أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - نقراً وكفراً بالحياة .. سورية تغرق في دوامة الفقر














المزيد.....

نقراً وكفراً بالحياة .. سورية تغرق في دوامة الفقر


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1678 - 2006 / 9 / 19 - 07:22
المحور: المجتمع المدني
    


الحاجة أم الاختراع , بهاتين الكلمتين انطلقت البشرية من الجحور إلى القصور , ومن قاع الأرض إلى الفضاء , لتبحث في الأعماق وتتقصى بواطن الأشياء , لتتسابق مع الأقران الآخرين وتقدم ما هو جديد بضره ونفعه .
في بلادنا اليوم بقيت الحاجة ودفن الاختراع في عوالمٍ مجهولة , ولأنّ الحاجة ملازمة للإنسان فطرياً أياً كان موقعه, فلا يمكن دفنها, بعكس الاختراع الذي يأتي نتيجةً لحاجةٍ ما , وبالتالي إذا ضعفت الحاجة لما هو أفضل واتجهت نحو الأسوأ , تلاشى الاختراع كلياً , جميع ذلك مرهون بالعقل الموجه الرئيس للحاجات.
وكشفاً لعقول السوريين, ونظرتها للمستقبل القادم , لا ترى ما يبعث على الأمل , ما تراه أناس أثقلهم الفقر , فنسوا معنى الحياة , لا يريدون الوصول إلى القمر أو اكتشاف الذرة , فقط يبغون شربة ماء نظيف وكسرة خبز ليسدوا بها رمقهم .
عودٌ على بدء , أشرنا إلى أن الحاجة تولد الاختراع , الطرائق التي توصل إليها الفقراء غاية في الابتكار جمعاً للمال عن طريق التسول ( الشحاذة) فهي ظاهرة قديمة وليست بجديدة , فالجديد فيها جمع المال بطرائق مختلفة , لدرجة أنها أصبحت عمل من لا عمل له.
ليس خافياً أنّ الشحاذة ظاهرة سلبية ومميتة للمجتمعات , والشحاذون بطبعهم أناس فقراء وبسطاء , فلولا الفقر لما وجدتهم يجوبون الشوارع ذهاباً وإياباً , كما يقال مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ , جميعنا يستذكر الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان مؤخراً , وما تلاها من نزوح مؤقت لآلاف اللبنانيين صوب سورية الشقيقة , وعلى أثر ذلك بادر بعض الشحاذين السوريين لجمع المال على اعتبار أنهم لبنانيون انقطعت بهم سبل العودة إلى ديارهم ... إذا لم تستح ففعل ما شئت .
مشاهدٌ أخرى تدمي القلوب وتستقطر المآقي , أطفال يتسكعون في الشوارع , تحت لهيب الشمس الحارقة , وقطرات المطر الباردة , صدقوني لا يمر يوم إلاّ وأصادف في طريقي نسوة وأطفال يمدون يدهم لي طالبين العون مني , وما عساي أن أفعل , والأقسى من ذلك عندما تصادف شاباً سورياً يقف بقامته الممشوقة أمامك طالباً العون , و ليكتمل المشهد يطل على إحدى الفضائيات سورياً يخبرنا أن لا فقر في سورية , ودليله أن الكلاب فيها لا تعرف الجوع , فهي لا تنام إلاّ بعد أن تتخم بطونها
بالطعام , وآخر يقول الشعب في سورية يأكل من القمامة ... حقاً إنّه مشهدٌ مقلوب بين الكلاب المتخمة والبشر الجائعة في سورية .
أتساءل في قرارة نفسي ماذا لو فرضت عقوبات دولية على سورية وضرب عليها حصاراً خانقاً كما ضرب على العراق في التسعينات ؟ وجهت هذا السؤال على بعض الأصدقاء علني أصل إلى إجابة علمية , لكن دون جدوى , الجميع صمت برهة ولم يجب, للإجابة على هذا السؤال , أتذكر ذات مرة , عندما كنت طالباً إعلامياً في جامعة دمشق , وقاله لنا أستاذ التاريخ المعاصر وقتها الدكتور يوسف نعيسة , أنتم ماذا تعرفون عن الفقر والبؤس؟ صمتنا جميعاً وتابع قائلاً ... لقد اكتظت شوارع دمشق أثناء الاحتلال العثماني لها قبيل الحرب العالمية الأولى بجثث الناس الذين ماتوا جوعاً وفقراً في العراء ... على أي حال التاريخ دائماً يعيد نفسه قريباً كان أم بعيداً.
قالوا عن الفقر أنّه يعني الغربة , والفقر ليس عيباً , نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم كان فقيراً , العيب هو أنّ يشعر المواطن بالغربة داخل وطنه , دولاً كثيرة احتفلت بالقضاء على الأمية والفقر والبطالة , في حين أننا لم نحتفل بشيء من هذا القبيل .
إنّ أحاديث الإصلاح والتغيير المتداولة في سورية , لا طائل منها بالنسبة للمواطن العادي المشغول في تأمين لقمة عيشه , فلسان حاله يقول ... أريد العيش مستوراً مع أولادي حتى آخرتي , وللذين يتحدثون عن الإصلاح , حرياً بهم أن يصلحوا ويغيروا ما بأنفسهم بقوله تعالى في سورة الرعد ,
( إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
إذاً , لا للتغيير , لا للإصلاح ... نعم للحياة الكريمة , نعم للقمة العيش .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلوكوست سبتمبر .. ولادة يوم جديد
- نهايات وخيمة
- إسلام (فوبيا) والغموض الخطر
- التفكير العقلي في الإسلام
- الإرادة الإنسانية .. مخيّرة أم مسيّرة ؟
- نسبية الحرية في المنظور الإسلامي
- حقوق الإنسان دينياً ودنيوياً
- صمت الآباء .. يقطعه .. الأبناء
- نصر الله وحديث الأمهات
- المحاور المتصادمة مصلحياً
- حروب في زمن اللاحروب
- حول رمزية المقاومة المطلقة
- الفيدرالية ومستقبل المنطقة المرهون فيها
- لبنان بين استقلالين
- التجديد الديمقراطي المطلوب عربياً
- ديمقراطيتنا بين الفوضوية والانضباطية
- لبنان : ساحة مفتوحة لتصفيات محسوبة
- السقطة القادمة
- أنشودة الفداء
- أشراف المعارضة السورية


المزيد.....




- عمال إغاثة: أهم مستشفى في دافور يتعرض لإطلاق نار
- -الأونروا-: أكثر من مليون نازح أجبروا على النزوح مجددا من رف ...
- ألمانيا .. جدل بشأن إعادة اللاجئين الأوكرانيين العاطلين عن ا ...
- تواصل التحقيقات بشأن الهتافات العنصرية وسولت تكافح من أجل سم ...
- رغم قرار الإفراج عنه.. الاحتلال يحوّل المعتقل محمد خضيرات ال ...
- الخارجية الروسية تدعو الأمم المتحدة لإدانة الهجوم الإرهابي ع ...
- الاحتلال يحول فلسطينيا مريضا بالسرطان للاعتقال الإداري 6 أشه ...
- الإمارات تقدم 25 مليون دولار لبرنامج الأغذية العالمي لدعم ال ...
- الأمم المتحدة تعليقا على قصف سيفاستوبول: يجب تجنب سقوط ضحايا ...
- الأونروا: إسرائيل قصفت 69% من المدارس التي تؤوي نازحين بغزة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - نقراً وكفراً بالحياة .. سورية تغرق في دوامة الفقر