أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - علاء الدين حميدي - ماذا بعد قرار البنك المركزي التونسي الرفع في نسبة الفائدة المديرية ؟














المزيد.....

ماذا بعد قرار البنك المركزي التونسي الرفع في نسبة الفائدة المديرية ؟


علاء الدين حميدي
كاتب .

(Hmidi Alaeddine)


الحوار المتمدن-العدد: 7282 - 2022 / 6 / 17 - 01:41
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


رفع نسبة الفائدة المديرية هو إجراء يلجأ إليه البنك المركزي التونسي لكبح الطلب المتزايد على السيولة في المنظومة المالية والبنكية الذي يتسبب بدوره في ارتفاع الأسعار و للحد من ضغوط التضخم التي تلوح في أفق التوقعات وتجنب أي انزلاق للتضخم قد يزيد من حدة مواطن الضعف ويعيق انتعاش النشاط الاقتصادي .يُشار إلي أن النسبة المديرية أو نسبة الفائدة هي النسبة المرجعية التي يتحكم بها البنك المركزي والتي يتم بمقتضاها تداول القروض بين البنوك والمنظومة البنكية المالية والبنك المركزي.
على غير العادة، و بتاريخ 17 مايو/أيار 2022 وكما لم يكن متوقعا رفع مجلس إدارة البنك المركزي التونسي نسبة الفائدة المديرية للبنك المركزي بمقدار مائة نقطة أساسية لترتفع من 6,75 إلى 7,75 بالمائة.
قرار الرفع جاء غداة تقرير المعهد الوطني للإحصاء ، و هو مؤسسة حكومية تونسية، ليعلن تواصل التضخم في تونس و ارتفاعه للشهر الرابع على التوالي، مؤكدا تسجيل زيادة جديدة في أبريل/نيسان الماضي بنسبة 7.5 المئة، على أساس سنوي،مرجحا يواصل التضخم الأساسي، (الذي تجاوز عتبة 7 بالمائة)، نسقه التصاعدي خلال الفترة المقبلة وهو ما يعني إمكانية مزيد تدهور الوضعية الاقتصادية، في صورة بقاء الوضع على حاله.
هذه الزيادة الكبيرة و التاريخية في نسبة الفائدة المديرية وكما كان متوقعا لها أثرت سلبا و ساهمت بشكل مباشر في الترفيع في نسبة القروض وخاصة منها ذات نسبة الفائدة المتغيرة والتي تمس من التونسيين والمؤسسات.
التضخم التاريخي الحاصل بتونس يرتبط حاليا بعدة عوامل أبرزها : عدم تعافي الاقتصاد من جائحة كورونا بشكل كلي، وارتفاع تكاليف الشحن و أسعار الوقود عالميا إضافة إلي ارتفاع أسعار المواد والسلع الغذائية عالميا.
وبالتالي، فإن أسباب التضخم الحاصل حاليا هي أسباب خارجية بالأساس، ولا علاقة لها بفائض السيولة النقدية في الأسواق فقط، وليس من المتوقع أن يعالج رفع نسبة الفائدة وحده مشكلة الغلاء والتضخم الحاصل حاليا، بل على العكس من الممكن أن تساهم الآثار السلبية لرفع أسعار الفائدة في خلق مشاكل بنيوية جديدة في الأسواق، كخلق فقاعة عقارية جديدة، وفقاعة في أسعار المعادن الثمينة كالذهب.
وبغض النظر عن السبب المعلن لرفع نسبة الفائدة المديرية ألا وهو كبح جماح التضخم التاريخي الحاصل في تونس إلا أنه من الحكمة معرفة الآثار السلبية والإيجابية لهذا الرفع، وذلك للإلمام بالنتائج التي قد تترتب عليها في الأشهر القادمة.
ومن الآثار الإيجابية لرفع نسبة الفائدة المديرية: سحب فائض السيولة النقدية من الأسواق لكبح جماح التضخم، ورفع قيمة الدينار التونسي مقارنة ببقية العملات وعلى رأسها الدولار ، و تخفيف من ضغط الطلب على العملة الصعبة.دون أن تونس مقبلة على موسم سياحي وفلاحي واعدين وسيكون لهما مردود مالي ستنتفع به الميزانية التونسية.
إذن، فرفع سعر الفائدة هو إجراء يلجأ إليه المركزي التونسي، لتصحيح الأسعار والحد من التضخم وإعادة عجلة وتكاليف الإنتاج إلى الاتجاه الصحيح.
أما الآثار السلبية لرفع سعر الفائدة المديرية فقد تكون كارثية وذات أبعاد اقتصادية أعمق، وهذه بعض الآثار السلبية: الرفع في نسبة الفائدة بالنسبة للقروض و التأثير سلبا على القدرة الشرائية للمواطن التونسي، الزيادة في حدة الاضطرابات على مستوى التزويد خاصة بالمواد الأساسية والأولية التي أدت إلى التأجج المستمر للأسعار، التأثير سلبا على الشركات والأشخاص الطبيعيين التقليص من القدرة الشرائية لدى المواطن التونسي و الأسر المتحصلة علي القروض.
إن تجاوز الأزمة الاقتصادية التونسية الحالية يقتضي من كل الأطراف المتدخلة القيام بإصلاحات هيكلية سريعة وتوفير حاجياتها الأساسية واليومية كما تقتضي ترشيد الاستهلاك في ظل هذه المرحلة الدقيقة والصعبة جدا.
(نشر سابقا بتاريخ 19/05/2022 بالمدونة الخاصة للكاتب.



#علاء_الدين_حميدي (هاشتاغ)       Hmidi_Alaeddine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توريث النجاح بتونس
- الاِصلاح التربوي في تونس .. من مهب ورشات الأحزاب
- خمسون عاما علي غراسة أراضي القيروان.. الجفنة جنة الله علي ال ...
- أيام الجامعة .. ذكرى يعود إلى الفؤاد حنينها.
- بين فشل الادارة التربوية و أزمة البيداغوجيا، المنظومة التربو ...
- البحث عن الحقيقة .. بين المصادر الشفوية و المكتوبة !..
- في ذكري المسار الثوري في تونس.. هل يتحقق يوما ما علّقه التون ...
- المجتمع المدني و الديمقراطية ، تونس نموذجا.
- الذكري 170 لإلغاء العبودية في تونس.
- إشكالية التزكيات المزورة في ظل ثغرات القانون الانتخابي.
- تسقط المناسبتية وتحيا المرأة أبديا.
- البحث العلمي في تونس بين الواقع و المنشود ( الجزء الأول )
- كانت يومها المرّة الأولي.
- ثماني و ستون سنة علي الاعلان العالمي لحقوق الانسان ،مالذي تغ ...
- الكيان الصهيوني ، اعتداءات متكررة علي السيادة الوطنية التونس ...
- الذكري 170 لالغاء العبودية في تونس .
- الفكر الاصلاحي في تونس ..هل من سبيل لاحيائه ؟
- هل هناك تعارض بين متطلبات حماية الأمن الوطني للبلاد ضد الإره ...
- الارهاب يعزف ألحان رشاشاته في تونس _هل هو كتاب فتح عليها ؟ أ ...
- المناضل الثائر ارنستو تشى جيفارا....كيف كان سبتصرف مع ( أدعي ...


المزيد.....




- موسكو: سوق النفط متوازنة بفضل -أوبك+-
- سيل الغاز الروسي يبلغ شواطئ شنغهاي جنوب شرقي الصين
- بيسكوف العقوبات الأمريكية على -غازبروم بنك- محاولة لعرقلة إم ...
- نائب وزير الطاقة الروسي من اسطنبول: الغاز يدعم عملية التحول ...
- أسعار -البتكوين-.. ماذا وراء الارتفاع القياسي لـ-الاستثمار ا ...
- الدولار بأعلى مستوى في 13 شهرا وبيتكوين تقترب من 100 ألف دول ...
- مرسيدس تعتزم خفض التكاليف واحتجاجات في مقر فولكس فاغن
- -غولدمان ساكس- يتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى 80 دولاراً
- أكبر متجر إلكتروني روسي يطرح قميصا بصورة بوتين وخلفه صاروخ - ...
- كم حصتك من -أموال العالم مجتمعة- لو وزعت على سكان الأرض بالت ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - علاء الدين حميدي - ماذا بعد قرار البنك المركزي التونسي الرفع في نسبة الفائدة المديرية ؟