المعانيد الشرقي
كاتب و باحث
الحوار المتمدن-العدد: 7283 - 2022 / 6 / 18 - 22:43
المحور:
المجتمع المدني
في الوقت الذي يستوجب فتح نقاش وطني راهني حول الظرفية التي يعيشها المغاربة قاطبة مع موجة ارتفاع غلاء كل أسعار المواد الإستهلاكية الضرورية، يركن الجميع لنقاشات ومواضيع جانبية لا تنفعنا في شيء يُذكر. إنني والحالة هذه، أناشد كل المثقفين بأن يكتبوا في حائطهم ولو فقرة وجيزة عن تدمر وخيبات الأمل التي يعيشها الشعب المغربي جراء الزيادات الصاروخية في الأسعار يوما بعد آخر، والخطير في الأمر، أننا آخر من يعلم بهذه الزيادات المتتالية في أسعار المواد الإستهلاكية الضرورية، حيث نستيقظ كل يوم على زيادة لا ندري الجهة المسؤولة عنها، وكأن كائنات ميتافيزيقية تعمل على الزيادات في الأسعار ليلا ونحن نيام. وأن الحكومة المغربية لا تكلف نفسها عناء التواصل مع المغاربة الذين يعانون في صمت مريب. فلا شبابنا وجد شغلا يقيه شر السؤال ولا الفئات النشيطة في العمل وجدت تفسيرا لهذا العبث الذي طال الكثير من المواد الأساسية، وأن الأجور من فرط تجميدها باتت لا تكفي لسد رمق الحياة.
لقد اكتوى المغاربة بلهيب الأسعار، وأن الوضع في تأزم يوما بعد آخر ولا حياة لمن تُنادي في بلد بات فيه الكل يتبرم بذاته دون أن نفتح نقاشا جريئا يكشف عن مواطن الخلل، بل الأنكى من ذلك، نريد فهم الظرفية التي نعيشها..
صحيح أن التحولات والأزمات - جائحة كورونا مرورا بالحرب الروسية الأوكرانية - التي يعرفها العالم لها بالغ التأثير على عديد المجالات، منها الاجتماعي والاقتصادي ثم السياسي على دول العالم وبشكل كبير تلك التي تعاني هشاشة اقتصادية. لكن هذا لا يمنع من أن تضع الحكومات مخططات تنموية وفق رؤى وتصورات عميقة للخروج والتصدي لمثل هذه الكوارث التي تعصف بالإنسان إلى دائرة المعاناة، ذلك أن العالم مقبل على أزمة جوع وخصوصا الدول النامية.
إن غياب تصورات فكرية لتدبير المجال عموما يندر بأزمات مدمرة للإنسان على الكوكب الأزرق، الشيء الذي يستدعي تكاثف الجهود واستحضار إرادة التغيير في كثير من الأحيان لمواجهة ما يتربص بالإنسان من أزمات وكوارث تُخرجه من دوائر الخلق والإبتكار وتُدخله عوالم العدم.
فإلى أين نسير؟
#المعانيد_الشرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟