كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7281 - 2022 / 6 / 16 - 10:51
المحور:
الصناعة والزراعة
من كان يصدق ان الجواميس التي خاضت في الماضي والحاضر أشرس مواجهاتها الدامية في حلبات مصارعة الثيران الأسبانية، اقتحمت الآن حلبات التلاعب الجيني من أوسع أبواب مختبرات الهندسة الوراثية ؟. .
فالجواميس المصرية بأصنافها المنوفية والبورسعيدية والشرقاوية والبحيرية والصعيدية، والتي يزيد تعدادها الإجمالي هناك على ثلاثة ملايين رأس، تنتمي في حقيقتها إلى سلالات عراقية، وصلت حوض النيل إبان الفتح الإسلامي، عبر هجرة بعض القبائل بمواشيها، وانتشرت من هناك في كل بقاع مصر، وتكاثرت لما يربوا على 14 قرناً. لكنها خاضت أولى معاركها الجينية عندما جرى تهريبها إلى ايطاليا، فحصلت عليها إسرائيل من ايطاليا، واخضعتها لتجارب الهندسة الوراثية في معهد (وايزمان)، وهو من أهم المعاهد المهتمة بإجراء التحاليل الدقيقة للجينات الخاصة بسلالة الجاموس، فنجحوا في تحسين نوعيتها بتعظيم ضخ الألبان، من متوسط 7 كجم يومياً، إلى 20 كجم يومياً. .
لكن المثير للغرابة ان مصر تأتي الآن في مؤخرة الركب العالمي الذي تشترك فيه 148 دولة فيما يتعلق بجودة البحث العلمي، رغم وجود عدد كبير من الجامعات المصرية العريقة، ورغم وجود مراكز البحوث العلمية المتخصصة، التى تحتضن عشرات الآلاف من الباحثين، والتي تعانى من هجرة مشاهير الخبراء، بينما يأتي ترتيب إسرائيل فى المركز العالمي الأول. .
والاغرب من ذلك كله ان مصر تفكر الآن بإرسال قطعان جواميسها إلى المختبرات الاسرائيلية واخضاعها للتعديلات الجينية هناك، ومن ثم إعادتها ثانية إلى مصر. .
اما في العراق، الموطن الأصلي لأرقى أنواع الجاموس، فقد تعرضت الجواميس لأكبر هجرة قسرية في التاريخ إبان الحرب العراقية الإيرانية، فانتقلت من الاهوار الغنية بالمياه الى المناطق الريفية المهددة بالجفاف، ثم تعرضت الاهوار لحملات التجفيف المنظم، فتراجعت أعدادها من مليون رأس في سبعينيات القرن المنصرم إلى 300 الف رأس في الوقت الحاضر، بسبب الإهمال وشح المياه. ونحن الآن نستورد الحليب ومشتقات الألبان من دول الجوار. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟