الهامي سلامه
الحوار المتمدن-العدد: 1678 - 2006 / 9 / 19 - 07:24
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
ولمن لا يعرفون الاستاذ عصفور, فقد كان هو ناظر مدرسه الاقصر التانويه في الستينيات من القرن الماضي , ولما كان التاريخ لا يتحرك كثيرا في بلدنا, فقد تذكرت هذا المربي الفاضل بعد عشرات السنين في واقعه حدثت معه, وما زالت عالقه بذهني بالرغم من الفتره الزمنيه الكبيره التي تفصل ماببين الواقعه والذكري.
الجميع يذكر ان فتره الستينيات, كانت تحمل كثيرا من الزيف السياسي , وكانت اشهر المهرجانات السياسيه التي كنا نمارسها هي مهرجانات المبايعه والتأييد , التي كان عمادها الطلبه ,
بالرغم من ان كثيرآ منهم لم تكن تنطبق عليه شروط المواطن الكامل حيث لم نبلغ سن الانتخابات او اداء الخدمه العسكريه كما حدده القانون وبجانب الطلبه كان صغار الموظفين والعمال الذيم منهم ابي والذي لم اعرف عنه انه مارس اي نشاط سياسي قبل الثوره ولكنه كان دائم الذهاب مع وفد عمال المصلحه ليقفون امام مجلس الشعب لسماع خطاب السيد الرئيس من خلا ل مايكرفونات موضوعه في الشوارع المحيطه بالمجلس بالرغم من ان كثيرين واعتقد ان ابي منهم كانوا يزوغون في احياء القاهره للفرجه علي النسوان التي لا يرون مثلها في الصعيد اولقضاء مصالح اخري اهم من الخطاب وبالطبع هولاء كانت تفوتهم الغنائم التي تتراوح مابين اليفط القماش وهذه للمحظوظين حيث تصلح لعمل ملابس داخليه لتغطيه عوره لرجال اذاكانت بيضاء, او السيدات اذا كانت ملونه وبالطبع لا يهم الكلمات التي تغطي العوره والتي لم يزيلها البوطاس( كان يستخدم لغسيل الملابس في ارياف مصر وصعيدها في تللك الحقبه) اما الاقل حظا فينوبهم قطع الخشب التي تحمل الصور او اليفط وكنت تعرف الذين حضروا من الذين ذوغوا بما يحمله تحت ابطه من قطع قماش وخشب عند عودته لبلدته بالدرجه الثالثه وبالطبع هذا كان هو الجزء المعلن من تاجير الحناجر والزمم , ويقال ان هناك ايضا تعريفه نقديه لشراء هولا ء المواطنين, وللاسف لا ادري قيمتها.
السابق هو الممارسه الجماهيريه الحقيقيه في تللك الحقبه التي سبقها نصر 56 ( الذي اعطي اسرائيل قريه ام الرشراش لتصبح مينا ايلات وضمنت حدود اسرائيل بقوات دوليه) وتلاها نصر اللاءت الاربع في 67 ونصر الجماهير التي خرجت تطالب الريس الا يتنحي.
ويمكن القول ان العمل السياسي لثوره 52, يتلخص في نظام فاشي يوظف الصوت العالي من خلال طلبه يرغبون في التزويغ من الدراسه ومن خلال طبقه عماليه اعدم قيادتها وحل احزابها العماليه وارتشت بمكاسب وهميه بلغت قمه, اهانتها منحه , ولتنتقل ملكيه راس المال من الراسماليين للبيروقراط والعسكريين.
وفي هذا المناخ الفاشي كان الناظر عصفور الذي لم يتح لي ان اتحدث معه اطلاقا ولكني اتصور ان هذا الرجل بحكم انه في الغالب كان ابن الحقبه الليبراليه كان يري كل السابق وكان له في مدرسه الاقصر الثانويه موقف في موسم المبايعات الذي يبدأ ببرقيات ثم يليه مو سم المسيرات وكنا كطلبه نرغب بدايه التزويغ من الدراسه, قبل ان تاتي التعليمات للادارات التعليميه ببدء المسيرات, وكان هناك صراع مابين الطلبه والاداره التي يقودها الناظر عصفور من اجل استمرار الدراسه من عدمه.
وكا ن كل طرف يمارس حيله من اجل ان ينتصر علي الطرف الاخر, مثل ان تضع الاداره العلم المصري, واليافطه المدرسيه, التي تحمل اسم المدرسه في وسط طابور الصباح , للايحاء باننا سنخرج مسيره ثم يتم حركتنا فصل وراء اخر ولكن الي الفصول وليس الي الشارع وعندما ادرك الطلبه خداع الناظر, فان الطلبه احضروا حمار وركبه احدهم وسار به وسط الطابور المدرسي هاتفا للسيد الرئس وراءه باقي الطلبه حاملين العلم المصري واليافطه المدرسيه الي الشارع , ونسير نحن مع المسيره كل منا الي اقرب نقطه قريبه من منزله حيث يعرج عليه , اما الفراش المسكين مالك الحمار (لقب العمال الذبن يعملون في المدارس والذين كانوا في الغالب من مناطق ريفيه بعيده وكانوا يستخدمون الحمير كوسيله انتقال) فكان عليه ان يركض خلف المسيره لاسترداد حماره, الذي تحول بقدره قادر الي حمار ثوري يتقدم مظاهره تهتف للسيد الرئس.
وفي هذا الصراع كانت قمه نصر الناظر عصفور عندما استطاع ان يرجعنا للمدرسه بعد ان سرنا لمسافه 100 متر في الشارع ,ولما كان علي كل قوي هناك اخر فوقه, فأن الهزيمه الساحقه للناظر عصفور كانت بواسطه حناجر مسيره اشاوس مدرسه الصنايع الذين حضروا لمدرستنا واخذوا يهتفون, عصفور ياشيوعي, عندها انهارت مقاومه الرجل حتي نهايه المرسم , و اضطر ان يخرجنا من الدراسه في منتصف الحصه الاولي , بالطبع لا يعنيني صحه هذا الاتهام من عدمه ولكن مايعنيني هو هزيمه الرجل التي لم اقدر عمقها الابعد ان كبرت.
ولاشك ان الموقف المتخاذل للناظر عصفور هو الاساس في العمل السياسي فنحن فبعد ان كنا نخشي اجهزه الامن اصبحنا الان نخشي جمهور ربته الفاشيات القوميه والاسلاميه ومعهم قيادات يساريه (بدلا من ان يكون دورها قياده الجماهير وتربيبتها
, لبست عباءه الجماهير وهتفت معهم هتافهم , ولا تدري ان كان هذا نابعا من موقف اصيل متطابق مع رؤيه الفاشيين, بحكم انهم عاشوا وتربوا في نفس المناخ, ام انهم يحاولون تطبيق المثل القائل (اليد البطاله نجسه) او يحاولون خداع جماهير غيرهم من القوي السياسيه الاخري .
واصبحت اراء الكثيرين لا يمكن التعبير عنها في مصر بوضوح, فانت لا يمكنك الاختلاف ,حول موقف حماس او مشكله دارفور او العراق, وكان هذا الموقف شديد الوضوح عندما بدأت مغامره حزب الله, حيث ان كثيرين من المعارضين لم يمكن امامهم الا يصمتوا ليس فقط امام الجماهير التي ربتها الفاشيه القوميه والاسلاميه ولكن ايضا امام اليساريين وبالرغم من ثبوت صحه رأي الصامتين حيث اعترف حسن نصرالله بتهوره عندما ذكر ما معناه انه لو كان يعرف ان رد اسرائيل كان بهذا العنف لما قام بخطف الجنديين, وحتي الان وبعد انتهاء المغامره واتضاح الهزيمه التي فرضت عليه شروط ماكن يقبلها من قبل فانك لازلت تقرأ لهولاء الذين لا يخجلون من الصحفيين والكتاب ويقولون انها اول مره تهزم فيها اسرائيل وترضخ لقررات الامم المتحده وتنسحب وهذا التضليل الذي يقول نصف الحقيقه متغاضيا عن عمد عن النصف الاخر منها (اسرائيل حققت كل ماكانت ترجوه من وجود حزام امني و لبنان تخضع الان مجالاته البريه والبحريه لاشراف قوات دوليه.) وهذا ليس بجديد علي المدرسه الفاشيه الحزبيه التي هي امتداد للمدرسه الحكوميه فهم لم يتغيروا من خمسينيات و ستينيات القرن الماضي والي الان, فالذين تغنوا بنصر حزب الله ,هم نفسهم الذيين غنوا لنصر 56 متناسيين ام الرشراش والقوات الدوليه التي ضمنت حدود اسرائيل.
وازعم ان اكثر المعادلات صعوبه للفهم هو موقف اليساريين الذين ايدوا مغامره حسن نصرالله فكيف تخلوا عن كل القيم العلميه والمعرفيه ليؤيدوا مغامره محكوم عليها بالفشل ولا يخوضها الا ميتافيزيقي يري انه ليس هو الذي يرمي ولكن الله هو من يرمي وان كان حزب الله ٌدمارس شيأ من العلميه الساذجه وهو انه اطلق صاروخين ولم يعلن احد عن مسؤليته عنهم قبل فتره زمنيه من عملياته ليعرف ماذا سيكون رد فعل اسرائيل وعندما لم يجد رد فعل اعتبر ان هذا سيكون موقف اسرائيل في عمليه خطف الجنديين.
وهناك نقطه اخري, اذا كان اليساريون قد رفضوا موقف مرشد الاخوان, عندما قال قولته الماثوره ( طظ في مصر انا يحكمني واحد من ماليزيا) فكيف يقبلون موقف حسن نصرالله عندما مارس السياسه لحساب اخرين لا يتمتعون بالمواطنه اللبنانيه سواء في طهران او دمشق او غيرهم ولم يعنيه الخراب الذي اصاب البنيه الاقتصاديه اللبنانيه, ثم اشتري بالدولارات سكوت جماهيره التي من الواضح انها ايضا اصبحت مثل عاكف ونصرالله لا يعنيها وطنها وغالبا ما ستصبح طظ في بلدي هي الشعارالسياسي للجماهيري العربيه في المرحله القادمه.
عموما, الكلام الذي يمكن ان يقال للجميع كثير, وليس امامي الا ان اعتذر عن طفولتي الفكريه للناظر عصفور او لروحه بعد مرور 40 سنه علي شماتتي فيه لانه لم يستطع ان يثبت اما حناجر الغوغاء فكثيرون وقفوا مثل موقفه ولم يستطيعوا التعبير عن رايهم بصراحه امام يساريين سخطتهم الايام ليصرخوا مع الجماهير التي تطلب من الحبيب ان يضرب تل البيب ولكنه انتهي خلف الليطاني.
#الهامي_سلامه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟