أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمدى عبد العزيز - علي هامش الحكايات














المزيد.....


علي هامش الحكايات


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 7291 - 2022 / 6 / 26 - 03:18
المحور: حقوق الانسان
    


دائماً ماكنت انظر إلي الفنان أو المبدع علي أساس القيمة التي تحتويها أعماله وأسلوبية إبداعه وآدائه ، ولهذا لااهتم كثيراً بالحكايات الخاصة والأسرار والسلوكيات الشخصية للمبدعين ، وإن كنت اتخذ موقفاً من أحدهم حينما يأتي بموقف أو تصريح صادم للمشاعر الإنسانية أو الوطنية (والحمدلله قلما يحدث ذلك) ، وإن كنت اتخذ موقفاً شديداً ممن يجني علي الإبداع ذاته ..
.. ولكن لفتت نظري مأساة بطلها المطرب الجميل الراحل عبد الغني السيد ، عبر سيرته التي رواها إبنه محمد عبد الغني لجريدة صوت الأمة في اغسطس 2018 وقال فيها أن والده قص عليه أنه في شبابه قد أحب إبنة أحد الوزراء في عهد الملك فاروق ..
ذلك العهد الذي يعتبره البعض عهداً ذهبياً لليبرالية والتمدن والحريات وماإلي ذلك من مسميات لها بريقها لدي الأجيال المتعاقبة .
هذا بالرغم من ان نسبة غير قليلة من هؤلاء المبتهلين بالملك والملكية لاتعرف عن عهود الملكية سوي صور شارع سليمان باشا وقصور وبنايات واسفلت وسط القاهرة اللامع .
، ودعك من قصص الاحتلال الانجليزي ومآسيه ، وكتب التاريخ وماقالت ، وما إلي ذلك بكل ماسلف وماعرف من قصص وحكايات .. فأنا من جيل شاهد أجداده الذين نشأوا في أقاليم مصر المختلفة وكانوا لايجرؤن علي مجرد التطلع لحياة الأسفلت .. فمنهم من لم يلبس عبر كل حياته في قدميه سوي (الحدوة) وهي كانت عبارة عن نعلين من جلد كاوتش بقايا الإطارات التالفة للسيارات ، والذي كان يتم إعداده يدوياً علي يد (الصرماتي) في الريف ليلبس في القدم بديلاً عن الحذاء الذي كان رفاهية لايقدر علي امتلاكها ملايين من المصريين) وكانت هذه الحدوة - بمرور الوقت - تؤدي إلي إدماء القدمين وتقرحهما بالجروح والكالوهات لأنها كانت شديدة الخشونة علي القدم وكانت المسامير المدببة تشكل عنصر الضم بالنسبة لأجزائها وذلك لاستحالة خياطتها وصعوبة استخدام مادة لاصقة لإتمام التئام أجزائها التي تمسك بأصابع القدمين وكاحليها .. فالحدوة في نهاية الأمر كانت تصنع بطريقة شديدة البدائية تتناسب مع ردائة خاماتها وسعرها الزهيد الذي يمكن أن يكون متاحاً للفلاحين والعمال الزراعيين والصيادين والحدادين والسقايين واصحاب الحرف الأخري ..
، والحدوة كانت هي والقبقاب (الشبشب الخشبي) يشكلان البديل الوحيد للحفاء لدي الغالبية الكاسحة من الشعب المصري والذي كانت ظاهرة المعاناة منه قد لفتت أنظار بعض النخب السياسية النافذة ممادفعها وقتها لتبني حملةً لجمع التبرعات تحت عنوان (مكافحة الحفاء) ..
علي أهمية هذا الكلام ..
نتركه جانباً ونعود إلي بطل قصتنا المطرب الأشهر والأجمل في هذا العصر والذي لاتزال أعماله خالدة في وجدان الكثيرين من المصريين الفنان عبد الغني السيد ..
قلنا أن عبد الغني السيد أحب إبنة أحد الوزراء وهي أحبته وتزوجا في حفل عائلي بسيط ولم يكن الملك فاروق علي علم بهذا الزواج ، ولكن ماإن علم بعد اسبوع واحد من اتمام الزواج إلا وقد استشاط غضباً اعتراضاً علي زواج عبد الغني السيد القادم من صفوف عامة الشعب لإبنة الباشوات ، واعتبر أن هذا سيفتح الباب فيما بعد لزواج من يصنفون لدي علية القوم علي انهم (الدهماء والرعاع) أو علي أفضل تسمية (العامة) من أبناء الباشوات ، وهذه إساءة كبري ومساس بطبقة أبناء الباشوات ، واختلاط الحابل بالنابل.
، وهكذا اعتبرت رغبة الملك فرماناً لايرد ، وتم تطليق إبنة الوزير من عبد الغني السيد رغماً عن أنفه ، ورغم الحب الذي جمع الزوجين واذبهما معاً في زواج (علي سنة الله ورسوله) كما يقولون وبرضا الأهل كماهو واضح من الحكاية ..
هذه حكاية اسوقها لهؤلاء الذين يناضلون من أجل إثبات أن عصر الملكية كان هو العصر الذهبي الذي لم تشهد مصر مثله عصوراً من الرفاه والحرية والتمدن والمعاصرة والحضارة ، ويتباكون بصور لشوارع تعد علي أصابع اليد في بقعة واحدة من مدينة واحدة بامتداد طول مصر وعرضها ، ويترحمون علي زمنها كماترحمت فيفيان لي بطلة الفيلم الأمريكي الشهير (ذهب مع الريح) علي مااسمته بأطلال حضارة الجنوب الأمريكي الذي تمسك بأقصي مظاهر العبودية العنصرية فأطاحت الحرب الأهلية الأمريكية بأحلامه في الانفصال والاستمرار كمجتمع بني حضارته علي أساس العبودية المقيتة ..
، و(عجبي !!!)
علي رأي الرائعين العظيمين صلاح جاهين مؤلفاً وسيد مكاوي ملحناً ومنشداً لتلك الرباعيات العظيمة ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا شيكابيكا !!!
- ثلاثة مشاهد عبقرية لجان لوى ترنتنيان وهو فى سن الثمانين
- مقاربةٌ مبدئيّةٌ لمساراتِ الحربِ الأوكرانيّة
- ليلة بصحبة جيرمي أورنز وبيل اوجست
- دعوة للمشاهدة
- مقاومة مشروعة
- مواقف لايمكن إهمال دلالاتها
- قطر تحصل علي جائزة الأكثر وفاءً لسيدها
- وبعيداً عن التأييد أو التنديد ..
- هكذا تدفع الشعوب تكلفة خطايا حكامها
- عمنا أحمد مصطفي أحد أبطال تاريخنا الوطني العظام ..
- اعتراف قديم وطلب غفران متجدد ..
- إبراهيم عيسي وقاهرته وناسه
- خبر لم يكن ينبغي أن يمر مرورا عابرا ..
- عندما تكون (الدولة) فاعلاً ، ومفعولاً به ..
- تناقض قابل للحل ، وأخر جذري لايقبل الحل
- استقالة قرداحي
- لحظة عابرة ، بقيت مرارتها فى القلب …
- أنا لست رقماً تأمينياً ولاعلامة علي الشاشة ..
- معارك السوفت وير ..


المزيد.....




- اللاجئون السودانيون.. مأساة لم ينهها عبور الحدود واللجوء
- الأمم المتحدة تحذر: شبح المجاعة يهدد 40 مليون شخصًا في غرب أ ...
- تظاهرات في تل أبيب مطالبة بصفقة للإفراج عن الأسرى
- الشروق داخل معسكرات النازحين فى السودان.. حكايات الفرار من ا ...
- استشهد زوجتي وإصابتي أفقدتني عيني
- مصدر فلسطيني: عودة النازحين قضية رئيسية في المفاوضات وتوجد ع ...
- دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى
- مندوب فلسطين بالجامعة العربية يدعو لتفعيل الفصل السابع من مي ...
- عبد الرحمن: استقبال عناصر النظام البائد وتسوية أوضاعهم ممن ل ...
- دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمدى عبد العزيز - علي هامش الحكايات