه ومرض السكري لامحاله. التعود على الأكل بشكل متواصل على مدار النهار فبعد الافطار نتناول القهوه ثم الشاي ثم سناكس ثم فواكه ..الخ الخ أي أننا لا نعطي جهازنا الهضمي راحه مما يؤدي إلى مشاكل القولون التي يعاني منها معظم الشعب المصري. تتسم أشهر وجبه في مصر وارخصها وهى الفول والطعمية بأنها مليئه بالزيوت المهدرجة بالاضافه إلى كمية الخبز اللازمه معها.
يؤسفني القول بأننا بحاجه إلى إعادة هيكلة العقل المصري في أمور عديده أخص منها في هذا المقال " التغذيه "؛ نحن بحاجه إلى توعية أنفسنا بشكل متواصل حول أهمية أن نهتم على المستوى الصحي والغذائي والتوعوي ؛ وفي ظني أنه واجب وطني على كل من يهتم بالمحيطين ممن حوله ،فلو أننا قمنا بتوعية الأسر نستطيع أن نحد من استمرارية هذا الفهم الخاطئ للغذاء ،ولهذا أثمن غاليا تلك الحمله التي تدعو إلى إنتاج خبز من العدس الأسود أو الأصفر أو من الشوفان أو البطاطا الخ.. ومن المعروف علميا أننا كلما ابتعدنا عن الدقيق الأبيض كلما زاد ابتعادنا عن الأمراض وعلى رأسها السكري.
وعلى كل من يريد الحفاظ على صحته في مجتمعنا أن يقلل قدر المستطاع من تناول الخبز والمقليات والسكر والملح في وجباته وأن يسعى إلى تنظيم مواعيد الغذاء بشكل حازم له ولأبنائه لأن هذا هو المنقذ لكل ما أصاب المجتمع من أمراض صحيه مزمنة تؤذيه وتمنع أي محاوله للتقدم والتنميه وهى نقطه أساسيه من نقاط عديده أظن أنها من الأمور التي تعوق تقدم المجتمع المصري سأتناولها تباعا بالتفصيل .
#فاطمة_الحصي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمه في خطر !
-
الحداثه السائله بالمجتمعات العربيه
-
قراءه في كتاب العمامه المستنيره
-
الأمهات لا تموت!
-
كيف يتحول الكاتب الى -لوبي-فاعل ؟!
-
حول مشروع عبد الجواد يس الفكري
-
الجيره الإنسانيه وفيروس كورونا
-
حول الإنتحار
-
حادث نيوزلاندا وتغييب العقل
-
شكر واجب الى المترجم هاشم صالح
-
فيروس الحريم عند المرنيسي
-
حول اعادة انتاج اوضاع المرأة العربية
-
أمي وقُبلة الموت ..
-
كلام في الرومانسية
-
قراءة فى كتاب القرآن بين السماء والأرض لمحمود حسين
-
المقاومة الثقافية عند محمد أركون
-
أض الخوف
-
الدوغمائية فى حياتنا اليومية
-
الاعلام بين الهدم والبناء
-
المزاودة المحاكاتية ..والأرثوذكسية فى مجتمعاتنا العربية
المزيد.....
-
الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة
...
-
عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير
...
-
كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق
...
-
لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟
...
-
مام شليمون رابما (قائد المئة)
-
مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
-
مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة
...
-
إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا
...
-
نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن
...
-
وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي
...
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|