أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد حبيب - دعوة للإنحلال الأخلاقي














المزيد.....

دعوة للإنحلال الأخلاقي


عماد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 1678 - 2006 / 9 / 19 - 07:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هي دعوة للإنحلال الأخلاقي بالمعنى السطحي المتعارف عليه في مجتمعاتنا الملائكيّة، و أكرّر السطحي، و إن كان هو المعنى الغالب و الذي يخطر أولا في بال كل من يتحدّث عن الأخلاق. نحن للأسف لا نرى في الأخلاق سوى كلّ ما هو قمعي لفطرة الانسان، و الجنسي منها خصوصا. أمّا الأخلاق بمعنى المحافظة على قيم الأمانة و الصدق في القول و الإخلاص في العمل فهي تأتي في المرتبة الأخيرة التي نعاجها في باب "فبقلبه و ذاك أضعف الايمان".

لا يهتمّ أحد إلاّ ما ندر بشرطي المرور الذي يوقفه بدون سبب طالبا رشوة لكي يدعه يمر، أو شرطي الحدود الذي يسأله في المطار "شو جايبلنا معك خيّو" ، لا يهمّنا كثيرا طوابير المواطنين التي بلا نهاية أمام أية مصلحة حكوميّة و لا عجرفة الموظف الحكومي الذي يتصرّف و كأنه يجود من جيبه عليك بدل قيامه بواجبه مقابل أجره. أخشى أنّ القائمة قد تطول بما لا يسمح بادراجها هنا كاملة، و لكن في كلّ الحالات، تلك هي طبيعة مجتمعاتنا، التي لا تثور و تريق الدماء الا لأشياء أخرى بعينها.

فبقدرة قادر، تجتمع كلمة المجتمع، و قوانينه و سلطته، للدفاع عن جرائم بشعة، نسميهتا جرائم شرف، و هي أشنع من العار نفسه. كم من فتاة قتلها أخوها أو أبوها أو عمّها أحيانا لمجرّد الشك أنها مارست حقّها الطبيعي و لبّت نداء جسدها الفطري . و كم من نفذ من العقاب، أو لم يقضي الا ايّاما بالسجن و هو قاتل للنفس التي حرم الله قتلها الا بالحق. تلك هي فقط، و المصيبة هنا في تلك و في فقط، الأخلاق عندنا.

لذلك كان و لا بد من هدم هذا النظام الأخلاقي، من اساسه، فلا ضير أن يكون التسامح من شيمنا في أمور علاقاتنا الانسانية الطبيعيّة، دون أن يعني ذلك حتما دعوة للدعارة أو للشذوذ، فقط هي دعوة أن تلزم هذه الأمور دائرتها الشخصيّة البحتة و تخرج من اهتمامنا المحموم بها، لتحلّ محلّها اهتمامات بفضح الفساد و تقديس قيم الحريّة والصدق و العمل و العلم.

هي دعوة صادقة للتخلّي عن الحجاب و الدعوة له بطريقة مثيرة للشكوك و هو الدخيل على الاسلام، هي دعوة للاختلاط في المدارس و الشوارع و الأماكن العامة، للمرح و الاقبال على الحياة، فالمجتمعات التي قدّست حرية الفرد و فصلتها عن الموروث الثقافي و الديني هي أكثر المجتمعات تطورا و تحضّرا دون أن أدّعي أنها ملائكيّة، ففيها سجون و جريمة و ان كان أغلب روّاد سجونها (و هذه حقيقة) هم من المهاجرين المنحدرين منّا نحن المجتمعات المنغلقة "أخلاقيّا"، هي دعوة لاخراج هذه المفاهيم المتخلّفة من دائرة الأخلاق عموما.

قيمة الحريّة هي الجديرة وحدها بالتقديس و مصلحة الانسان فقط هي ما يجب اتخاذه كهدف، و احترام و قبول الآخر مهما كان (و خاصة ممن تعوّدنا أن نسميهم ابناء القردة و الخنازير بما هو ثابت في صحيح السنّة، أو ما ندّعي أنها سنّة) و السلوك الحضاري كاحترام المواعيد و نظافة الأماكن العامة كحرصنا على نظافة بيوتنا، تنشئة ابنائنا على تذوّق الفن بدل تحريمه، و التفكّر في الأدب و طلب العلم بدل طلب البخاري و اتخاذه كتابا من دون القرآن، هذه هي الأخلاق التي يجدر بنا أن تكون من شيمنا، أمّا عقليّة الحريم، و بنية مجتمعنا الذكوري، فهي أخلاق فاسدة، أدعوا للتخلي عنها.



#عماد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد و مخبر و حرامي
- إلاّ الخيانة
- هي الحرب بترا،
- العمل خير من الصلاة
- حوار صوفي
- ظل ايروس المائي
- هل الإسلام هو المشكلة ؟
- هيفاء : نحتاج دروسا في الإغراء لشباب هذه الأمّة
- رامبوالعربي: اغتيال الفن و مصانع التخلّف
- و لمذا المذيعة عارية ؟
- رمى الله النرد و انسحب
- القصيدة التافهة
- العلمانية يا غجر
- لا بغايا و لا خاضعات
- جراحة لإصلاح ختان الإناث
- أزرق نوتردام
- إنّ محمّدا قد مات
- الإسلام الإصدار 2.01
- أحلام باريسية
- الكنيسة الأزهرية


المزيد.....




- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...
- الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد حبيب - دعوة للإنحلال الأخلاقي