أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الغباء عاهة تشل تفكير نخب النظام الجزائري (تتمة)















المزيد.....

الغباء عاهة تشل تفكير نخب النظام الجزائري (تتمة)


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7286 - 2022 / 6 / 21 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أجل تكوين فكرة عن نخب النظام الجزائري (نستعمل كلمة نخب، تجاوزا) تكفي حلقة نقاش واحدة - في بلاطو يضم، إلى جانب مسير أو مسيرة الحلقة، أشخاصا يسمونهم محللين، بغض النظر عن موضوع التحليل وتخصص المحللين - لندرك أن السمات الأبرز لنخب هذا النظام، هي الغباء الطافح والفقر المعرفي المدقع والغياب التام للنزاهة الفكرية والأمانة العلمية والواقعية والموضوعية..؛ أما التواضع والمنطق والاحتكام إلى العقل واستنطاق الواقع... فهذه أشياء لا تدخل في اهتمام هذه النخب التي تعاني من الجهل المركب ومن العقد تجاه المغرب ("المرُّوك"، المخزن...) الذي يشعرهم بالدونية والحكرة وغيرهما؛ لذلك، كلما ذُكر اسم المغرب، يخرج المتحدث عن طوره ويدخل في موجة من الزعيق والنهيق، مسهبا في السِّباب والشتم وغيره. ولا تتحرج هذه النخب - مهما كان مستواها التعليمي (ولا أجرؤ عن استعمال عبارة مستواها الثقافي لأن الثقافة تترك أثرا إيجابيا على الشخص المثقف؛ وهو أمر لا نراه في هؤلاء القوم الذين هم صم بكم، فهم لا يعقلون) – لا تتحرج من ترديد لغة النظام الفاشل الذي أوصل البلاد إلى الحضيض، والقادم أسوأ.
طبيعي أن يكون الغبي جاهلا ومحدودا في فكره وتفكيره بفعل ضعف مؤهلاته العقلية والإدراكية؛ وهذا الضعف يؤثر سلبا على مستواه المعرفي والثقافي، حتى وإن وصل إلى أعلى مستويات التعليم وحصل على أعلى الشهادات (وليس المقام هنا للتساؤل: كيف ذلك؟). وطبيعي أيضا أن يغيب المنطق والحكمة في تفكيره وسلوكه وقراراته؛ لذلك، تجده يخبط خبط عشواء، فيتسبب لنفسه ولغيره في أضرار لا حصر لها. وواقع الجزائر الحالي (اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا وديبلوماسيا...) يغني عن كل تفسير أو توضيح.
القاسم المشترك بين نخب النظام، بغض النظر عن التكوين الذي تلقته ومجال التخصص الذي اختارته، هو العمى السياسي الذي تتقاسمه مع النظام، بحيث تسير في خطاه وتسايره في عماه وفي تهوره الذي سينتهي به، لا محالة، بالوقوع في هوة سحيقة لن يستطيع الخروج منها، ولن يجد الشعب الجزائري، آنذاك، نخبا حقيقية قادرة على إنقاذ البلاد والعباد من الفوضى والتطرف.
لن أطيل في الحدث عن غباء النخب الإعلامية؛ فهذا أصبح من البديهيات؛ إذ يعكسه بجلاء الإعلام الجزائري الرسمي منه والشبه الرسمي. فوكالة الأنباء الجزائرية تفضح نفسها بنفسها أمام العالم بنشر بلاغات عن حرب وهمية (وبعثة الأمم المتحدة- المينورسو- شاهدة على كذبها البواح) تشنها دويلة الوهم التي "تحتل" الجزائر الشرقية بإرادة النظام العسكري، وتتخذ تندوف عاصمة لها. وكما أن النظام الجزائري جعل من المغرب عدوه الكلاسيكي وقضيته الأولى قبل كل القضايا؛ والأصح أن الجزائر ليس لها من قضية إلا المغرب (أي معاداة مصالح هذا الأخير رغم ما يكلفها ذلك من خسائر فادحة، ماديا ومعنويا)، فكذلك الأمر بالنسبة لإعلامه الغبي. فإلى جانب وكالته الرسمية التي يسميها بعض "اليوتوبرز" المغاربة "وكالة الصرف الصحي" (وهو، في الواقع، اسم على مسمى نظرا لما تنشره من أكاذيب وترهات وسفاسف)، فإن هناك جرائد وقنوات مثل الشروق والنهار والبلاد وغيرها، لا تعرف للمهنية سبيلا، ولا للآداب الإعلامية معنى؛ ولا حظ لها من الأخلاق المهنية؛ لذلك تجدها تسبح في بحر من الفضائح بسبب غباء المشرفين عليها والعاملين فيها. ومن الأمثلة على هذه الفضائح، إلى جانب البيانات العسكرية عن حرب وهمية ضد المغرب (فاق عددها، منذ تعليق دويلة الوهم لاتفاق وقف إطلاق النار، خمس مائة بيان)، قيام الإعلام الجزائري بتصوير الطوابير التي تعرفها البلاد طولا وعرضا، ثم ينشرها على أنها تحدث في المغرب لادعاء أن هذا الأخير يعاني من المجاعة؛ بل هناك من تحدث عن ثورات هنا وهناك، بينما العالم يشهد ما تنعم به بلادنا من الأمن والاستقرار، والديمقراطية، أيضا، إذ حق الاحتجاج مكفول.
من المعقول والمقبول أن يَغِير الإنسان على بلده وأن يدافع عنه بكل قوة؛ لكن ليس لا من المعقول ولا من المقبول أن يسلك في هذا الدفاع طريق الكذب والتضليل؛ ففي هذه الحالة، يضر بصورة بلاده وبمصالح مواطنيها. فالإعلام الرسمي والشبه الرسمي في الجزائر لا يتحرج من نشر الأكاذيب التي لا تصمد أمام الحقيقة والواقع (حبل الكذب قصير، كما هو معلوم)، فيكتشف الرأي العام الخارجي مدى تفاهة وسفاهة هذا الإعلام؛ وبالتالي، تفاهة وسفاهة النظام الجزائري نفسه.
الحديث عن نخب النظام قد يتمطط إلى ما لا نهاية، نظرا لتعدد الأمثلة وتنوعها وتشعبها. وحتى لا أطيل أكثر من اللازم، أكتفي بالوقوف قليلا عند نموذجين ينتميان إلى نخبة لها وضع اعتباري في كل المجتمعات. يتعلق الأمر بأستاذين جامعيين. الأول أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية (ويُقدم أيضا في حلقات النقاش كمحلل اقتصادي وسياسي، وكخبير في العلاقات الدولية والديبلوماسية، وأستاذ القانون العام بجامعة الجزائر1...)؛ إنه الدكتور فريد بن يحيى.
لست مؤهلا لتقييم عمله كأستاذ باحث وكمحلل اقتصادي وديبلوماسي أو كرجل قانون؛ فتخصصي بعيد كل البعد عن هذا المجال. لكن يهمني رد فعله، في حلقة نقاش حول الأزمة الديبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا. لقد كشف، في هذه الحلقة، عما يحمله في قلبه من غل وحقد تجاه المغرب. لقد كان كافيا أن يضع عليه أحدهم سؤالا عن أسباب الأزمة وتبعاتها، وأشار السائل (من باب المقارنة) إلى المغرب وما حققه من مكاسب ديبلوماسية، فخرج الرجل طوره وانفجر في وجه السائل وهو يرغي ويزبد ويتهم هذا الأخير وأمثاله بأنهم هم من يعطون القيمة للمغرب ويصنعون منه قوة، بينما هو "ولا شيء"، كما قال؛ ثم استنجد بقاموس النظام من قبيل الجزائر قوة ضاربة، قوة قاهرة، قوة عظمى... واستمر في الهذيان كأنما أصيب بنوبة جنون.
النموذج الثاني يمثله باحث جامعي يرأس رابطة الكفاءات الجزائرية بالخارج، مدير مكتب فرنسا للمنظمة الدولية لحقوق الانسان والدفاع عن الحريات العامة، عضو مؤسِّس لمكتب دراسات أحمد بابا مسكة في باريس حول الصحراء الغربية. هذه صفات يقدم بها نفسه وتقدمه بها بعض المنابر الإعلامية، وبالأخص "فرنسا 24"، التي لا يخفي بعض صحافييها تحاملهم على المغرب. لذلك، تجده حاضرا في هذه القناة من حين لآخر.
هذا الشخص يدعى الدكتور محمد بن خروف؛ ويبدو من المهام التي يتحملها أنه مقيم بعاصمة الثقافة والفكر باريس؛ لكن لا أثر لثقافة هذا البلد على هذا الرجل الذي ظل خطابه يحاكي خطاب حكام المرادية و"حكام" تندوف. ولا شيء يوحي بأنه، بالفعل، باحث رغم حصوله على درجة دكتوراه.
لقد حاولت أن أجد شيئا من مساهماته العلمية، فلجأت إلى "جوجل"، لكن دون فائدة. فكل ما وجدته هو عبارة عن تسجيلات بالصوت والصورة لبعض مشاركاته في "فرانسا 24"، وفي قناة النهار الجزائرية. وفي هذه التسجيلات، لا شيء يوحي بأنه باحث؛ إذ تدخلاته لا تدل على أنه أكاديمي.
إلى جانب هذه التسجيلات، وجدت نصا بعنوان "الدكتور محمد بن خروف يدين الاعتداء العسكري على الشعب الصحراوي". وقد نشر هذا البيان- الهذيان في صفحة تحمل اسم "شبكة الكركرات الإعلامية الصحراوية" على الفايسبوك. وهو، بالفعل، هذيان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى؛ فلا شكله مقبول (من الجملة الأولى تدرك أن النص مهلهل)، ولا مضمونه معقول؛ إذ يعج بالتناقضات والمغالطات والأكاذيب...ولو أردت أن أعددها لاحتجت إلى عدة صفحات. وسوف أكتفي بجملة قصيرة تُجمل ما قلناه عن الشكل وعن المضمون: "إن المجتمع الدولي يتحرك [لقد تحرك فعلا لكن لتزكية ما فعله المغرب] للادانة بهذا (التسطير من عندي) الاستفزاز في خرق وقف إطلاق النار [العالم يعلم أن البوليساريو هو من أعلن عن تعليق اتفاق وقف إطلاق النار] ويدعو منظمة الامم المتحدة لتعيين مبعوث خاص جديد في أقرب وقت ممكن والدعوة إلى مفاوضات مباشرة لتنفيذ قرار مجلس الأمن المعلق منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن".
فهل لا يعلم هذا الغبي كم عدد القرارات التي اتخذها مجلس الأمن منذ 2007، وكلها تنص على جدية ومصداقية مقترح الحكم الذاتي وقابليته للتطبيق؟ فلربما أن مخه قد توقف عن العمل وتجمد عند خيار استفتاء تقرير المصير المؤدي إلى الاستقلال؛ ما لم يكن السبب، هو انخراطه مع النظام، من جهة، في عملية يبيع الوهم لمحتجزي مخيمات تندوف؛ ومن جهة أخرى، في عملية إلهاء الشعب الجزائري عن مشاكله وهمومه الحقيقية.
خلاصة القول، أن الغباء عاهة تشل تفكير نخب النظام الجزائري كيفما كان وضعها وموقعها في الدولة والمجتمع. وهذا ما يجعلها فارغة علميا وأخلاقيا وسياسيا كما هو الشأن بالنسبة للنظام الذي تدور في فلكه وتتقاسم معه "الفنطزية" و"النخوة على الخوة".
مكناس في 20 يونيو 2022



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغباء عاهة تشل تفكير نخب النظام الجزائري
- ما حظ -الشيخ- عبد الإله بنكيران من الأخلاق الإسلامية؟؟
- مكناس من فرساي المغرب إلى باريس الصغرى فالقرية الكبرى
- إلى السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقرا ...
- رسالة مفتوحة من محمد إنفي إلى السيدة حسناء أبو زيد: -كِيفْ ج ...
- تفاعل على تفاعل مع مقالي -لا حاجة للاتحاد الاشتراكي بغثاء ال ...
- مأساة ريان والدروس الممكن استخلاصها من الحادث
- المؤتمر الوطني الحادي عشر: إبداع، تحدي، ثم نجاح؛ ولا عزاء لل ...
- الصحافي حميد المهداوي في دور النائحة المستأجَرة ومهمة حفار ا ...
- لا حاجة للاتحاد الاشتراكي بغثاء السيل وسقط المتاع
- دولة الجزائر ودولة المغرب بين الاسم والمسمى
- عودة إلى المؤتمر الوطني التاسع للاتحاد الاشتراكي
- هل أتاكم حديث الوزير الذي أحدث ضجة إعلامية بفقاعاته الكلامية ...
- المغالطات والمسكوت عنه في الخرجات الإعلامية لمسؤولي وزارة ال ...
- الجزائر: إلى أين يسير بها قادتها بغبائهم وسباحتهم ضد التيار؟
- المشهد السياسي المغربي على ضوء انتخابات 8 شتنبر 2021: تناوب ...
- رسالة إلى العقلاء من النخبة الجزائرية
- أخواتي الجزائريات، إخواني الجزائريين، مصدر مشاكلكم في غباء ن ...
- السيد عبد المجيد تبون، لا عزاء للأغبياء !!!
- الحاجة إلى حماية نظافة الانتخابات المقبلة ماسة لتحقيق شفافيت ...


المزيد.....




- لص يقتحم مقبرة لسرقة مقتنيات ثمينة.. شاهد ما فعله بنعش أحد ا ...
- -حدثت هناك عدة معجزات-.. وزير دفاع سلوفاكيا يصدر تصريحا هاما ...
- الجيش السوري ينهي استدعاء ضباط الاحتياط
- مؤتمر يستعرض حلول الذكاء الاصطناعي بدبي
- حرب غزة في يومها الـ226: عشرات القتلى والمصابين في قصف إسرائ ...
- روسيا وأوكرانيا.. حوار في السماء بالصواريخ وعشرات المسيرات ...
- فيديو: طلاب جامعة كيمبردج يتجاهلون وزيرة الداخلية السابقة -ا ...
- عمدة عاصمة كاليدونيا الجديدة: حصار المدينة مع استمرار أعمال ...
- وفاة سفير هندوراس لدى روسيا
- روسيا تعمل على تطوير الجيل المقبل من أنظمة الدفاع المضاد للص ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الغباء عاهة تشل تفكير نخب النظام الجزائري (تتمة)