أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم فنجان الحمامي - جيراننا استباحوا دماءنا














المزيد.....

جيراننا استباحوا دماءنا


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7288 - 2022 / 6 / 23 - 01:19
المحور: حقوق الانسان
    


كنا في قرية يعيش سكانها تحت خط الفقر، قرية بات فيها الإنسان سجين غرائزه، يبحث عن لذته ومتعته بالتمسح بذيل رجال السلطة الجائرة، فاختار السقوط نحو الهاوية، وتعاظمت نزعته العدوانية في الوشاية وكتابة التقارير الكيدية ضد جاره وصديقه وابن عمه وشقيقه. كانت عناصر الأجهزة الأمنية منتشرة في كل مكان، ووكلاء الأمن يراقبون الأبواب والنوافذ، ومن خلفهم المختار الذي اختار الولاء المطلق لرجال السلطة، ومعهم الطلاب المنساقين كالأغنام وراء رغبات الاتحاد الوطني. فتطوعوا جميعهم للتجسس علينا، وجندوا انفسهم لمراقبتنا والتربص بنا. كنا نقبع في كهوف الخوف والرعب، نبتهل إلى الله صباح مساء أن لا نستيقظ على صراخ فواجع الفقد، أن لا نعود إلى منازلنا فنجد أحد افراد أسرتنا قد رحل إلى الأبد، أن لا يخطف الموت أحبابنا. أن لا تأتي سيارة الأمن لتلقي القبض على إخواننا واخواتنا. .
كانت اخبار تنفيذ أحكام الاعدام بأشقائنا من الاخبار المتوالية في مسلسل الظلم والظلام، وكان جيراننا يتنافسون فيما بينهم بمواصلة كتابة التقارير الكيدية، واصبحت لديهم نظريات شيطانية في تشويه صورة الأبرياء وملاحقتهم دونما سبب. أذكر ان القواد (أبو شامة) كان يتفاخر أمام جمع من الموظفين بأنه أول من لفت أنتباه السلطات الأمنية لتحركات المهندسة (حياة) لأنها إختارت اللون الاخضر الفاتح لطلاء أبواب مكتبها بدلا من اللون الغامق، فكان تصرفها البريء في نظر هذا القواد من الأدلة القاطعة التي تعكس بغضها للسلطة، فحكموا عليها بالإعدام. .
يقولون ان الجدران لها آذان، لكن جدران بيوتنا كانت لها عيون تتلصص، وانوف تتحسس، ومخالب تتلمس، ومجسات مزروعة في كل ركن من أركان مدارسنا واسواقنا وأماكن عملنا، حتى المساجد والمقاهي وصالونات الحلاقة وعيادات الاطباء التي نرتادها كانت مزروعة بالبصاصين. ثم اتسعت دائرة الأخلاق الذميمة، وتعمقت السلوكيات المشينة، فتقطعت أواصر القربى، وتفرّق الناس، حتى صار الاخ يغدر بأخيه، والقريب ينتقم من قريبه، والصديق يشي بصديقه، ويتحامل الجار على جاره. .
فكم تهدمت بيوت، وتبعثرت عوائل بسبب المشائين بالنميمة، الساعين لقتل الناس، المفرقين بين الأحبة، المتتبعين لتحركات الجيران من أجل الوقيعة بهم بأساليب دنيئة. كانوا يعملون بوظيفة (گرّاش) عند الحكومة، والگرّاش أو القرّاش مهنة حقيرة تطلق على الوشاة والنمامين. يقولون: أَقرشَ فلانٌ بفلان: وشَى به، وحرَّشَ به. .
كانت قريتنا تعج بالقرّاشين الذين باعوا انفسهم للشيطان مقابل السماح لهم بأكل لحومنا. وربما جاء اصطلاح (العلّاسة) ليعطينا صورة مفزعة عن تمادي جيراننا في الإجهاز علينا، فالعلّاس: كلمة فصحى تطلق على الشخص الذي يتناول طعامه بشراهة، فقد كنا نعيش بين الضباع المرقطة والضباع المخططة. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وسوء الإدارات البحرية
- من فيكم قرأ معاهدة بورتسموث ؟
- التحكم بالطقس - ونظرية المؤامرة
- الزعيم الذي تحول إلى بلدوزر
- جغرافية الطوز والرماد
- على مفترق ثلاث طرق سياسية
- توجهات الحكومات نحو التعتيم. . لماذا ؟
- من قال ان شمال العراق مهدد بالزوال ؟
- التاريخ يكتبه المغردون
- خارطة طريق لاستيراد القمح من روسيا
- صداع سياسي في جمهورية القلق
- الجواميس وحلبات التلاعب الجيني
- منك لله يا حمامي
- قرارات لتسفير الأبقار وترحيل النفط
- ( چا ) القاتلة - ومحلها من التقييم
- كتاب: منتصف الليل في واشنطن
- مدينة اللاءات الثلاث
- تناقضات سياسية ينفرد بها العراق
- كتاب: سيد اللعبة. الثعلب الذي خدع العرب
- النشاط البحري للبصرة من 1546 الى 1743


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم فنجان الحمامي - جيراننا استباحوا دماءنا