|
نظرة عامة على المشهد الاجتماعي السياسي في إيران اليوم (2)
عبدالرحمن مهابادي
الحوار المتمدن-العدد: 7287 - 2022 / 6 / 22 - 15:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك تيار وهمي ولا أساس له في الواقع في إيران يسمى بـ "مناصرة الملكية!" ويعلم الجميع جيدًا، وخاصة الإيرانيين أنه إذا كان التيار المسمى بـ "مناصرة الملكية" تيارًا جادًا لكنّا قد شهدنا ما يلي: أولًا: أثرًا لأنشطته ووجودًا لتشكيلاته داخل إيران أو خارجها خلال العقود الـ 4 الماضية! ثانيًا: قيام ديكتاتورية الملالي باعتقال واحد أو أكثر من أعضائه والزج بهم في السجون وتعذيبهم وإعدامهم! ومن بينهم مَن يرددون مثل هذه الشعارات! ثالثًا: في انحياز واضح، أدانت ديكتاتورية الملالي الديكتاتورية السابقة واحترمت حقوق ومطالب الشعب الإيراني والتيارات السياسية المعارضة للديكتاتورية، وكانت تعلن عن منبر شعبي وطني لمستقبل إيران! رابعًا: مرة أخرى، في اصطفاف واضح مع مقاومة الشعب الإيراني، كانت ديكتاتورية الملالي تخطو خطوة إلى الأمام! بيد أن حقيقة الديكتاتورية وفلولها شيء آخر. وإذا كان هناك تيار يسمى بـ "مناصرة الملكية" على أرض الواقع ويشارك في ساحة المعركة لمواجهة الديكتاتورية، وكان تيارًا جادًا، فلماذا يصرخ رافعي شعار "طيب الله ثراك يا رضا شاه"، رغم أنه متوفي وتمت الإطاحة بابنه أيضًا وهرب وتوفى، وأصبح حفيده المطرود المقيم خارج البلاد أيضًا متعاطفًا مع الديكتاتورية؟ خصائص النظام الدكتاتوري! لا يوجد فرق كبير بين نظام ديكتاتوري أو عدة أنظمة ديكتاتورية في أرض معينة! وإيران مثال على مثل هذه الأرض مع العديد من أوجه التشابه بين ديكتاتوريات الشاه وديكتاتورية الملالي. فعلى سبيل المثال نجد أن كلتا الديكتاتوريتين تعيشان على رؤوس أموال الشعب الإيراني وأصوله المغتصبة، ولا تفكران في شيء سوى المحافظة على انتزاع السلطة عنوة من أبناء الوطن. وهذا هو السبب في أنهما غير شرعيتين، ومعاديتين للشعب. فكلتاهما لصتان، وطاغيتان، ومتعطشتان للدماء، وتعملان ضد مصالح الشعب الإيراني، وتتَّبعان سياسة مجتمع الحزب الواحد. وكلتاهما عدوتان للحرية الفردية والاجتماعية، حيث تقومان باعتقال الأحرار والزج بهم في السجون وتعذيبهم وإعدامهم. وكلتاهما عدوتان للأقليات في المجتمع ولم تعترفا رسميًا بحقوق أي شخص أو تيار معارض أو أقلية! وكلتاهما كانتا ولا تزالان مستبدتين ومستأسدتين، وتفرضان رغباتهما على المجتمع بالإكراه. ففيما يتعلق بالنساء، على سبيل المثال، ترتدي إحداهن الحجاب بالقوة، وتنزع الأخرى الحجاب بالقوة. وكلتاهما لا تتنافسان على مصالح كل منهما الأخرى. وإذا كان الشاه هو المسيطر في الماضي، وكان نظام الملالي هو المنهزم، نجد أن الأخير هو المسيطر اعتبارًا من عام 1979 والشاه هو المنهزم. والجدير بالذكر أن الصراع بين الديكتاتوريين ليس لا يمت لمصالح الشعب بصلة فحسب، بل على العكس من ذلك، يتعلق الأمر بانتزاع السلطة ليس إلا. لهذا يقول الإيرانيون: "إن إيران ليست بؤرة للديكتاتورية ولا ينبغي أن تكون كذلك". والحقيقة هي أن كلتا الديكتاتوريتين مكملتان لبعضهما البعض وليستا متنافستين. كما أنهما تتسارعان للمساعدة في نهب أبناء الوطن وقتلهم، وفي ظل الحكم الديكتاتوري لديهما مصالح مشتركة مناهضة للشعب ...إلخ. الوعي المُلح! يمكننا القول بكل شجاعة إن المقاومة الإيرانية تعمل بوعي في هذا الصدد، ودائمًا ما تركز على النضال ضد الدكتاتورية الحاكمة. كما يكمن سر تقدم المقاومة الإيرانية وما حققته من نجاحات؛ في هذه الحقيقة. ويستوجب هذا الوعي التمسك بمبدأ "لا للديكتاتورية". كما أن شعار "لا للشاه ولا للملالي" يسير في نفس المضمار. وفي الوقت الذي تركز فيه المقاومة الإيرانية على "الديكتاتورية الحاكمة"، فإنها دائما ما تبطل فلول "الديكتاتورية السابقة" برفع هذا الشعار. قدرة شعبية هائلة! بفضل مثل هذه المقاومة نجد أن الانتفاضات الشعبية للإطاحة بنظام الملالي في مأمن من أذى هاتين الديكتاتوريتين. إذ نرى المحتجين سرعان ما يرددون شعار "أغربوا عن وجوهنا أيها المرتزقة" في الانتفاضات الشعبية؛ عندما ينخرط مرتزقة وزارة مخابرات الديكتاتورية الحاكمة المعروفين؛ في هذه الانتفاضات مرددين شعار "طيب الله ثراك يا رضا شاه"، ويجبرونهم على الفرار. خصائص المرحلة النهائية للديكتاتور الحاكم لإيران! بفضل شرعية المقاومة المجيدة وصمودها وأصالتها في المجتمع الإيراني، نشهد الآن المرحلة الأخيرة من المعركة بين القوتين المتصارعتين. والجدير بالذكر أن "الانتفاضة الشعبية المترابطة" هي نتاج وجود المقاومة التي تشارك منذ أكثر من 40 عامًا في ساحات المعركة ضد هذا النظام الفاشي، وهذه المقاومة ليست متعبة ومنهكة فحسب، بل إنها تدفع نظام الملالي نحو منحدر السقوط. (ولا شك في أن ذلك يتم بدفع تكاليف باهظة في الأرواح والأموال) والجدير بالذكر أن مؤسس هذا النظام وفلوله، يسعون إلى إزالة أي أثر لمقاومةٍ مشروعة ومنظمةٍ رائدة في المجتمع الإيراني، من خلال قمع الحريات وقتل الأحرار، والقضاء على آلاف المشاريع المعقدة، وإحاكة المؤامرات الصغيرة والكبيرة داخل إيران وخارجها، بدءًا من إعدام المواطنين وارتكاب المجازر والافتراءات وبث الشائعات والتهديد والترويع، وصولًا إلى شن الهجمات العسكرية والإرهابية، وعقد صفقات ضخمة مع الأطراف المناصرة لسياسة الاسترضاء خارج إيران ...إلخ.
ونجد على الجانب الآخر من نظام الملالي أن المقاومة الإيرانية أصرت منذ اليوم الأول بناءً على الرغبة الرئيسية للشعب الإيراني؛ على ضرورة الإطاحة بنظام الملالي، ولن تتخلى على الإطلاق قيد أنملة عن إرادتها واستراتيجيتها، وضحَّت بالغالي والنفيس وصمدت. فكم كثيرة هي الخناجر التي لم تنهال على جسد هذا النظام من الأطراف الصديقة وتيارات المعارضة المنافقة. وكم كثيرة هي الدماء التي سُفكت ظلمًا ولم تتدفق من جسد هذا النظام الفاشي، ويا لها من تكاليف مادية وروحية كبيرة لم تتكبدوها في هذا الطريق. يُتَّبع @m_abdorrahman *کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
#عبدالرحمن_مهابادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرة عامة على المشهد الاجتماعي السياسي في إيران اليوم (1)
-
انتصار الشعب الايراني على الديكتاتورية أمر حتمي!
-
الإجرام المتجلي في الفقر والغلاء في إيران
-
إيران المعاصرة تحت مجهر العدالة والإنسانية
-
الحركة النسائية العالمية في مدار جديد من معادلات إيران والعا
...
-
لم يبقى طريقا ولا خيارا سوى النصر النهائي على الديكتاتورية ف
...
-
التفاوض مع النظام الإيراني يتعارض مع مصالح الشعب الإيراني وا
...
-
العراق .. في السنة الميلادية الجديدة؟
-
قُرِعَت أجراس الخطر ضد النظام الإيراني!
-
نظرة على الجولة السابعة من المحادثات النووية بين الدول الغرب
...
-
نظرة على الإنتخابات العراقية الأخيرة، وفقدان العمق الاستراتي
...
-
نظرة على الإنتخابات العراقية الأخيرة ، وشرخ العمق الاستراتيج
...
-
نظرة على الوضع الإقتصادي لنظام الملالي في رئاسة إبراهيم رئيس
...
-
إيران عشية انتفاضة أخرى!
-
الهارب من العدالة! 2-2
-
الهارب من العدالة! 2-1
-
هزيمة إلى الهزائم المتوالية للنظام الإيراني!
-
صورة الوضع في إيران ودور المقاومة!
-
لماذا ذهب رئيسي إلى طاجيكستان ولم يذهب إلى الولايات المتحدة؟
-
قوى المقاومة الإيرانية المركزية وبضع نقاط !
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|